بدأت في 14 يونيو، قصة 132 عامًا من الاحتلال الفرنسي للجزائر
الاحتلال الفرنسي للجزائر، تُعد قصة الاحتلال الفرنسي للجزائر هي الأطول في العالم تقريبا، حيث بدأت معاناة الشعب الجزائري مع الاحتلال عام 1827، عندما وقعت معركة نافارين، التي دارت بين الأسطول العثماني ومعه الجزائري والمصري، وبين الأساطيل البريطانية والفرنسية والروسية من جهة أخرى.
ولقي العثمانيون الهزيمة في خليج نافارين جنوب غرب اليونان، وكانت هذه بداية النهاية والانهيار البحري للأسطول العثماني، وسقوط الجزائر بعدها بأعوام تحت الاستعمار الفرنسي، ونقطة محورية في انفصال اليونان عن الحكم العثماني.
استغلت فرنسا في هذا الوقت ضعف الدولة العثمانية والجزائر، لاسيما أن أسطول الجزائر البحري قد انهار، وأصبحت المياه الإقليمية الجزائرية مفتوحة أمام القوات الفرنسية، التي كانت تخطط لاحتلالها قبل أعوام، وكان لذلك أسباب وعوامل مختلفة، كموقع الجزائر على البحر المتوسط، والاستفادة من خيرات هذا البلد ومن الكوادر البشرية فيه، واستعادة هيبتها كقوة استعمارية.
حادثة “مروحة الداي”
اتخذت فرنسا من الحادثة المشهورة باسم "مروحة الداي"، عام 1827، ذريعة لها لاحتلال الجزائر، وتفاصيل الحادثة باختصار هي أن الداي حسين حاكم الجزائر في تلك الفترة، صفع قنصل فرنسا على وجهه بمروحة يده ثلاث مرات، عندما لم يُجب القنصل عن سؤال الداي بشأن ديون فرنسا للجزائر، فاعتبرت فرنسا هذه إهانة كبيرة لها، ففرضت حصارًا على البلاد لمدة 3 أعوام.
وبدأت فرنسا تشن هجماتها على ميناء طولون، بمشاركة 37 ألف جندي، ومع حلول 14 يونيو 1830، تمكَّنت الحملة الفرنسية من الوصول لمنطقة سيدي فرج، وأحكمت قبضتها على البلاد، وفي 5 يوليو من العام ذاته، سلم الداي حسين مدينته للقوات الفرنسية ، ليبدأ الاحتلال الفرنسي للبلاد، الذي بدأ مباشرة بمحاولاته تجهيل الشعب الجزائري والتلاعب بثقافته، بل وحاول تغيير دينه.
الاحتلال الفرنسي يحارب اللغة العربية في الجزائر
حارب الاحتلال الفرنسي للجزائر اللغة العربية، وحاول إجبار الأهالي على استعمال الفرنسية، والتي جعلوها هي اللغة الرسمية وحدها.
كما عمل على إصدار عدة مراسيم لـ"فرنسة التعليم"، ومنها مرسوم عام 1904، الذي يقضي بمنع أي معلم من فتح مدرسة قرآنية إلا بترخيص وشروط كثيرة جدًا، بعد التزامه بجملة من الشروط التعجيزية، ثم أصدرت قانون عام 1938، قضى بحظر استعمال اللغة العربية، بل واعتبارها لغة أجنبية، كما تم العمل بشكل منهجي على تدريس جغرافيا وتاريخ فرنسا على أنهما جغرافيا وتاريخ الجزائر، وتشويه التاريخ الإسلامي.
ديجول وحق تقرير المصير
بعد سنوات طويلة من المقاومة، وفي عام 1959 صار شارل ديجول رئيسًا لفرنسا، وتحدث عن حق تقرير المصير للجزائريين، وهو ما اعتبره المستوطنون الفرنسيون خيانة لهم، فقاموا بتمرد في الجزائر، مدعوم من بعض وحدات الجيش، إلا أن التمرد فشل، ومثّل ذلك نقطة تحول في الموقف الرسمي الفرنسي.
وبعد ذلك بعامين، انطلقت محادثات إيفيان في فرنسا، بين الحكومة الفرنسية وجبهة التحرير، واستمرت مدة عام مع وقف إطلاق النار، وفي الثالث من يوليو عام 1962، تم توقيع مرسوم استقلال الجزائر، غير أن جبهة التحرير أقرت الخامس من يوليو يومًا للاستقلال، وغادر جميع الفرنسيين من الجزائر بعد احتلال دام أكثر من 132 عامًا، لينتهي بذلك الاحتلال الفرنسي للجزائر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.