تجنيد الحريديم، الخدمة العسكرية لليهود المتشددين أزمة جديدة تواجه حكومة نتنياهو.. وانهيار الائتلاف الحاكم أبرز العواقب
تجنيد الحريديم، في ظل حالة الانقسام التي تضرب حكومة نتنياهو المتطرفة، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع، اليوم الثلاثاء، بأنه يجب على الدولة تجنيد طلبة المدارس اليهودية في الجيش الحريديم)، ما أثار العديد من التكنهات حول إمكانية انهيار الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
المحكمة العليا الإسرائيلية تقضي بوجوب تجنيد الحريديم
وجاء في قرار المحكمة أن السلطة التنفيذية ليس لديها سلطة الأمر بعدم تطبيق قانون الخدمة الأمنية لطلاب المدارس التلمودية في ظل غياب إطار تشريعي مناسب بدون تثبيت الإعفاء في إطار قانوني، مشددا علي أنه يجب على الدولة أن تعمل على تطبيق القانون.
ويأتي هذا بينما يرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلًا من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث، إلا أن هذه المطالبة فتحت الباب أمام موضوع قديم جديد طالما راوغ فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واعتبره مراقبون مناورة سياسية لا أكثر لإرضاء اليمين الإسرائيلي المتشدد.
ويقول البعض إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الأيديولوجية للدولة الليبرالية.
أزمة تجنيد الحريديم في إسرائيل
خلق تجنيد الحريديم المتشددين أزمة داخل إسرائيل، فالدعوات لإجبارهم على الانضمام لصفوف الجيش، فجرت مشكلة لنتنياهو الذي طالب بتأجيل تنفيذ قرار التجنيد، بينما تمسكت الأحزاب الدينية بعدم تنفيذ القانون وهددت بسحب الثقة من حكومته.
ومنذ 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد الحريديم، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانونا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمس بـ"مبدأ المساواة".
ومنذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد إعفائهم من الخدمة العسكرية، ومع نهاية مارس الماضي، انتهى سريان أمر أصدرته حكومة نتنياهو بتأجيل تطبيق التجنيد الإلزامي لـ"الحريديم".
أزمة في الداخل الإسرائيلي تزامنا مع العدوان علي غزة
وأثار قرار المحكمة العليا في إسرائيل، ضجة في الداخل الإسرائيلي، في ظل عاصفة غير مسبوقة تعيشها إسرائيل تزامنا مع العدوان علي غزة المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.
وأصبح إعفاء اليهود المتزمتين من التجنيد قضية مشحونة بالتوتر بشكل خاص، لأن القوات المسلحة الإسرائيلية التي يتألف أغلبها من المجندين في مطلع الشباب والمدنيين الأكبر سنا الذين تتم تعبئتهم كقوات احتياط، أصيبت بالإنهاك بسبب الحرب متعددة الجبهات.
انهيار الائتلاف الحاكم في إسرائيل
ويضم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حزبين متشددين، يعتبران الإعفاءات عنصرا مهما للاحتفاظ بدعم ناخبيهما في المعاهد الدينية ولمنع انصهار هؤلاء المؤيدين في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة.
وأفاد حكم المحكمة الصادر بالإجماع أنه "في أوج حرب صعبة، يعتبر عبء عدم المساواة أكثر حدة من أي وقت مضى".
من جانبه، غرد رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، على موقع "إكس" مستشهدا بقول ينسب إلى مؤسس حزب الليكود رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن: "هناك قضاة في القدس".
وأضاف: "في عام فقد فيه لواء كامل من الجنود أو أصيب بجروح بالغة، في عام خدم فيه جنود الاحتياط لأكثر من 200 يوم، لا يوجد دليل أوضح على أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى المزيد من المجندين، والمزيد من الناس لتقاسم العبء".
وهنأ ليبرمان المحكمة على اتخاذها "خطوة مهمة على الطريق إلى التغيير التاريخي".
كما غرد رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر، مرددا خطاب ليبرمان: "هناك قضاة في القدس".
وأضاف: "يجب أن تكون الخدمة المدنية والعسكرية واجبا على كل إسرائيلي، بغض النظر عن العرق والدين والجنس، سنواصل النضال من أجل الصورة الديمقراطية لـ إسرائيل".
من جانب آخر، هاجم تحالف "يهدوت هتوراة" المكون من حزبي "ديغيل هاتوراه" و"أغودات يسرائيل"، المحكمة العليا، بسبب قرارها، واصفا إياه بـ"المتوقع والمؤسف".
كما قال الوزير الحريدي ورئيس حزب يهدوت هتوراة مائير بوروش: "لا توجد قوة في العالم يمكنها إجبار شخص تتوق روحه لدراسة التوراة على الامتناع عن ذلك".
وقالت حركة "جودة الحكم" في إسرائيل، التي أدت عريضتها إلى صدور حكم المحكمة العليا، أن القرار يعني أن الحكومة يجب أن تبدأ في تجنيد طلاب المدارس الدينية الأرثوذكسية المتطرفة على الفور.
وتقول الحركة إنه لم يعد هناك أي إطار قانوني يسمح للحكومة بمنح إعفاءات شاملة من الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية الأرثوذكسية المتطرفة، وبالتالي يجب على الحكومة فرض قانون التجنيد الإلزامي على هؤلاء الشباب".
وأضافت: "هذا انتصار تاريخي لسيادة القانون ومبدأ المساواة في عبء الخدمة العسكرية".
وقالت: "ندعو الحكومة ووزير جيش الاحتلال إلى تنفيذ القرار دون تأخير، والامتثال لأمر المحكمة العليا، والعمل فورًا على تجنيد طلاب المدارس الدينية الحريديم".
ولم يحدد قضاة المحكمة العليا التسعة كيف ينبغي تنفيذ حكمهم.
معلومات عن يهود الحريديم
أما اليهود الأرثوذكس المتشددون أو "يهود الحريديم"، فهم تيار ديني متشدد جدًا، وتعني كلمة "الحريدي" التقي.
ويشكل اليهود المتشددون 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 19 بالمئة بحلول عام 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم.
ويتنكر يهود "الحريديم" للصهيونية، وتعيش غالبيتهم في فلسطين التاريخية والولايات المتحدة، كما يعيش البعض منهم في الدول الأوروبية ويتنقلون بينها، وينتمون في معتقداتهم إلى التوراة والأصول الفكرية اليهودية القديمة.
فيما يتكون يهود "الحريديم" من كثير من المجتمعات المختلفة، تتمحور كل منها حول حاخام، ويتشاركون في عاداتهم الخاصة في العبادة والطقوس والتشريعات التوراتية واللباس والحياة اليومية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال إفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.