مخرجا الفيلم الفائز بمهرجان «كان»: البطلات تعرضن للتنمر والسخرية.. وكسرنا النظرة النمطية لمشكلات البنات فى الصعيد ( حوار )
>> ما حدث مغامرة ونحلم بعرض الفيلم للجمهور فى السينما والصعيد والقرى
>> الفيلم التسجيلى مصطلح سيئ السمعة لكنه أصبح أقرب للروائى ويتضمن حدوته وحبكة
>> بيننا مساحة كبيرة من التفاهم والقيم المشتركة
إنجاز غير مسبوق حققه الفيلم التسجيلى المصرى «رفعت عينى للسما» بحصوله على جائزة العين الذهبية فى مهرجان كان السينمائى الدولى بدورته الـ77 الذى اختتمت فعالياته منذ أيام قليلة، وهو إنجاز نادر الحدوث منذ انطلاق هذا المهرجان.
«فيتو» التقت مخرجى الفيلم أيمن الأمير وندى رياض، وهما فى الوقت نفسه زوجان، وتحدثت معهما عن هذه التجربة الاستثنائية وكواليس وحكاية الفيلم الفائز، والأزمات التى واجهتهما أثناء إعداد الفيلم، وكيفية اختيار بطلاته، والمشروع القادم الذى يجمعهما.. التفاصيل فى نص هذا الحوار المشترك:
*كيف استقبلتما خبر فوز فيلم “رفعت عينى للسما” بجائزة العين الذهبية فى مهرجان كان فى نسخته الأخيرة؟
المخرج “أيمن الأمير”: فيلم “رفعت عينى للسما” هو أول فيلم مصرى تسجيلى يفوز بجائزة العين الذهبية فى مهرجان كان، وهذا فى حد ذاته إنجاز عظيم جدا لصناع الفيلم، خاصة بطلاته، وجميعهن من قرية البرشا بمحافظة المنيا، واللاتى عانين كثيرًا من التنمر أثناء فترة التحضير للفيلم، وكان يقال لهن: “اللى أنتم بتعملوه ده لعب عيال و"ملوش أى فايدة فى المنيا"
وفى القاهرة، تعرض فريق العمل للسخرية، وكان يقال لبطلات الفيلم: “لستن فنانات ولا أحد يعرفكن، وهذه التجربة محكوم عليها بالفشل”.. ولكن الله خيب ظنون كل من تنمروا وسخروا بنا، والفيلم صعد إلى منصات التتويج فى أهم مهرجان سينمائى عالمى.
*وكيف وجدتما رد الفعل على الفيلم من الصحافة المصرية والعالمية؟
المخرجة “ندى رياض”: منذ أن بدأنا صناعة الفيلم قبل 4 سنوات، كان تركيزنا الأكبر كطاقم عمل وتصوير أن يكون وجودنا جزءا من نسيج المجتمع الذى تعيش به الفتيات مع أسرهن حتى يكون كل شيء تلقائيا وطبيعيا جدًا وحتى يستطيع الجمهور التعايش والتفاعل مع البنات والبكاء مع أحزانهن والفرح مع فرحتهن، ورد الفعل الذى لمسناه من الصحافة العالمية والمحلية فى وقت عرضه بالمهرجان من جنسيات مختلفة كان مؤثرا جدًا لى ولأيمن، وللبنات كذلك، أنهن يشاهدن أنفسهن على الشاشة لأول مرة، وكذلك ردود فعل الناس وهم يصافحونهن عليهم ويصفون لهن بشكل جنونى.
*هل ترون حب الناس لفوز فيلم “رفعت عينى للسما” فرصة لتقديم الفيلم التسجيلى للجمهور والاهتمام بهذا النوع من الفنون المختلفة؟
المخرج “أيمن الأمير”: المشكلة أن عندنا نظرات كلاسيكية وتقليدية للفيلم التسجيلى وكأنه مصطلح سيئ السمعة، حيث يعتقد معظم الناس أنهم سوف يجدون فنانا يتكلم ويعرض الأحداث بطريقة مملة، ولكن فى المرحلة الأخيرة أصبح الفيلم التسجيلى أقرب للروائى، يتضمن حدوته وحبكة وصراعا وشخصيات تتطور.
*هل واجهتم صعوبات فى إقناع أسر البنات بالمشاركة فى هذا المشروع خصوصًا أن أحداثه تدور حول مجموعة من الفتيات فى فترة المراهقة وفى الصعيد؟
المخرجة “ندى رياض”: بكل تأكيد واجهنا صعوبات فى بداية المشروع وتساؤلات عديدة، ولكن بمرور الوقت نجحنا فى هدفنا، واقتنعت أسر الفتيات بالفكرة، وهذا شيء طبيعى ومتوقع، وبمرور الوقت اقتنع الجميع بالفكرة وآمنوا بالمشروع، وكانوا داعمين لنا.
*كيف جاء رد فعل قرية البرشا فى الصعيد على طرح بنات فرقة بانوراما البرشا لمشكلاتهم وقضاياهم بالفيلم بهذا الشكل؟
المخرج “أيمن الأمير”: بطبيعة الحال كانت هناك حالة من الانقسام واختلاف الرؤى -كما ذكرت ندى- ولكن بمرور الوقت حدث حالة من التوافق التدريجى، وأستطيع الآن التأكيد على أن فيلم “رفعت عينى للسما” تمكن من كسر العديد من النظرات النمطية ليس فقط لمشكلات البنات أو السيدات فى الصعيد، وإنما للعديد من النماذج الذكورية التى طرحت فى أحداث الفيلم، حيث تصور العديد أن جميع الرجال فى المنيا سيكونون جميعًا معارضين لتصوير هذا الفيلم، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق.
*كيف تمكن زوجان من إخراج فيلم واحد معا والوصول لنقطة مشتركة والأهم تحقيق هذا النجاح؟
المخرجة “ندى رياض”: هذا ليس أول مشروع نتعاون فيه معًا، عملنا معًا من قبل كمخرجين أو كمخرج ومنتج، لذلك هناك مساحة كبيرة بيننا من التفاهم وكذلك القيم المشتركة، وهذا المشروع تحديدا حالة خاصة جدًا.
*كيف فكرتم فى ترشيح الفيلم لجائزة العين الذهبية بمهرجان كان؟
المخرج “أيمن الأمير”: مثل أى صناع أفلام فى المرحلة الأخيرة من الفيلم وهى المونتاج، كنا نفكر أين سوف نعرضه، وأثناء اللمسات الأخيرة فكرنا فى تقديمه لمهرجان كان، طبعًا لم نكن نتوقع أن يتم اختياره، ولما علمنا باختياره ارتبكنا ولم نصدق فى بداية الأمر، وأنهينا مونتاج الفيلم، وإجراءات السفر لبطلات الفيلم، ولكنها فى النهاية كانت مغامرة جميلة.
*ما خطتكما المستقبلية للفيلم؟
المخرجان: حلمنا الحقيقى لـ”رفعت عينى للسما” هو أن يتم عرضه فى السينما كفيلم جماهيرى، وأن يعرض أيضًا فى الصعيد والقرى.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.