رئيس التحرير
عصام كامل

"فريدمان": "سنودن" يستحق فرصة لتغيير الانطباع عنه وبوتين ضيع فرصته

الكاتب الصحفي الأمريكي
الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان

رأى الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، أن مسرب المعلومات الأمريكي إدوارد سنودن يستحق فرصة ثانية لإعطاء انطباع آخر عنه بأنه مجرد واش بأسرار وليس خائنا، مشيرا إلى أن بوتين ضيع فرصة إعطاء انطباع ثان عنه.


وقال فريدمان - في سياق مقال للرأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني - إنه بالوضع في الاعتبار اتساع نطاق الإصلاحات التي يقترحها حاليا الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنع انتهاكات الخصوصية في تجميع المعلومات الاستخباراتية في أعقاب ما سربه سنودن من معلومات، فمن حقه منحه هذه الفرصة.

أضاف فريدمان قائلا "إن حقيقة الأمر هي أن المحلل الاستخباراتي السابق نسخ بياناته وهرب إلى بلاد تعد معادية لنا وللمبادئ التي تبناها".

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أنه من أجل إعطاء انطباع ثان، يحتاج سنودن إلى العودة للوطن وتقديم حججه ومواجهة من يتهمه.

وأوضح فريدمان أن هذا يعني المخاطرة بالتعرض لفترة سجن طويلة، لكن يعني أيضا بناء الثقة مع عقلية الشعب الأمريكية النزيهة والتي لن يسمح لكاشف أسرار جدير بالتصديق أن يعاقب بطريقة غير عادلة.

ولفت فريدمان إلى أن التعامل مع بوتين يتضمن دائما عملية مقايضة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث يتم القبول بدرجة من سلطوية بوتين في مقابل التعاون بشأن القضايا العالمية التي تعنينا طالما أن بوتين يبقي روسيا تتحرك باتجاه منفتح أكثر.

واعتبر فريدمان في مقاله أن إصرار بوتين على منع أي مساع دبلوماسية بشأن سوريا ربما يطيح بالرئيس السوري بشار الأسد، واستخدامه الواضح لأساليب حكم القانون لإسكات أي منتقدين يعني أن الأمريكيين لن يحصلوا على أي شيء آخر من هذه العلاقة بعد الآن ولا حتى الروس.

وأكد الكاتب الأمريكي الشهير أنه بدلا من توجيه ضربة لبوتين في وجهه، وهو ما سيحسن صورته بين أتباعه، فإن من الأفضل ضربه بشكل مؤثر آخر من خلال تحد على الملأ لفكرة أنه يجعل روسيا قوية.

وأشار فريدمان إلى أن من يقولون إن الولايات المتحدة لا تحتاج روسيا مخطئين، حيث إنه لا توجد مشكلة كبرى في العالم حاليا – سوريا وأفغانستان ومصر والحرب الإلكترونية والمناخ والمخدرات – يصعب حلها إذا عملت الولايات المتحدة وروسيا معا.. مؤكدا أن هذا هو سبب معارضته لتوسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو".

ولفت إلى أنه مع ذلك فإن وقوف أمريكا ضروري حاليا لنجاة بوتين في الداخل، لذلك فليس هناك معنى لتضييع مزيد من الوقت معه.

وأوضح أنه في حين أن الروس لن يساعدونا، فإن بوتين لا يستطيع إلحاق ضرر خطير بنا.
الجريدة الرسمية