الشيخ إمام عيسى رائد الغناء السياسي.. السادات أمر باعتقاله بسبب أغنية الفول واللحمة.. ورفض عرضا من «صوت العرب» لهذا السبب
الشيخ إمام عيسى، مطرب المثقفين، أحد رواد الغناء السياسى فى مصر، لا يملك الصوت الشجي الجميل لكنه حالة غنائية جديدة وغريبة على المجتمع، غنى الشعر والزجل السياسي في وقت امتلأت فيه الساحة الغنائية بأصوات جميلة وشهيرة، لكنه سيطر على إعجاب الشباب من طلبة الجامعات والمثقفين، حيث استطاع أن يكون صوت الغناء المعارض، خاصة عندما كون دويتو غنائى مع الشاعر أحمد فؤاد نجم،، رحل فى مثل هذا اليوم 7 يونيو عام 1995.
وصف الناقد الفنى عبد الله أحمد عبدالله ـ ميكى ماوس ـ الشيخ إمام عيسى بأنه حالة غنائية جديدة ومتميزة، ظهر في وقت كان فيه أستاذنا محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ومحمد رشدي ومحرم فؤاد على الساحة، لكنه تفرد في غنائه وتميز وحاز إعجاب طبقة المثقفين والشباب فكان نجما رفض لأن يكون صوتا لأى نظام أو سلطة ورغم فقره الشديد ومحدودية إمكانياته استطاع أن يكون صوت الغناء المعارض.
الشيخ إمام عيسى أتم حفظ القرآن فى الثانية عشر من عمره
ولد الشيخ إمام عيسى عام 1918 بالجيزة، وأصيبت عيناه بالرمد في سنوات ميلاده الأولى فأصيب بالعمى، فاتجه إلى حفظ القرآن وأتمه وهو دون الثانية عشر، سكن منطقة الحسين وفيها تعود أذناه على سماع الطرب والموسيقى، ثم تتلمذ على يد الشيخ درويش سيد شعراوى وأتقن العزف على العود على يد الموسيقار كمال الحمصانى الذي أثر في تكوينه الفنى كثيرا، وقد كان حلم والده أن يكون ابنه شيخًا له صيت، لكنه أحب الغناء والإنشاد في الأفراح والموالد ومناسبات الأعياد والحج وغيرها.
زكريا أحمد أهم المحطات فى حياة الشيخ إمام عيسى
جاءت أهم محطة في حياة الشيخ إمام عيسى حين التقى الشيخ زكريا أحمد، واعتبرها محطة فارقة في حياته، حيث وضعت قدمه على أعتاب مجال الموسيقى والغناء، حيث نصحه بشراء عود وأعطاه ثمنه لتعلم التلحين، واتخذه الشيخ زكريا أحمد بعد ذلك مستشارًا موسيقيًّا له ثم حدثت الوقيعة بينهما حين علم زكريا أحمد بتسريب أغنيات أم كلثوم.
تعرف الشيخ إمام عيسى على الشاعر أحمد فؤاد نجم في أوائل الستينيات، وبدأ الثنائى تقديم أشهر أغانيهم وكانت باكورة إنتاجهم أغنية "أنا أتوب عن حبك"، عاش الثنائي إمام ونجم في حجرة واحدة بحوش قدم بحي الغورية، وبدأ التركيز على الأغنية السياسية.. ونتج عنهما في تلك لفترة أغنيات: “أنا الأديب الأدباتي..غايظني حال بلدياتي، جيفارا مات، يا عبد الودود، غيرهم مفيش، شيلني وأشيلك”، وكانت كلها أغانٍ تقدم في قعدات خاصة أو على المقاهي، حتى جاء عام 1968، حيث دعت نقابة الصحفيين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لإقامة حفل غنائي بمقر النقابة بالقاهرة، حضرها أكثر من ألف مدعو، فكانت أول مواجهة مع الجمهور، وكتبت الصحف اليومية جميعها عن الحفل، وقال النقاد: إن هذا الحفل نقل هذا الثنائي إمام ونجم إلى حيز الوجود كحقيقة واقعية
كامل زهيرى يصف الشيخ إمام عيسى بالروح المصرية
وصف نقيب الصحفيين كامل زهيرى صوت الشيخ إمام عيسى بأن فيه قسوة وفكاهة وروح مصرية هى أقرب إلى ألحان الشعب، أما كلمات نجم فهى صريحة وقاسية ومليئة بالمفارقات والقصص.
يقول الشيخ إمام عيسى في حواراته عن مشواره مع احمد فؤاد نجم: في سنة 1962 التقيت بنجم وكان لقاؤنا بداية جديدة لى وله معا، سألنى عندما التقينا وبعد أن استمع إلىّ.. لماذا لا تلحن؟ فقلت: لأننى لا أجد الكلمات فقال لى: أسمع هذا النموذج وقدم لى أغنية عاطفية لحنتها على الفور، وحين بدأت فى التلحين اكتشفت إلى أي حد يمكن لمقرئ القرآن الكريم الذى حفظه جيدا وأتقن لغته وأساليب تجويده أن يكون ملحنا.. بل أن يكون سيد الملحنين لو كان يستمتع بقدر من الموهبة.
رفض الثنائى نجم وامام عرضا من صوت العرب
ونظرًا لبداية الشهرة للشيخ إمام عيسى وأحمد فؤاد نجم طلبتهما إذاعة صوت العرب بعدها بيومين، وقدمت لهما شيكًا بعشرين ألف جنيه ليقدما أغانيهما على صوت العرب، لكنهما رفضا واعتبراها رشوة لتأييد السلطة، فطردا من الإذاعة ومنعت أغانيهما من جميع محطات الإذاعة حتى التسعينيات.
قدم الشيخ إمام عيسى أروع الأغانى التي تنتقد نكسة يونيو ومعاهدة كامب ديفيد والسادات فغنى (بقرة حاحا) و( الحمد لله خبطتنا تحت بطاطنا) فتم اعتقاله، وقدم اغنية الفول واللحمة أثناء ثورة 18 و19 يناير التى سماها السادات انتفاضة الحرامية فتم اعتقاله ثانية ولم يفرج عنه الا بعد اغتيال السادات، وبعد خروجه قدم أغنيات: البحر بيضحك ليه، مصر يامه يابهية يا ام طرحة وجلابية، قوقة المجنون، همه مين واحنا مين، ساعة العصارى، اتجمعوا العشاق، عشق الصبايا، صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر، دولا مين ودولا مين دولا عساكر مصريين، التى غنتها سعاد حسنى بعد ذلك.
نهاية أشهر ثنائى فنى سياسى
ولم يقتصر غناء الشيخ إمام عيسى على أشعار نجم فقط، بل قدم أغاني من أشعار نجيب سرور وفؤاد قاعود وزين العابدين، وتوفيق زياد، وسيد حجاب، آدم فتحى، نجيب شهاب الدين وغيرهما، مما تسبب فى الوقيعة بين الشيخ إمام وفؤاد نجم الذي اتهمه إمام بمحاولة احتكار صوته له وحد،
وأضاف الشيخ إمام عيسى أنه ونجم كانا شخصا واحدا ولذلك فقد تحمل منه الكثير من الإهانات منذ تعارفا لأنه كان يحب الزعامة والمريسة وأنه كان يحاول احتكاره بعيدا عن الشعراء الآخرين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
