رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهارده، ذكرى تدنيس الفرنسيين الأزهر بخيولهم وقتل شيوخه ومحاكمة طلابه

 الأزهر، فيتو
الأزهر، فيتو

في مثل هذه الأيام قبل ما يزيد على قرنين من الزمان، وبالتحديد يوم 20 يونيو 1800، اقتحم جنود الحملة الفرنسية الجامع الأزهر بخيولهم، وقتلوا شيوخه، وحاكموا طلابه، ثم أغلقوا أبوابه.

في البداية، حاول قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت جذب تعاطف المصريين، في خطاب ألقاه بالإسكندرية عقب دخول قوات الاحتلال للمدينة الساحلية في يوليو 1798.

تقرب نابليون من شيوخ الأزهر

قام نابليون بإنشاء ديوان من شيوخ الأزهر وكلفهم بإدارة شئون القاهرة، ثم حاول الحصول على فتوى من أئمة الأزهر تسمح بجواز الولاء لنابليون بموجب الشريعة الإسلامية، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل.

اقرأ أيضا: السوري الثائر.. شاهد على عظمة الأزهر

 

وفي 14 يونيو 1800 اقترب الشاب السوري سليمان الحلبي، الذي كان يدرس في الأزهر، من كليبر في حديقة قصره بالقاهرة، ظنه كليبر يستجدي منه شيئا، لكن الحلبي طعنه بالخنجر عدة طعنات قاتلة، ليسقط  القائد العام للحملة الفرنسية قتيلا.

أقدم الفرنسيون على محاكمة الحلبي ومن عرفوا بخطته بأعنف وأقسى طريقة ممكنة، وذلك بهدف كسر الروح المعنوية لطلبة الأزهر، فقرروا قطع رؤوس الأزهريين الذين عرفوا مخططه، ثم حرق يده اليمنى بالنار وهو حي، ثم وضعه على الخازوق.

ثم تولى القيادة مينو خلفا لكليبر، أراد الانتقام من فعلة الطالب الأزهري، فقرر إغلاق الجامع الأزهر في 20 يونيو 1800 ليظل مغلقا حتى وصول المساعدات العثمانية والبريطانية في أغسطس 1801.        

ثورة القاهرة الأولى                                            

اشتعلت الأوضاع في القاهرة بقيادة شيوخ المساجد، حيث بدأت ثورة القاهرة الأولى في أكتوبر 1798، ليدوي الأذان في القاهرة من آلاف المساجد، ثم يجلجل النداء عقب كل أذان "حي على الجهاد" ليدرك الفرنسيون أن القاهرة ليست الصيد السهل الذي ظنوه.

تجمع الثوار في الجامع الأزهر، في وقت لجأ أعضاء ديوان شيخ الأزهر إلى نابليون طالبين منه التوقف عن ضرب القاهرة بمدافعه، فطلب منهم الاتصال بالثوار لإلقاء السلاح، وهو ما ما رفضه الثوار ورفضوا دخول أعضاء الديوان إلى الجامع الأزهر.

لم يكن أحد يتصور أن يفكر الفرنسيين في تدنيس الجامع الأزهر، لكن الغضب أعمى قادة الاحتلال، فصدرت الأوامر بضرب الأزهر بالمدافع المنصوبة في القلعة والمقطم "ولتكن المدافع في أصلح موقع ليكون الضرب أشد أثرا، والاستيلاء على مداخل الأزهر والمنازل الموصلة إليه، واقتحام الجامع بالجنود تحت حماية المدافع وقتل من يتحداهم، وحرق المنازل التي تلقي منها الحجارة".

وهكذا اشتعلت القاهرة الفاطمية وانهالت القنابل على الجامع الأزهر، وفي المناطق المحيطة به في الغورية والفحامين، واقتحمت كتائب الجنود الشوارع الموصلة للأزهر، وصار الثوار محاصرين بنيران الجنود وضربات المدافع، وأوشك الجامع الأزهر أن يتداعي من شدة الضرب.

ويصف المؤرخ الجبرتي ما جرى يومها في أهم مساجد القاهرة: "دخلوا إلى الجامع الأزهر راكبين الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرقوا بصحنه ومقصورته، وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثوا بالأروقة والحارات، وكسروا القناديل والسهارات، وهشّموا خزائن الطلبة، ونهبوا ما وجدوه بها من المتاع والأواني والقصاع والودائع والمخبآت بالدواليب والخزانات، ودشتوا الكتب والمصاحف وعلى الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها، وكسروا أوانيه وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل من صادفوه به عرُّوه، ومن ثيابه أخرجوه…". 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية