رئيس التحرير
عصام كامل

في يوم الصحفي.. 29 عامًا على انتفاضة الصحفيين ضد القانون 93.. تقييد الحريات وتغليظ عقوبات النشر سبب الأزمة.. ونظام مبارك يخضع لصوت العقل

نقابة الصحفيين
نقابة الصحفيين

يوم الصحفي، في عام 1995 وبعد معركة تاريخية مع نظام مبارك اختارت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين يوم 10 يونيو  ليكون عيدًا سنويًا لحرية الصحافة، وهو الذي يواكب ذكرى انتفاضة الصحفيين، وجمعيتهم العمومية التاريخية ضد القانون رقم (93) لسنة 1995م، المعروف بـ "قانون اغتيال الصحافة".

ورغم العلاقة بين الصحافة والسلطة، مرت بمراحل مختلفة خلال أزمنة وعصور متعاقبة، وطوال الـ100 عام الأخيرة دخلت الصحافة معارك صعبة مع المسئولين وواجه الصحفيون كل محاولات إسكات الألسنة، لكن المعركة التي دارت رحاها قبل ما يقرب من 29 عامًا وتحديدا في العاشر من يونيو عام 1995، وهو اليوم الذي انتفضت فيه الجماعة الصحفية ضد القانون رقم 93 والذي أطلق عليه قانون اغتيال حرية الصحافة وحماية الفساد تبقى المعركة الأهم والشرس فى تاريخ المعارك التى خاضتها الجماعة الصحفية في مواجهة امتدت لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك.

في 20 مايو 1995 اقترحت الحكومة مشروع قانون على البرلمان يتضمن تغليظ العقوبات في جرائم النشر وفرض قيود غير مسبوقة على الصحف المستقلة والحزبية والحريات الصحفية بشكل عام، وكانت الجريمة الأكبر هي طريقة إصدار القانون الذي لم يعرض على نقابة الصحفيين ولم تناقشه، وفى 27 مايو تم دعوة أعضاء اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب لبحث القانون دون إخطارهم بطبيعة المشروع، وفى مساء نفس اليوم وافق البرلمان على القانون الذي وقعه مبارك في نفس الليلة ونشر في الجريدة الرسمية في صباح اليوم التالي، لتستيقظ الجماعة الصحفية على تشريع أشبه بالعقاب يعد ردا قويا عن حرية التعبير والرأى ومقدمة للهجوم على الديمقراطية. 
وكان الرد سريعا من جانب الجماعة الصحفية بإعلانهما الانتفاضة ضد القانون الظالم الذي صدر في غسق الليل، حيث عقد رؤساء تحرير صحف المعارضة اجتماعا بحزب الوفد مساء 29 مايو تقرر فيه تنظيم حركة حجب للصحف فقد احتجبت صحف الوفد والشعب والأحرار يوم 2 يونيو عن الصدور والحقيقة السبت 3 يونيو والأهالي الأربعاء 7 يونيو.

وفى الأول من يونيو عقد الصحفيون مؤتمرا عاما بنقابتهم حضره نحو 1500 صحفى وتمت الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة في 10 يونيو وظلوا معتصمين حتى انعقاد الجمعية العمومية وشارك في الاعتصام مئات الصحفيين من كل المؤسسات وبمختلف التوجهات السياسية. 

وغطى الصحفيون جدران نقابتهم بالرايات السوداء ونشروا القائمة السوداء بأسماء النواب الذين تزعموا تمرير هذا القانون بمجلس الشعب وتم إصدار قرار بنشر صورة الدكتورة فوزية عبد الستار رئيسة اللجنة التشريعية التي مررت القانون “نيجاتيف” في الصحف وهو القرار الذي تم تطبيقه بالفعل حتى تم إلغاء القانون، وأقام الصحفيون جنازة رمزية شيعوا فيها حرية الصحافة.

وفى 14 يونيو اجتمع رؤساء تحرير الصحف المعارضة وأعلنوا فيه الالتزام الكامل بقرارات الجمعية العمومية للصحفيين وقررت بعض الصحف تنظيم حركات اعتصام بكامل محرريها بحديقة النقابة.

وعلى مدى أكثر من عام ظلت الجمعية العمومية في حالة انعقاد مستمر في عهد النقيب إبراهيم نافع، وانتهى الأمر بانتصار نقابة الصحفيين وتعديل القانون بقانون رقم 96 لسنة 1996.

انتصرت الجماعة الصحفية في هذه المعركة التي تعتبر الأشرس في تاريخها بسبب وقوف جميع الصحفيين في بوتقة واحدة لمواجهة العقوبات الغاشمة والمشددة التي أتى بها القانون وتصدى الصحف باختلاف توجهاتها القومية والحزبية والمستقلة لتغول السلطة الحاكمة على حرية الصحافة، وحوت صفحاتها العديد من المقالات التي فندت مواد القانون وحشدت الرأى العام وهيأته لمناصرة قضية حرية الصحافة.

فإرادة أنصار الحرية انتصرت ضد نظام مبارك الذي بلغ من الفساد والاستبداد مداه وكان بإصداره هذا القانون قد بدأ يسطر أولى صفحات نهايته، والشاهد أن هذه المواجهة قدمت نموذجا مهما وملهما في التضامن والوحدة بين جمعية عمومية ومجلس نقابة وقوى سياسية ورأى عام.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية