رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: بيع الوهم في اختبارات ناشئي مصر.. ومحصلة المحترفين «عد غنماتك يا جحا»!

زغلول صيام
زغلول صيام

اختبارات الناشئين في جموع أندية مصر هي بمثابة الأحلام الوردية لأولياء الأمور في رؤية أبنائهم على غرار محمد صلاح ومصطفى محمد وتريزيجيه قبل أن يفاجئوا بالكابوس المرعب بعد سنوات من العناء ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية.
هو موسم أتلقى فيه العديد من المكالمات الهاتفية بحثا عن مساعدة في تلك الاختبارات المزعومة وعبثا تحاول إقناعهم بأن الأمر لا يعدو مجرد تمثيلية هزلية في الملاعب المصرية وأن الموضوع كثيرا ما يكون «سبوبة» وأكل عيش ومحاولة إنعاش خزانة النادي ببعض الأموال من هؤلاء الباحثين عن حلم صلاح ورفاقه!!
وهم لا يدركون أن ما وصل إليه صلاح هو وليد صدفة بحتة قد لا تتكرر كثيرا.. صدفة أن هناك مواطنا مصريا صدق حلمه ووجد إدارة تساعده ممثلة في مواطن مصري اسمه المهندس شريف حبيب بالصدفة كان يتولى رئاسة نادي المقاولون العرب ساعد في تحقيق الحلم.
أصل الموضوع أن اختبارات الناشئين في مئات الأندية المصرية من أول النادي الأهلي أكبر الأندية المصرية حتى نادي أبوتشت مرورا بكل أندية مصر.. الاختبارات فيها مقابل رسوم تتراوح بين الـ100 جنيه والـ 50 جنيها و99.9% من هؤلاء المتقدمين يعودون أدراجهم دون قبول.
الاختبارات ليس الهدف منها الكشف عن المواهب بقدر ما هو البحث عن مرتبات لمدربين في قطاعات الناشئين توقفت بهم سبل الحياة منذ انتهاء المسابقات في أبريل وليس شرطا أن يكون مؤهلا أو يملك العين الخبيرة التي تختار العناصر الواعدة.
المجاملات موجودة من أكبر الأندية لأصغرها وتتراوح تلك النسبة ما بين 5 % إلى 50 % لأبناء العاملين والمحظوظين ولا يعني إذا كانوا يحصلون على فرص الموهوبين أم لا!!
وكل يوم تكتشف كيانات جديدة تبيع الوهم للمواطنين الغلابة بأن فرصة ابنك عندنا وأنهم ملتزمون بتسويقه في كبريات الأندية وبعد أن ينفق أمواله يكتشف أن الحلم تسرب من بين يديه.. مئات الأندية وآلاف من مراكز الشباب ومثلها من أكاديميات وكيانات «هيماونية» كلها اتفقت فيما بينها على بيع الوهم.


كمْ محترفا في مصر؟!!
 

على مدار عمري في الصحافة وأنا أسمع عن برامج وتوجيهات بفتح فرص الاحتراف ومازالت هناك شركات تبيع الوهم وأندية تعبئ الهواء في زجاجات مياه والحديث عن مشاريع قومية تستعين بنجوم وكباتن كبار للمساهمة في عملية التضليل مقابل أموال طائلة لهؤلاء النجوم …. وعندما تسأل عن المحصلة تجد مصر صاحبة الـ110 ملايين نسمة تأتي في ذيل الدول الإفريقية من حيث عدد اللاعبين المحترفين!!
عندما سألوا جحا (عد غنماتك؟! قال واحد قايمة وواحدة نايمة) وفعلا لو سألت كام محترف في مصر سيكون رد جحا مناسبا.
ولأن الأمر تحول إلى «سبوبة» غابت المهنية والعين الخبيرة التي ترى ما لا يراه الشخص العادي والتنقيب عن المواهب في كل ربوع مصر.. في فترة من الفترات كان قوام الفريق الوطني من كل محافظات مصر.. المنصورة والمحلة والمنيا وأسوان ومغاغة ودمياط وغيرها من المدن المصرية ولكن الآن …… لنا الله.
أرجوكم لا تحدثوننا عن برامج أو مشاريع قومية بل انزلوا إلى أرض الواقع والبحث عن حلول أفضل من تقليب جيوب الناس الغلابة.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.
 

الجريدة الرسمية