نهاية الجماعة
الإخوان المسلمون، دائما منذ بداية تأسيس الجماعة وحتى الآن يعلون من مصلحتهم الخاصة على المصلحة العامة، ويضعون أيديهم في يد كل من يريد النيل من قدسية التماسك الوطنى بداية من الإنجليز قبل ثورة 1952 أو أمريكا بعد ثورة 25 يناير، وأنهم لا ينظرون أبعد من مصلحة الجماعة حتى لو تعارض هذا مع مصلحة الوطن، فكل يوم جديد من عمر اعتصام رابعة والنهضة يؤكد أنهم لا يريدون سوي المزيد من المشهد العبثي على أرض الوطن، وأنهم لا يعرفون شيئا عن السمو فوق المصالح الضيقة وأن مصلحة البلاد والعباد تتطلب طي صفحة الماضي الذين يصرون على العيش فيه، فقد اصطدموا بكل من يؤمن بأن الأوطان خط أحمر.
وأنه من غير المقبول أن تلعب به "أصابع" الجماعات الصغيرة وتعيد تركبيته على هواها طبقا لمصالحها الضيقة، ويبدو أن الإخوان يصرون على مخاصمة الفهم حتى النهاية، فإذا كان الإخوان بمقدورهم خلال السنوات الماضية كسب أرض جديدة من الأنظمة التى تعاقبت على حكم مصر وخداع البسطاء بأنهم يمثلون الدين وينشرون المصلحة العامة وأن حكام مصر سرقوا قوت وعرق المصريين عن قصد.
وقد ترك لهم بعض الحكام الفرصة لتحقيق مكاسب من أجل الحفاظ على الحكم، إلا أنه من المستحيل حاليا أن يحقق الإخوان أى مكاسب جديدة على أرض الواقع، وأن الخسارة هى مصيرهم الوحيد لأنهم ببساطة اصطدموا هذه المرة بالشعب المصري الذي يعرف مصلحته جيدا ولا يتلقي النصائح معلبة من فوق المنصات ويعرف جيدا أن الهجوم على الجيش المصري هو هجوم على الوطن .
وأن استمرار سياسة العناد لن تزيدهم إلا ابتعادًا عن النسيج الوطني، وأن خطابات التحريض والقتل وسفك الدماء وأن تعرف التعذيب برابعة والنهضة سوف تعجل بنهايتهم ولن تترك لهم بابا يدخلون به إلى الشعب المصري مرة أخرى، وإذا كانت القاعدة العريضة من جماعة الإخوان تصر على أن هناك طرفا لابد أن يدفع ثمن سقوطهم من على كرسي العرش والعودة مرة أخرى الى "البرش "، فقادتهم أولى بهذا من أى طرف آخر فهم الذين أخذوا الجماعة الى طريق الهاوية وإسدال شارة العرض المسرحي عليها حتى النهاية دون تلقي التصفيق من مشاهد واحد.
فرغم الصدامات الكثيرة التى واجهت الجماعة منذ تأسيسها إلا أنها ظلت باقية تتنفس مرة بشكل طبيعي ومرات عن طريق خراطيم الأكسجين لأن قادة الإخوان الذين تعاقبوا على حكمها كانوا يضعون أنفسهم دائما فى كفة الشعب ضد الحكام أما القيادات الحالية للجماعة فقد وضعت نفسها فى كفة والجميع فى كفة ورفعت شعار أنا ومن بعدي الطوفان وهؤلاء القادة يعلمون جيدا أن أى طرف أصيل فى دائرة الحكم من الصعب قبولة بمماراستهم الصبيانية، فإدارة الإوطان غير إدارة الجماعات مهما بلغ عدد أنصارها فالميادين هي التى تستوعب الجماعات الصغيرة أما الشعوب فلا بديل لها عن وطن يستوعب كل أفرادها.
وإذا كان هناك من يجب أن يدفع فاتورة خروج الجماعة من الحكم فأولى بهذا الرئيس المعزول الذي نجح باقتدار خلال عام أن يقضي على الجماعة وعلى تواجدها فى الشارع بغبائه وعناده وكبره ومخاصتمه الجميع، فأداؤه الهزيل يذكرنا بحكام القرون الوسطي الضعفاء الذي يعتقد أن مسئولية الحكم لا تتجاوز الولائم وقضاء الوقت مع الأهل والعشيرة وتوزيع المناصب على الأبناء وأبناء الأشقاء وأعضاء التنظيم.
Essamrady77@yahoo.com