رئيس التحرير
عصام كامل

الأسلحة الأمريكية.. الذراع الطولى للسيطرة على العالم.. واشنطن تشعل الصراع فى غزة وأوكرانيا.. وترفض رفع كفاءة الجيوش المناهضة لحلفائها

الأسلحة الأمريكية
الأسلحة الأمريكية

تملك أمريكا أذرعا طولى كثيرة، لكن السلاح فى المقدمة دائمًا، إذ تعد الآلة العسكرية الأمريكية عنصر الحسم فى الحروب الدامية بسبب قدرتها على حصد أرواح الآلاف من الأبرياء، لذا كلما هدأت نيران الحرب فى منطقة فى العالم، ذهبت أمريكا لتشعلها فى منطقة أخرى لضمان تحقيق أرباح كبيرة من وراء مبيعات السلاح الذى تنتجه الشركات الأمريكية.

ولم يهدأ لأمريكا بال حتى أشعلت صراعا جديدا مع روسيا، من خلال خطة التوسع فى حدود الاتحاد السوفييتى سابقا ومحاصرة موسكو، وهو الأمر الذى تسبب فى اندلاع الحرب الأوكرانية.

وجرت أمريكا حلفاءها الأوروبيين إلى حرب مفتوحة مع روسيا استنزفت ترساناتهم العسكرية فى حرب لا يعلم أحد نهايتها، وإلى ماذا ستؤول.

ومع المساعدات العسكرية الضخمة التى أرسلتها دول أوروبا إلى أوكرانيا واستعداداهم لإرسال المزيد أصبحوا بحاجة ماسة لشحن ترساناتهم، مما رفع الطلب على الأسلحة الأمريكية، حيث أبرمت شركات السلاح فى واشنطن عقودا بمليارات الدولارات مع ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية.

وعلى الجانب الآخر من العالم، لم يكن السلاح الأمريكى بمنأى عن الصراع الدائر فى غزة والذى ينذر بنشوب حرب إقليمية تقضى على الأخضر واليابس فى الشرق الأوسط، بعد أن دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الكيان الصهيونى بأسلحة متطورة ومدمرة، استخدمها فى تدمير قطاع غزة والقضاء على الآلاف المدنيين الأبرياء.

يقول الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها أكبر استثمار فى قطاع الأسلحة والذى تفوق على قطاع الأدوية الذى يحقق أرباحًا بمليارات الدولارات، إذ تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مجمع تصنيع عسكرى فى العالم وأكثر من 30% من الاستثمارات فى هذا المجمع هى استثمارات عربية.

وتمثل الصناعة العسكرية أكبر قطاع استثمارى فى الاقتصاد الأمريكى، وتستحوذ واشنطن على نسبة كبيرة جدا من سوق السلاح العالمى.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فى 1945، وأغلب الصادرات إلى السوق العالمى الأسلحة الثقيلة الأمريكية مثل الطائرات والدبابات والمدافع والمدرعات والقطع البحرية والصواريخ بأنواعها، بينما تركت الأسلحة الخفيفة لحلفائها الأوروبيون.

وأوضح الزنط، أن كل قرارات بيع السلاح التى تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية تأتى بهدف خدمة مصالحها فى العالم عن طريق دعم حلفائها مثل إسرائيل وأوكرانيا وتركيا وأوروبا وأستراليا واليابان.

وتابع: منذ سقوط وتفكك الاتحاد السوفييتى فى عام 1991، وأمريكا تعتمد على الذراع العسكرية الطويلة فى الوصول إلى أى نقطة فى العالم، وهو ما كانت تعول عليه واشنطن فى تأمين مصالحها وبقائها قطبا وحيدا يحكم هذا العالم.

بدأت قوى عالمية أخرى فى الظهور خاصة فى المعسكر الشرقى سواء الصين أو روسيا الوريث الشرعى للاتحاد السوفييتى التى بدأت نهضتها كقوة عسكرية واقتصادية منذ بداية الألفينيات.

وعن مشكلات النزاع فى العالم، يقول الزنط إن الولايات المتحدة دائمًا فى القلب منه، سواء فى غزة أو حتى أوكرانيا، وأغلب الأسلحة التى استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى العدوان على القطاع الفلسطينى أمريكية الصنع.

وأضاف: منذ بدء العدوان الإسرائيلى على غزة أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من شحنات الأسلحة إلى إسرائيل متضمنة طائرات وقنابل ثقيلة خارقة للتحصينات وآلاف القذائف المدفعية وتشكل الأسلحة الأمريكية نسبة 70% من ترسانة الأسلحة الإسرائيلية بينما تشكل الأسلحة الأوروبية، ما يقرب من 20% و10% فقط تصنيع محلى.

وتابع: تسببت الأسلحة الأمريكية فى دمار هائل فى قطاع غزة، واستشهاد آلاف المدنيين من الأطفال والنساء وهو ما يجعلها شريكة فى الجرائم التى ترتكبها دولة الاحتلال، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد القضاء على المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة لتحقيق أهداف ومصالح حليفتها إسرائيل.

وعلى الساحة الأوكرانية، ومنذ بدء الحرب بين كييف وجارتها موسكو فى فبراير 2022، لم تتوقف الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا سواء كانت قادمة من واشنطن بشكل مباشر أو حلفائها الأوروبيون، إذ كان للأسلحة الأمريكية دور كبير فى تغيير قواعد اللعبة فى الحرب.

ومن جانبه قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجى، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد منذ وقت طويل على تفوقها العسكرى فى فرض هيمنتها على العالم.

واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تحقيق مكاسب عديدة من تفوقها فى مجال الصناعات العسكرية سواء من البيع بطريقة مباشرة، أو حتى استخدامها فى الحروب والنزاعات التى تدخلها بهدف السيطرة على الموارد الاقتصادية داخل بعض الدول.

وتفرق الولايات المتحدة الأمريكية فى صفقات السلاح بين الدول فى الكم والنوع، وذلك وفقًا لدرجة التعاون والشراكة بين واشنطن وهذه الدول، فنجد أن حلفاء أمريكا الأوروبيين وإسرائيل يحصلون على أحدث أسلحة فى الترسانة الأمريكية دون شروط أو قيود مثل المقاتلة الأمريكية إف 35 الشبحية والأحدث فى العالم، والتى أصبحت بحوزة أغلب جيوش أوروبا وجيش الاحتلال، بينما تحظر أمريكا بيعها إلى دول أخرى، وبالقياس على باقى الأسلحة الموجودة فى ترسانة واشنطن.

واختتم سمير فرج حديثه بأن الولايات المتحدة الأمريكية تحرص فى عمليات بيع السلاح على تحقيق التوافق العسكرى لجيشها وجيوش حلفائها على حساب جيرانهم.

 

الجريدة الرسمية