محطات في حياة الموسيقار سعد عبد الوهاب.. بدأ حياته مذيعا بالإذاعة.. حصل على فتوى تاريخية من الشيخ شلتوت.. واعتزل الفن لهذا السبب
سعد عبد الوهاب، نسخة من عمه الموسيقار محمد عبد الوهاب فهو مطرب صاحب صوت جميل وملحن، بدا حياته مذيعا بالاذاعة لمدة خمس سنوات هو ابن الشقيق الأكبر لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي لعب دورًا هامًا في حياته.
ولد الفنان سعد حسن محمد عبد الوهاب الشهير بـ سعد عبد الوهاب في مثل هذا اليوم عام 1926، درس بكلية الزراعة وبعد تخرجه عمل موظفًا بشركة السكر، لكنه كره الوظيفة فلم يستمر أكثر من عشرة أيام، اتجه بعدها ليعمل مذيعًا بالإذاعة المصرية عام 1949 وبعد خمس سنوات عمل اتجه إلى الغناء والتلحين.
كلمة هادفة غير مثيرة للغرائز
وذلك بعد أن زار الشيخ محمود شلتوت الذى كان صديقا لوالده، وسأله عن الفتوى في عمله بالفن، ورد عليه الشيخ شلتوت بأنه لا يوجد حرام أو حلال في المطلق فإذا كان الغناء للسكارى والأجساد العارية فهذا مرفوض، أما إذا التزم بكلمة هادفة غير مثيرة للغرائز فلا مانع منها، لذلك انتقى سعد عبد الوهاب أفلامه وكلمات أغانيه.
العيش والملح كان البداية
اكتشف المخرج حسين فوزي سعد عبد الوهاب وقدمه للسينما فى فيلم "العيش والملح" مع نعيمة عاكف عام 1949 ثم توالت أفلامه الغنائية فى: بلدي وخفة، وسيبوني أحب، أمانى العمر، بلد المحبوب، أختي ستيتة مع صباح، وكانت آخر أفلامه بل أشهرها "علموني الحب" مع إيمان وعبد السلام النابلسي وأحمد رمزي إخراج عاطف سالم عام 1957 ويدور حول حب الأستاذ لتلميذته، غنى فيه أجمل ألحانه وأغانيه “الدنيا ريشة في هوا طايرة من غير جناحين، واحنا انهاردة سوا وبكرة حانكون فين في الدنيا”، رفض بعدها عدد كبير من الأفلام تحت منطق الحلال والحرام، واكتفى بالغناء.
وغنى لأول مرة بالسينما من ألحان الموسيقار على فراج وقدم له عمه الموسيقار محمد عبد الوهاب لحن “احبك” من كلمات حسين السيد وتم عرض الفيلم فى سينما الكورسال في عام 1949 وكانت باكورة أعماله السينمائية، ثم جاء فيلمه الثاني ”أختي ستيتة " أمام المطربة المشهورة صباح وحسن فايق.
القلب القاسي أشهر أغانيه
من أشهر الأغاني التي غناها سعد عبد الوهاب بعد رحلة فنية قصيرة: الدنيا ريشة في هوا، على فين واخداني عينيك، القلب القاسي، يحب ويصبح ناسي يشغل روحه ليه، من خطوة لخطوة ياقلبي جانا الأمل متوب، وشك ولا القمر، كما قدم وألحانا مميزة لكثير من المطربين مثل محمد قنديل وشريفة فاضل وصباح وفايدة كامل وغيرهم، كما تعاون معه شعراء ومؤلفين كثيرين منهم مأمون الشناوي وحسن توفيق وشريفه فتحي وعبد العزيز سلام وأحمد شفيق كامل وحسين السيد ومحمد اسماعيل وأمين عبد المؤمن وأبو السعود الإبياري وسيد مرسي وغيرهم.
عرف سعد عبد الوهاب بالزهد والوسوسة من كل شيء والزهد في كل شيء حتى إنه كان يفكر كثيرا ويتأنى كثيرا في وضع الألحان، وهو ما عطَّله عن مواكبة مسيرة عمه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي توقف عن التمثيل أيضًا لكنه برع في الغناء والتلحين وايضا عن الفنانين من أبناء جيله، إضافة إلى أنه في بدايته حاول تقمص شخصية عمه موسيقار الأجيال خاصة وأنه ورث عنه الملامح والصفات وبعض الشبه فى الصوت، لذلك فشل في أن يكون لنفسه لون وأداء خاص.
اختفى سعد عبد الوهاب عن الوسط الفنى بعد نجاح فيلم “علمونى الحب”، واعتزل العمل الفني وسافر إلى السعودية حيث عمل مستشارا بالإذاعة هناك، ثم انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كمستشار للأغنية الوطنية بالإذاعة ولحن السلام الوطني للإمارات وغناه بنفسه، لكنه عاد بعد ذلك إلى القاهرة حيث عاش مع زوجته وأبنائه هانى وعمرو، وعاش في عزلة عن الوسط الفني طيلة أكثر من عشرين عاما حتى رحل عام 2004 فى الخامسة والسبعين من عمره.
ترك الفن وهدا وقناعة
وقد لاحقته الكثير من الشائعات بعد اعتزاله منها أنه اعتزل بسبب غيرة عمه الموسيقار محمد عبد الوهاب منه، كما اتهم سعد عبد الوهاب بأنه كان يتقمص شخصية عمه وأنه كان يقلده وغيرها من الشائعات، ولكن وبشهادة المقربين منه فإن الفنان سعد عبد الوهاب كان إنسانا زاهدا، ولم يسع للشهرة، وهو ترك العمل بالفن عن قناعة ودون أي ضغوط.
أغنيات وطنية معدودة
وبالرغم من قلة أعماله الغنائية إلا أنها تركت أثر فى مجال الغناء العربى ومازال عشاقه ومحبيه يرددون أغانيه الجميلة حتى الآن وأشهرها” الدنيا ريشه فى هوا ” و” القلب القاسي" و" من خطوة لخطوة ياقلبى" و"صحيتى يادنيا " على فين وخدانى عنيك ” و” شبابك أنت ” و” وشك ولا القمر” و”النبى وصى على سابع جار” وأغانيه الوطنية الرائعة مثل ” عاشت ثورتنا ” و"ثورتنا إرادتنا" و"شعبنا لبى الندا".