رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على أهوال الموقف يوم القيامة وتأثيره على المؤمن والكافر

أهوال الموقف يوم
أهوال الموقف يوم القيامة، فيتو

أهوال يوم القيامة، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أمور الآخرة وما فيها من أهوال، وبيَّن ما يلاقيه المؤمن من رحمة الله، وما يلاقيه العصاة والكفرة من الخزي والهوان، وحينما يعرض الخلق على الله - سبحانه وتعالى - يوم القيامة فإن هناك بعض صنوف من البشر  ينظر إليهم بعين الرحمة، وصنوف أخرى لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم، ويحرم الله تعالى بعض العباد من العطف والرحمة يوم القيامة ويتركهم ليواجهوا الأهوال والعذاب، فلا ينظر إليهم بعين الرحمة.

هول الموقف يوم القيامة من القرآن

بيَّن القرآن خطورة الموقف يوم القيامة وما في هذا اليوم من الشدائد والأهوال، مصداقا لقوله تعالى: (ٱلۡقَارِعَةُ * مَا ٱلۡقَارِعَةُ * وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ * يَوۡمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ * وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ * فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ * فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ * وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ *فَأُمُّهُۥ هَاوِيَةٞ * وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا هِيَهۡ * نَارٌ حَامِيَةُۢ *).سورة القارعة.

أي يوم يحشر الخلائق من القبور إلى أرض المحشر، فإذا الناس حفاة عراة رجالًا ونساءً كالفراش المبثوث، والجبال كالعهن المنفوش، السماء انفطرت ومارت وانشقت وكُشطت وطُويت، والجبال سُيِّرت ونُسفت ودُكَّت، والأرض زُلزلت ومُدَّت وألقت ما فيها وتخلت، الوحوش حُشرت، البحار فُجرت وسُجرت، الأمم على الرُّكَبِ جثت، وإلى كتابها دُعيت، الكواكب انتثرت، النجوم انكدرت، الشمس كُوِّرت ومن رؤوس الخلائق أُدنيت، الأمم ازدحمت وتدافعت، الأقدام اختلفت، الأجواف احترقت، فاض العرق فبلغ الحَقْوَين والكعبين وشحمة الأذنين، والناس بين مستظلٍّ بظل العرش، ومصهور في حر الشمس، الصحف نُشرت، والموازين نُصبت، والكتب تطايرت، صحيفة كل إنسان في يده مخبرة بعمله، لا تغادر بليَّةً كتمها، ولا مُخبَّأة أسرَّها، اللسان كليل والقلب حسير كسير، الجوارح اضطربت، الألوان تغيرت لما رأت، الفرائص ارتعدت، القلوب بالنداء قُرعت، والموءودة سُئلت، والجحيم سُعِّرت، والجنة أُزلفت، عظُم الأمر، واشتد الهول، والمرضعة عما أرضعت ذهلت، وكلُّ ذاتِ حملٍ حملها وضعت، زاغت الأبصار وشخصت، والقلوبُ الحناجرَ بلغت، وانقطعت علائق الأنساب.

هول الموقف يوم القيامة، فيتو

ما هو يوم القيامة؟

في يوم القيامة تدنو الشمس من الخلق، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيْه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا، وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا اليوم فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ». أخرجه البخاري ومسلم.

ويوم القيامة يوم عظيم هوله، شديد كربه، حذر الله منه عباده وأمرهم بالاستعداد له، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السّاعَةِ شَيءٌ عَظيمٌ۝ يَومَ تَرَونَها تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَملٍ حَملَها وَتَرَى النّاسَ سُكارى وَما هُم بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَديدٌ﴾ [الحج: ١-٢] ففيه يجمع الله الخلائق ليجزي كل عبدٍ جزاءه قال تعالى:﴿وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ لِيَجزِيَ الَّذينَ أَساءوا بِما عَمِلوا وَيَجزِيَ الَّذينَ أَحسَنوا بِالحُسنَى﴾ [النجم: ٣١] ولكن وعد الله بعض عباده المؤمنين الذين صفت عقيدتهم، وزكت نفوسهم، وراقبوا الله في سرهم وعلانيتهم، بأنهم سيكونون في كنفه وحياطته، يظلهم بظله يوم لا ظلٍ إلا ظله في ذلك اليوم.

شدة هول الموقف على الكافرين من القرآن والسنة

لقد بيَّن الله تعالى هولَ يوم القيامة على الكافرين؛ إذ قال الله عز وجل: ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا ﴾ [الفرقان: 26]

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُنصب للكافر يوم القيامة مقدارُ خمسين ألفَ سنةٍ كما لم يعمل في الدنيا، وإن الكافر ليرى جهنم ويظنُّ أنها مُواقِعَتُه من مسيرة أربعين سنةً».

وقال الله تعالى: ﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾ [المدثر: 9، 10]، وقال الله جل شأنه: ﴿ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾ [القمر: 8]، وهذا يعني أن يوم القيامة يطول على الكفار ويقصر على المؤمنين.

تخفيف يوم القيامة على المؤمنين

صوَّر الله عز وجل حالَ المؤمنين يوم القيامة؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24]؛ فهذه الآية الكريمة تدل على انقضاء الحساب في نصف نهار؛ لأن المقيل: القيلولة أو مكانها، وهي الاستراحة نصف النهار في الحر، وممن قال بانقضاء الحساب في نصف نهار: ابن عباس وابن مسعود وعكرمة وابن جبير؛ لدلالة هذه الآية على ذلك، كما نقله ابن كثير وغيره، ويشهد له ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 6] مقدارَ نصف يوم من خمسين ألف سنة، يُهوِّن ذلك على المؤمن، كتدلِّي الشمس للغروب إلى أن تغرب» [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (6/ 769)]

وفي الحديث: «قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: يُوضع لهم كراسيُّ من نور، مُظلَّلٌ عليهم الغمام، يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر»

هول الموقف يوم القيامة، فيتو

ما يخفف هول يوم القيامة على المؤمنين

إن مما يخفف شدة هول القيامة على المؤمنين لقاء رب العالمين جل في علاه، وهم أسعد الخلق بهذا اللقاء؛ كما قال الله سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43، 44]؛ لذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته يدعو بالشوق إلى الله تعالى وإلى لقائه يوم القيامة؛ ومن مأثور دعائه قوله عليه الصلاة والسلام في دعاء طويل: «وأسألك بَرْدَ العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراءَ مضرةٍ، ولا فتنة مضلة» [رواه النسائي، وسنده صحيح صححه الألباني في صحيح الجامع، حديث رقم: (1301)].

ومما يهون يوم القيامة على المؤمنين أن الله تعالى يُدخِلُ من أمة النبي صلى الله عليه وسلم سبعين ألفًا مع كل واحد سبعون ألفًا الجنةَ بغير حساب؛ ففي مسند أحمد بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أُعطيتُ سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلبِ رجلٍ واحد، فاستزدتُ ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا» [رواه أحمد].

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية