رئيس التحرير
عصام كامل

باحث يكشف أسباب فشل مبادرات تسوية الصراع المسلح في السودان

طرفا الأزمة السودانية،
طرفا الأزمة السودانية، فيتو

كشف الباحث محمد الجزار، المتخصص في الشأن السودانى، عن أسباب فشل مبادرات تسوية الصراع المسلح في السودان، رغم  تعدد المبادرات التي قدمتها القوى الدولية والإقليمية من أجل تسوية الصراع في السودان، غير أنها باءت جميعا بالفشل حتى الآن، مشيرا إلى أنه منذ بدء الصراع المسلح في السودان في إبريل 2023، سارعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGADD) إلى محاولة وقف الصراع في مهده، وعقدت أربع قمم حتى الآن حاولت خلالها الجمع بين طرفي الصراع غير أنها لم تفلح في ذلك. 

 

 

الاتحاد الأفريقي ووضع رؤية للتسوية 

وأكد محمد الجزار، فى تصريح لـ"فيتو"، أن الاتحاد الأفريقي تدخل وقام بوضع رؤية لتسوية الصراع، ولم يفلح كذلك في وقف رحي الحرب في السودان، وبجانب ذلك فقد قامت الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي بالعديد من المساعي لوقف الحرب دون جدوى، فضلا عن قيام جامعة الدول العربية بالتدخل هي الأخرى من أجل وضع حد لتلك الحرب، وحاولت من خلالها مبادرتها الأخيرة التي جرت في 12 يونيو الجاري، التنسيق بين المبادرات والجهود السابقة التي سعت لتسوية الصراع في السودان، غير أنها انتهت كذلك إلي بعض التوصيات التي لم تكن كافية لحسم ووقف الصراع وتسويته في الوقت الحالي أو حتى على المستوى القريب. 
 

مساعي مصر لوقف إطلاق النار وتسوية الصراع 

وواصل حديثه، قائلا: بجانب جهود المنظمات الدولية فقد سعت العديد من القوى الدولية والإقليمية لتسوية الصراع، وعلى رأسها مفاوضات منبر جدة التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، بجانب قيام مصر بالعديد من المساعي لوقف إطلاق النار وتسوية الصراع، من أبرزها عقد مؤتمر قمة دول جوار السودان.. وأخيرا جاء مؤتمر باريس حول السودان الذي عقد في منتصف إبريل الماضي برعاية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بمشاركة نحو 15 دولة ومنظمة دولية ليكمل متوالية المبادرات الصفرية التي عقدت من أجل تسوية الصراع في السودان دون جدوى.  

أسباب فشل المبادرات المتعددة في وقف الصراع في السودان 

وتابع: إن أسباب فشل المبادرات الدولية والإقليمية لتسوية الصراع في السودان، متعددة، ويمكن عرض أبرزها فيما يلي: 
1- غياب الإرادة السياسية للعديد من القوى الدولية والإقليمية المتدخلة في الصراع، وعدم رغبتها في وقف الحرب، وذلك توافقا مع مصالحها التي تتحقق نتيجة طول أمد الصراع في السودان. 
2- محاولة استثمار الأزمة السودانية من قبل القوي الدولية والحصول علي مكاسب سياسية واستراتيجية من خلال الضغط علي الحكومة السودانية.. ومن أبرز تلك الأمور ما يثار حول وجود اتفاق بين روسيا والسودان يقضي بإقامة قاعدة بحرية روسية بالقرب من بورتسودان، مستغلة تدخل قوات فاجنر الروسية في دعم ميلشيات الدعم السريع، وهو ما جعل الدب الروسي يبرم صفقة مع الحكومة السودانية تجعله يمنحها تلك القاعدة مقابل منع قوات فاجنر من تقديم الدعم لميلشيات حميدتي. 
3- تراخي الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها القوى الغربية المهيمنة علي المنظمات الدولية عن تسوية الصراع في السودان؛ تحقيقا لمصالحها في إضعاف السودان سياسيا واقتصاديا، فضلا عن إشغال الرأي العام العربي والأفريقي بالأزمة السودانية لصرف أنظاره عن المجازر التي تقوم بها إسرائيل حليفة الغرب في غزة. 
4- محاولة إضعاف وشل إرادة القوى الإقليمية كمصر من التدخل بصورة أكبر لوقف العدوان علي غزة، وذلك عن طريق حصار مصر بالأزمات والحروب على حدودها، وبالتالي فهناك مصلحة لبعض القوى الدولية والإقليمية لاستمرار الحرب في السودان، وذلك لاستخدامها كورقة ضغط علي مصر، في حالة محاولة لعب دور إقليمي أكبر لا يتوافق مع مخططات القوى الدولية. 
5- تعدد الفواعل الدولية ذات المصالح المتضاربة، المتدخلة في الصراع السوداني، حيث تدخلت قوات فاجنر الروسية في الصراع وتقوم الآن بدعم ميلشيات الدعم السريع، وتشرف على عمليات التسليح الخاصة به، في مقابل قيام القوات الأوكرانية باستهداف مقاتلي فاجنر في السودان، في إشارة إلي نقل الحرب الروسية الأوكرانية على الأرضي السودانية، بجانب وجود أحاديث عن تدخل إيران لدعم الجيش السوداني، مقابل وجود دعم إقليمي لميلشيات الدعم السريع قادم من تشاد وأفريقيا الوسطي وإثيوبيا. 
6- وجود مطامع دولية وإقليمية في الموارد السودانية، وعلى رأسها الذهب السوداني، حيث تشير التقارير الدولية إلى قيام بعض القوى الدولية والإقليمية في استغلال الحرب الدائرة في السودان، ونهب الذهب السوداني الموجود في جبال بني عامر التي تسيطر عليها ميلشيات الدعم السريع، مقابل تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لتلك الميلشيات. 
7- محاولة صناعة نظام جديد في السودان تابع سياسيا لبعض القوى الإقليمية الراغبة في الهيمنة على الموانئ الأفريقية، وعلى رأسها موانئ السودان، والتي تسعي إلى وضعها تحت قبضتها في حالة فوز ميلشيات الدعم السريع في الحرب، مقابل دعمها لها من بداية الصرع، فضلا عن استخدام بعض القوي الإقليمية لمرتزقة ميلشيات الدعم السريع في تنفيذ أجنداتها في بعض الصراعات في المنطقة مثل ليبيا واليمن. 
8- رغبة تجار الدماء والحروب حول العالم في استمرار الصراع في السودان، وذلك لضمان بيع مزيد من الأسلحة لطرفي الصراع، حيث تستفيد بعض القوى الدولية والإقليمية من الصراعات الموجودة حول العالم وتحقيق مكاسب أولى من تجارة السلاح، فضلا عن تحقيق مكاسب ثانية من خلال حصول شركاتها على عقود في عمليات إعادة الإعمار التالية للحرب، بل الحصول على مكاسب ثالثة ورابعة من خلال استخدام اللاجئين السودانيين في العمالة رخيصة السعر، والأعمال الشاقة، وعمليات الاستثمار في اللاجئين.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية