زغلول صيام يكتب: غاب الحساب فانتشرت الفوضى في الملاعب المصرية.. فليحيا قانون عامر!!
“هي فوضى”.. بكل ما تحمله الكلمة من معنى، انتشرت في ملاعب كرة القدم المصرية، وأبرز دليل على حالة الفوضى هي الصور التي التقطت لطاقم الحكام الإسباني وهم ينعمون بفسحة خمس نجوم في أهرامات الجيزة، والتمتع بنهر النيل الخالد، ليس هذا فحسب.. إنما عائدون إلى بلادهم محملين بالدولارات من بلد يبحث عن كل سنت لضروريات الحياة..
نعم الذنب ليس ذنب هذا الطاقم الإسباني الذي تم استدعاؤه لإدارة مباراة بين الأهلي والزمالك -عادية - في الدورية المصرية، وليست حاسمة لأي شيء، ثم اعتذر الزمالك منذ فترة، وقبل المباراة بوقت ليس قليلا، وكانت هناك فرصة للاعتذار لهؤلاء، ولكن السؤال الآن: ماذا سيقول هذا الطاقم المكون من ستة أفراد في عين العدو عندما يعود إلى بلاده ؟! وماذا ستقول الصحافة الإسبانية؟!
رحماك ياربي من هذا العبث الذي يلف أرجاء الكرة المصرية دون وازع من ضمير لتلك الأموال التي تهدر يوميا وبالعملة الصعبة.. من عقد فيتوريا الذي لا يعلم إلا الله كم سيكلفنا في المستقبل القريب ولا فاتورة هذا الطاقم الذي مثلما جاء رحل، ولا غرامة الفيفا على اتحاد الكرة - وفي هذا ستكون هناك موضوعات خلال الأيام القادمة.
فليحيا قانون عامر!!
نعم انتصر قانون عامر حسين رئيس أو مشرف لجنة المسابقات.. انتصر قانون عامر الذي تشوبه الشوائب.. انتصر من أربك جميع أندية مصر.. نعم اعتذر الزمالك في محاولة لعمل وقفة ضد نظام يكيل بكل مكاييل باطلة… انتصر وهو لم يضع تصورا لوضع نهاية لهذه المسابقة التي أصبحت سوداء.
من حق عامر أن يجلس ويمد قدميه طالما أن هناك من يعينه على ما يفعله بكل مسابقات الكرة في مصر، وبالأمس دار حوار مع الصديق المحترم الدكتور عبدالمنعم عمارة وزير الشباب والرياضة الأسبق.. تلك الشخصية التي أكن لها كل احترام وتقدير، وقال لي بالحرف الواحد: إذا كان الوزير لو أخطأ تتم إقالته فلماذا لا تتم إقالة عامر نفسه؟!… ربما لديه حصانة أكبر من الوزير، يا سيادة الوزير!!
لم تعد هناك كرة قدم في مصر ومن يقول عكس هذا فإنه واهم.. لم تعد هناك كرة قدم في مصر لأن من اختار لم يحسن الاختيار.. لا تقل لي إن فشل جميع المنتخبات والمسابقات جاء بمحض الصدفة أو عدم التوفيق، وإنما هو نتاج عشوائية في كل شيء.
عندما يظهر شخص كل خبرته بالكرة لم تتجاوز الخمس سنوات، ويصبح هو المسيطر والمهيمن على كل مفاصل الكرة من رابطة وتدخل في أمور المنتخبات، برعاية شلة الفضائيات فتأكد أننا في الطريق إلى الهاوية.. وعندما تجد موظفا آخر أصبح هو الحاكم بأمره وسيارة وسائق، ومنذ سنوات ليست بعيدة كان مواطنا عاديا يأكل سندوتشات الفول والطعمية، ثم إذ فجأةً ينتقل إلى حياة القصور فتأكد أننا في الطريق إلى الهاوية.
أقولها وبكل حرقة إنه لا أمل.. نعم لا أمل بعد أن غابت الرقابة عن هؤلاء، ولا أحد يحاسبهم، بل أنهم مشمولون بالرعاية والعناية.. لا أمل طالما أن الجهة الإدارية غضت البصر وتركت الحبل على الغارب!!
لكِ الله يا مصر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.