التاريخ يعيد نفسه.. روسيا ترسل غواصة نووية إلى كوبا.. الغرب يحاصر موسكو ويضغط بورقة أوكرانيا.. والحرب الباردة تعود إلى الأذهان
بعد أقل من 24 ساعة على تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بنشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إذا سمحوا لأوكرانيا بتوجيه ضربات في عمق روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى، أعلنت السلطات الكوبية أن غواصة روسية تعمل بالطاقة النووية ستزور هافانا الأسبوع المقبل.
بوتين يلوح باستخدام الأسلحة النووية
وبحسب وكالة «رويترز»، قال بوتين، إن الغرب مخطئ إذا افترض أن روسيا لن تقدم أبدًا على استخدام الأسلحة النووية، مشددا على أنه لا ينبغي الاستخفاف بالعقيدة النووية للكرملين.
وحذّر الرئيس الروسي من أن السماح لكييف بضرب روسيا بأسلحة أكثر قوة هو تصعيد خطير يجر الغرب نحو حرب مع روسيا، كاشفا عن أن موسكو تدرس نشر صواريخ مماثلة طويلة المدى وعالية التقنية قريبة بما يكفي لضرب الدول التي تسمح لأوكرانيا باستهداف الأراضي الروسية بمثل هذه الصواريخ.
أكبر مناورة عسكرية لحلف شمال الأطلسي
وفي ظل التحذيرات المستمرة من إمكانية نشوب حرب شاملة بين أوروبا وروسيا خلال السنوات القليلة المقبلة خاصة بعد اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا، أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو في وقت سابق البدء في أكبر مناورة عسكرية منذ الحرب الباردة، ضمت نحو 90 ألف جندي إلى التدريبات على الأسلحة وتدريبات متنوعة أخرى.
وبحسب وكالة «رويترز»، قال كريس كافولي، القائد الأعلى لحلف الناتو، إن أكثر من 50 سفينة من حاملات الطائرات إلى المدمرات العسكرية شاركت في المناورة، فضلًا عن 80 طائرة مقاتلة ومروحية وطائرات بدون طيار وما لا يقل عن 1100 مركبة قتالية، بما في ذلك 133 دبابة و533 مركبة مشاة قتالية.
وأوضح «كافولي» أن التدريبات التي أجريت من شهر يناير حتي شهر مايو الماضي، تتعلق بتنفيذ حلف الناتو لخططه الإقليمية، وهي أول خطط دفاعية يضعها الحلف منذ عقود طويلة، وتوضح الخطط بالتفصيل كيفية الرد على أي هجوم روسي.
ولم يذكر حلف الناتو روسيا بالاسم في بيانه، لكن «رويترز» أشارت إلى أن الوثيقة الاستراتيجية العليا للحزب تحدد روسيا باعتبارها التهديد الأكبر والمباشر للحلف.
اقرأ ايضا: 90 ألف جندي و50 حاملة طائرات.. أوروبا تتأهب لسقوط أوكرانيا وتستعد لسيناريو يوم القيامة.. وروسيا تحشد 200 ألف مقاتل
وأوضح حلف الناتو أن «المدافع الصامد 2024» سيُظهر قدرة الناتو على نشر قوات بشكل سريع من أمريكا الشمالية وأجزاء أخرى من الحلف لتعزيز الدفاع عن أوروبا، بالإضافة إلي محاكاة لنقل أفراد إلى أوروبا بالإضافة إلى تدريبات على الأرض.
أزمة صواريخ كوبا
وتعيد التحركات الأخيرة إلي الأذهان "أزمة صواريخ كوبا" التي حدثت خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، إذ وصلت القوتان النوويتان الأكبر في العالم، إلى شفا حرب نووية حبست الأنفاس لمدة 13 يوما كاملة.
وبحسب شبكة «BBC»، ففي أكتوبر عام 1962 اندلعت أزمة الصواريخ الكوبية التي ربما كانت البؤرة الأكثر سخونة في الحرب الباردة، فقد بدا العالم وكأنه على شفا حرب نووية.
وكوبا جزيرة تقع على بعد 90 ميلا فقط من ساحل فلوريدا، وحتى عام 1959 كانت كوبا متحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة تحت قيادة الديكتاتور اليميني الجنرال باتيستا، وكان هناك استثمار أمريكي كبير في كوبا، والولايات المتحدة كانت المستهلك الرئيسي لما تنتجه كوبا من سكر وتبغ، ولكن في عام 1959 تمت الإطاحة بباتيستا في ثورة قادها فيدل كاسترو، وكانت إحدى أولى خطوات كاسترو هي الذهاب إلى الولايات المتحدة لتأمين دعم واشنطن، لكن الرئيس أيزنهاور رفض التحدث معه.
لجأ كاسترو إلى الاتحاد السوفيتي الذي عرض دعمه لحكومته الجديدة، ولم يكن كاسترو شيوعيا قبل عام 1960 لكنه انجذب إلى الشيوعية من خلال الصداقة والدعم الذي قدمه الزعيم السوفيتي خروتشوف وحكومته.
وقام كاسترو بتأميم جميع الشركات المملوكة لأمريكا في كوبا، ورفض دفع تعويضات، وهكذا بات للولايات المتحدة دولة شيوعية "في حديقتها الخلفية".
تعامل الولايات المتحدة مع الثورة الكوبية
من جانبها، قررت الولايات المتحدة اتخاذ هذه الخطوات:
الحظر التجاري: فرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا على السلع الكوبية، وحرمت الكوبيين من سوق للسكر والتبغ والدخل لاستيراد النفط والسلع الأساسية الأخرى.
خليج الخنازير: في أبريل عام 1961 وبعد تنصيبه مباشرة رئيسا للولايات المتحدة، وافق جون كينيدي على خطة لغزو كوبا والإطاحة بالحكم.
وأنزلت المخابرات المركزية الأمريكية 1400 من المنفيين الكوبيين في خليج الخنازير على الساحل الجنوبي لكوبا بهدف إثارة انتفاضة مناهضة للشيوعية.
فشل عملية خليج الخنازير
وفي اللحظة الأخيرة تقريبا، ألغى كينيدي أمرا كان قد وعد به المقاومة الكوبية وهو دعم القوات الجوية الأمريكية لهجومهم، وقد أدى الافتقار إلى الدعم الجوي إلى هزيمة المتمردين بسهولة عندما واجههم 20 ألف جندي كوبي مدججين بالسلاح، وتم اعتقال المتمردين جميعا أو قتلوا.
وأدى فشل عملية "خليج الخنازير" إلى تعزيز مركز كاسترو الذي اتفق مع السوفيت على نشر صواريخ متوسطة المدى على أراضي بلاده لردع واشنطن عن التفكير في أي محاولة أخرى لغزو الجزيرة وقلب نظام الحكم الشيوعي فيها، وبذلك صارت كوبا قاعدة عسكرية متقدمة للاتحاد السوفيتي.
اكتشاف الصواريخ السوفيتية في كوبا
وفي 14 أكتوبر عام 1962 التقطت طائرة تجسس أمريكية تحلق فوق كوبا صورا تظهر بناء مواقع إطلاق الصواريخ السوفيتية، وقدر الخبراء أنها ستكون جاهزة للعمل في غضون 7 أيام، كذلك اكتشفت طائرة تجسس أمريكية أخرى 20 سفينة سوفيتية تحمل صواريخ نووية في المحيط الأطلسي متجهة إلى كوبا.
وتبعد كوبا 90 ميلا فقط عن ساحل فلوريدا مما يعني أن الولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من أكبر مدنها مثل واشنطن العاصمة ونيويورك، ستكون ضمن مدى هذه الصواريخ، لقد كانت حياة 80 مليون أمريكي على المحك.
موقف الاتحاد السوفيتي
وكان الاتحاد السوفيتي يسعى من خلال نشر الصواريخ في كوبا لتحقيق الأهداف التالية:
سد الفجوة الصاروخية: كان الزعيم السوفيتي خروتشوف يعلم أن الولايات المتحدة تمتلك صواريخ نووية متوسطة وطويلة المدى تستهدف الاتحاد السوفيتي متمركزة في تركيا، فقط على "أعتاب" الاتحاد السوفيتي. وربما كان خروتشوف يتطلع للحصول على أداة مساومة في المفاوضات حول برلين.
السياسة الداخلية: أراد خروتشوف تقوية موقعه السياسي في الاتحاد السوفيتي وأن يظهر لحكومته أنه لم يكن لينا مع أمريكا.
حماية كوبا: أراد خروتشوف دعم الدولة الشيوعية الجديدة المجاورة لواشنطن والتأكد من أن الأمريكيين لن يحاولوا القيام بعملية أخرى مثل خليج الخنازير للإطاحة بكاسترو.
وبعد محادثات مع فريق مستشاريه، واجه كينيدي مجموعة من الخيارات للتعامل مع التهديد السوفيتي في كوبا:
• تجاهل الصواريخ
• إشراك الأمم المتحدة
• حصار كوبا
• الغزو البري أو شن هجمات جوية
وقبل كل شيء، كان كينيدي بحاجة إلى الظهور بمظهر قوي مع ضمان عدم تفاقم التوتر وتصاعده إلى حرب نووية.
حصار الولايات المتحدة لكوبا
وكان قرار كينيدي الأخير هو حصار الولايات المتحدة لـ كوبا، والذي أطلق عليه كينيدي "منطقة الحجر الصحي"، والذي يمكن أن يوقف المزيد من الصواريخ السوفيتية القادمة إلى كوبا مما يمنحه الوقت للتفاوض مع السوفييت.
التسلسل الزمني للحصار البحري علي كوبا
22 أكتوبر: كينيدي يفرض حصارا بحريا على كوبا لمنع السفن السوفيتية المشتبه في حملها صواريخ نووية من الوصول إلى الجزيرة.
23 أكتوبر: كينيدي يتلقى رسالة من خروتشوف يقول فيها إن السفن السوفيتية لن تتوقف عند الحصار، لكنها ستشق طريقها.
24 أكتوبر: على الرغم من "كلام خروتشوف القاسي"، عادت السفن العشرين التي تقترب من الحصار أدراجها (على الأرجح لتجنب المواجهة المباشرة مع البحرية الأمريكية).
25 أكتوبر: أفادت طائرات تجسس أمريكية بزيادة وتيرة أعمال البناء في مواقع إطلاق الصواريخ في كوبا.
26 أكتوبر: تلقى كينيدي رسالة من خروتشوف يعد فيها بإزالة مواقع إطلاق الصواريخ إذا وافقت الولايات المتحدة على رفع الحصار ووعدت بعدم غزو كوبا.
27 أكتوبر: رسالة ثانية من خروتشوف تقول إن مواقع الإطلاق ستتم إزالتها فقط إذا أزالت الولايات المتحدة صواريخها في تركيا، وقد اختار كينيدي الرد فقط على البرقية الأولى بينما عرض بشكل خاص النظر في إزالة الصواريخ من تركيا.
28 أكتوبر: في رسالة عامة إلى الرئيس كينيدي أذيعت على راديو موسكو، وافق خروتشوف على إزالة جميع الصواريخ من كوبا وإعادتها إلى الاتحاد السوفيتي.
نتائج أزمة الصواريخ الكوبية
اعتبر الجانبان أنهما حققا النصر، فقد أنقذ خروتشوف النظام الشيوعي في كوبا من غزو الولايات المتحدة، وتفاوض على صفقة مع الولايات المتحدة بشأن إزالة صواريخ جوبيتر الخاصة بهم في تركيا. ومن جانبه، حافظ كينيدي على وعده الانتخابي ووقف في وجه الاتحاد السوفيتي، وأبقى الصواريخ النووية خارج كوبا.
إنشاء خط ساخن بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي
ومن أجل ضمان سهولة الاتصال بين واشنطن وموسكو في حالة نشوب صراع في المستقبل، تم إنشاء خط ساخن يوفر اتصالا هاتفيا مباشرا بين البيت الأبيض والكرملين.
أدرك كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية أنهما كانا على شفا حرب نووية ودخلا في محادثات أدت في النهاية إلى معاهدة حظر التجارب عام 1963 والتي بدأت عملية إنهاء تجارب الأسلحة النووية.
على المدى الطويل، قد تكون الأزمة أوجدت استعدادا لدى الجانبين للدخول في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (سالت) في وقت لاحق في الستينيات، وفي المعاهدة سالت 1 تم التوصل إلى اتفاق بعدم تصنيع أي صواريخ بالستية عابرة للقارات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.