طقوس الاحتفالات بعيد الأضحى في زمن الفاطميين والمماليك..زيارة المقابر عادة مصرية قديمة..والخروف كلمة السر في فرحة المصريين
يرتبط عيد الاضحى المبارك بأداء فريضة الحج وذبح الأضاحى التى تتم اقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، وعلى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتفل المسلمون بعيد الاضحى وأحيوا شعيرة الأضحية تصديقا لقول الله تعالى " وفديناه بذبح عظيم ".
واختلفت شكل الاحتفالات بـ عيد الاضحى عبر العصور وكان لكل عصر شكل خاص فى هذه الاحتفالات، واختلفت عادات المصريين في الاحتفال بعيد الأضحى الذى كان يسمى بعيد النحر، وهى احتفالات مازال المصريون عليها الى الان.
السنة النبوية فى الاحتفال بالعيد
ويحكى شيخ المؤرخين إبراهيم العناني عضو اتحاد المؤرخين العرب تطور الاحتفالات بـ عيد الاضحى فيقول: اذا عدنا بالتاريخ والى السنة النبوية نجد القيم التربوية حيث اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد الأضحى بكبشين أقرنين أملحين فذبح الاول وقال ( اللهم هذا عن محمد وآل محمد ) وعند ذبح الثانى قال ( هذا عن أمة محمد )، ولكى تعم الفرحة البيت حرص النبى على يشهد من ببيته ذبح الاضحية اذ يقول عليه السلام لإبنته فاطمة (قومى واشهدى أضحيتك لأن شهود الاضحية فيه خير وبركة، ان اول قطرة دم لتقع فى يد الله قبل ان تقع على الارض وتأتى هذه الاضحية يوم القيامة شاهدة لمن ضحى بها).
في العصر الفاطمي كانت تجمل الشوارع وتعلق الزينات، ومنذ اليوم الاول من ذى الحجة تعقد مجالس الشعر لمدح الخليفة والتهنئة بهذه المناسبة العظيمة، وكان الخليفة يخرج لصلاة العيد في موكب مهيب يرتدي في العيد ملابس بيضاء موشحة بالفضة والذهب ومعه حاشيته قاصدًا صلاة العيد في الخلاء ومن خلفه الوزير والقاضى، وايضا المؤذون وهم يجهرون بالتكبير الله أكبر الله أكبر، ويشترك فى هذا الموكب الفيلة والزرافات والاسود المزينة بالحرير وقباب الذهب، ويجلس العسكر فوق الفيلة بكامل زينتهم، وتصاحب الموكب الموسيقى عن طريق أبواق خاصة لا تعزف سوى للخليفة.
خطبة العيد تصدر من ديوان الإنشاء
وإذا ما انتهت صلاة الركعتين يصعد الخليفة المنبر لإلقاء خطبة العيد ويقف أسفل المنبر الوزير والقاضي والحاشية، ثم يشير الخليفة الى الوزير بالصعود حتى الدرج السابع للمنبر فيعطى الخليفة نص الخطبة التى اعدها ديوان الإنشاء، وتبكى الخطبة الموجودين لشدة تأثيرها، وبعد الخطبة يتجه الخليفة واتباعه الى المصلى.
ملابس حمراء فى يوم النحر
بعد صلاة عيد الأضحى يتجه الخليفة إلى المنحر القريب من القصر ويرتدي ملابس حمراءً ويحمل في يده مظلة حمراء رمزًا للون دم الأضاحي حيث يقوم قاضي القضاة بالإمساك بالأضحية ويقوم الخليفة بنفسه بذبحها، حيث يمسك الخليفة بالحربة ويمسك قاضى القضاة بنصلها ويضع القاضى النصل فى نحر الذبيحة ليقوم الخليفة بطعنها، وتستمر عملية النحر ثلاثة أيام يقوم خلالها الخليفة بتوزيع اللحوم، فى اليوم الاول ينحر 31 من الاضحية، وفى اليوم الثانى 27 من الاضحية وفى اليوم الثالث بالاضافة الى وقفيات لحوم الضأن التى توقفها سيدات القصور لتوزيعها فى الأعياد.
انتهاء مراسم النحر فى اليوم الثالث
وعند انقضاء مراسم النحر فى الثلاث ايام الاولى لـ عيد الاضحى يخلع الخليفة عند العودة إلى القصر على الوزير ثيابه الحمر ومنديلا ملوكيا وفى موكب حافل من القصر ينطلق الوزير ويشق القاهرة حتى باب زويلة ثم يدخل من باب القنطرة إلى دار الوزارة وبذلك تنتهي مراسم النحر.
توزيع العيدية وكسوة العيد من قصر الخليفة
أما عن العيدية والتى كانت تمنح للأطفال فى عيد الأضحى، فترجع إلى العصر الفاطمى، فقد حرص المصريون على توزيع العيدية مع كسوة العيد كهدية توزع على الفقراء وقراء القرآن الكريم، وكانت تقدم من الدراهم الفضية والذهبية، وعندما كان العامة من الناس يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من شرفة قصر الخلافة الذى يقيم فيه.
وكان الخليفة العزيز بالله أول من سن سنة إعطاء الضحايا فى عيد الاضحى وتفريق لحومها على أولياء الدولة على قدر مراتبهم، وكان ما يخرج منها غير ما يذبحه الخليفة بنفسه يبلغ بضعة آلاف من مختلف الأصناف هذا عدا ما يفرق في أرباب الدولة من الخلع والأموال.
خروف العيد يمثل فرحة المصريين
وأضاف المؤرخ ابراهيم العنانى: فى العصر المملوكى كان المختص بالأعياد يسمى الساقي وهو بدرجة أمير وكان خروف العيد يمثل فرحة للمصريين، وبعد الذبح ينطلق الناس إلى البساتين والحدائق العامة والخاصة ومن أشهر هذه الحدائق هي بساتين الجيوشية وهى خارج باب الفتوح والآخر عند المغربلين وحدائق قصر الورد بالخانقية قرب قليوب حيث يمر رواد السير وهم يمسكون الربابة ويحكون حكايات السيرة الهلالية.
كما تقوم بعض العائلات بزيارة المقابر في اليوم الأول لـ عيد الأضحى، ويكون الطعام فتة باللحم الضأن ورقاق باللحم، وقد حرص المصريون منذ مئات السنين على استقبال العيد بالملابس الجديدة والى الان مازالت هذه العادات موجودة، ويحرص الكبار على تقديم العيدية للصغار والخدم أحيانا.
الصلاة فى جامع الناصر ابن قلاوون
ويقول الباحث فى الاثار الدكتور محمد الششتاوى عن عيد الأضحى فى عهد سلاطين المماليك: كانوا يصلون العيد فى الفضاء فى ميدان الرميلة وميدان القلعة، حتى جاء السلطان الظاهر برقوق ففضل ان يصلى المسلمون فى جامع الناصر محمد بن قلاوون بالقلعة حيث يسع خمسة آلاف مصلى بحضور عدد من الامراء واصحاب المناصب والجنود.
اما عن عيد الاضحى بالنسبة للعامة من المصريين فيقول الدكتور الششتاوى:كان القادرون منهم يجهزون الاضاحى قبلها كما يجهزون ثيابهم الجديدة ومواطن الزيارات التى سيقومون بها مثل القرافة والنيل وزيارة الاقارب والبيوت الكبيرة.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.