الأيام السوداء لإسرائيل.. عشرات الصواريخ تشعل الجليل الأعلى وكريات شمونة.. والمسيرات الإسرائيلية ترد باستهداف قادة «حزب الله»
ما الذى تعانيه إسرائيل فى الوقت الحالى ومن أى جهة؟ الإجابة عن هذا السؤال تأخذنا لمتابعة آخر حلقات التوتر بين حزب الله اللبنانى والاحتلال الإسرائيلى، وصواريخ الحزب التى تطايرات فى سماء الاحتلال بصورة لافتة، ونتج عنها اشتعال الحرائق وسقوط قتلى ومصابين من الجانب الإسرائيلى.
وسط أصوات انفجار الصواريخ وأزيز المقاتلات، خرجت تصريحات من مجموعة نتنياهو المتطرفة فيما يسمى “مجلس الحرب” يطالبون بتحويل جنوب لبنان إلى غزة جديدة، والمعارضة الإسرائيلية أيضًا استغلت الأحداث فى المكايدة المتبادلة مع الليكود، وقال يائير لابيد، إن صواريخ حزب الله تحرق كرامتنا وتنهى أسطورة الردع.
أمريكا هى الأخرى كانت حاضرة فى الصورة، ووفق ما تسرب فى وسائل الإعلام، فإن إدارة الرئيس جو بايدن، حذرت تل أبيب من الاندفاع فى فتح جبهة الشمال -الحدود اللبنانية- خشية تدخل إيران واندلاع ما أسمته حربا إقليمية صغرى يصعب السيطرة عليها.
والسؤال: هل تنفجر جبهة الشمال وتفقد السياسة بوصلتها ويحتكم الجميع للحرب؟
الدكتور على الأعور، الخبير فى النزاعات الإقليمية والشئون الإسرائيلية، قال: “نعم، إن الحرب تشتعل على الجبهة الشمالية والجليل الأعلى وكريات شمونة، وأوشكت على الانفجار، فعشرات الصواريخ والمسيرات الإسرائيلية مستمرة فى اغتيال قادة من حزب الله، وربما أصبحت الجبهة الشمالية أكثر اشتعالا خلال الأسابيع الأخيرة، وتزداد حدة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله”.
وأضاف: فى تقديرى فإن الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، ربما تشهد مزيدا من التصعيد والتصعيد المضاد على اعتبار أن هناك معادلة جديدة، يضع قواعدها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وأيضًا تهديدات بنيامين نتنياهو، التى أطلقها الأسبوع الماضى خلال زيارته كريات شمونة بحرق الشمال، وعدم السماح لقوات حزب الله باستمرار القصف بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل.
وعن إمكانية وصول التصعيد إلى حرب مفتوحة وشاملة بين إسرائيل وحزب الله، أوضح الدكتور على الأعور، أن الأمور بدأت فى اتخاذ أبعاد أمنية وسياسية، ووصل الاشتباك السياسى إلى درجة كبيرة أيضًا مع الاشتباك العسكرى على الجبهة الشمالية، وكل ذلك يشير إلى أن إسرائيل بدأت تحضر وتستعد من أجل عملية عسكرية كبيرة على الجنوب اللبنانى، من خلال استدعاء أكثر من 30 ألف جندى إسرائيلى من جنود الاحتياط من أجل التحضير لهذه العملية العسكرية الإسرائيلية البرية على الجنوب اللبنانى، وفقًا للإعلام العبرى.
وعن ردود حزب الله المتوقعة، قال الأعور: إن حزب الله ما زال يملك من التكنولوجيا والاستخبارات العسكرية ما يمكنه من الوصول إلى مواقع جيش الاحتلال وقواعده العسكرية، وكذلك إطلاق المسيرات، وعبورها ودخولها إلى داخل الجليل الأعلى وإلى المستوطنات فى كريات شمونة وحرفيش، وهذا يعنى أن القبة الحديدية وغيرها من أجهزة الاعتراض لم تعد تعمل بكفاءة تتماشى مع الحديث السابق عنها، خاصة أن حزب الله قادر على تطوير الطائرات المسيرة، ويملك ترسانة صواريخ قادرة على تحقيق الأهداف بدون اعتراضها فى سماء الاحتلال.
وشدد أستاذ حل النزاعات الإقليمية والخبير فى الشئون الإسرائيلية، على أن الأمور تتجه نحو التصعيد بشكل كبير جدا، ولكن إذا ما قررت إسرائيل بدء عملية برية، أى التحول إلى حرب شاملة ومحاولة احتلال الجنوب اللبنانى، ويقابله تحضير قوات الرضوان نفسها لاجتياح الجليل ودخول المستوطنات فى الشمال، فإن إسرائيل سوف تفقد قدرتها فى سلاح الجو، وستظل الحرب فى إطار الحرب الشعبية والاستهداف والمواجهة بين قوات الرضوان التابعة لحزب الله والجيش الإسرائيلى، وهنا ستفقد إسرائيل ميزة قوة سلاحها الجوى الذى ستعوق الاشتباكات البرية استخدامه.
وبحسب ما ينشره الإعلام العبرى، فكل التقديرات تشير إلى أن المواجهة العسكرية المحتملة بين حزب الله وإسرائيل ربما تبدأ من منتصف يوليو أو أوائل أغسطس، لتعيد إلى الأذهان ذكرى عدوان 2006.
واختتم حديثه قائلا: لكن على كل الأحوال فإن الجهود الدبلوماسية لن تحقق نتائج، وحزب الله لن يتراجع سنتيمترا واحدا على الحدود الشمالية، وبالمقابل أيضًا سكان المستوطنات الشمالية لن يعودوا إليها طالما أن قوات حزب الله مرابطة هناك، والسيناريو الأكثر احتمالا هو فشل السيطرة السياسية، ولا أستعبد أن يلجأ نتنياهو لفتح جبهة الهرب هربا من خسائره فى غزة.
وبدوره قال على عبدو، الباحث اللبنانى والمتخصص فى العلاقات الدولية، إن المقاومة فى لبنان اليوم باتت واضحة فى خياراتها لأنها تدافع عن السيادة اللبنانية كاملة، كما أنها أصبحت جبهة إسناد للمقاومة فى قطاع غزة، على اعتبار أن أطماع إسرائيل لم ولن تتوقف عند حدود غزة، وإذا لم تُردع إسرائيل فى غزة ستتوسع باتجاه لبنان وباقى الدول العربية.
وتابع: أما حالة الحرب مع إسرائيل فإنها قائمة ومستمرة، وأى خطط يتحدث عنها نتنياهو ليست بالجديدة، وإنما هى محاولات للضغط والتهويل الإعلامى لإيقاف هجمات المقاومة من جنوب لبنان، مردفا: هذا التهويل لم يعد نافعا بعد أن كُسر المشروع الإسرائيلى، وأصبح حضور المقاومة فى الساحات أقوى بكثير.
واستكمل: عندما يفقد الإسرائيلى قدرته على الردع وقدرته الوظيفية التى نشأ لأجلها، وعندما لا يعرف نتنياهو متى وكيف ينهى حربه ضد قطاع غزة، فهذا يعنى أنه انتهى، وبالتالى فإن الحديث عن أى خطة جديدة لحشد 200 ألف أو400 ألف جندى لم تعد تنفع، خاصة أن الحرب اليوم حرب وعى وعقيدة وإرادة وفكر وثقافة وتكنولوجيا ووطنية، والأهم أنها حرب التمسك بالحق الذى لا يهزم، وليست حربا عددية.
وأكمل الخبير اللبنانى مؤكدا أن المقاومة طالما حاضرة للمواجهة سواء تدخلت إيران عسكريا بشكل مباشر أم لم تتدخل، وبقى الدعم فى الإطار اللوجستى والعسكرى، فإيران ستدعم حركات المقاومة التى تواجه إسرائيل.
واختتم: أعتقد أن إسرائيل ولو كانت تملك النية بتوسيع الحرب فهى لا تمتلك القدرة ولا الدعم ولا الغطاء الدولى، وأقصى المسموح لها به الآن هو زيادة حدة الاستهدافات والقواعد والضربات المعمول بها من قبل هذا الكيان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.