أحمد رامى ولعبة "الست"، حكاية شاعر سخر شعره لصناعة مجد "كوكب الشرق"
أحمد رامى، شاعر رومانسى، أحد قامات الشعر العربي، أحد أبرز رموز الفن في مصر في القرن الماضي، شاعر الشباب، كتب اكثر من مائتى اغنية وقصيدة غنت منهم كوكب الشرق ام كلثوم وحدها اكثر من 137 اغنية كتبها رامى لها خصيصا وقدمها لها بدون مقابل فلم يتقاضى مليما واحدا عن اغانيه ,
كان اللقاء الأول بين أحمد رامي وأم كلثوم في يوليو عام 1924 بحديقة الأزبكية في القاهرة، ولم تكن وقتها هي "كوكب الشرق" التي يعرفها الناس، وإنما كانت فتاة ريفية بسيطة صغيرة في السن تغني وهي مرتدية العقال في زي أشبه بأزياء الرجال، وكان رامي عائدًا لتوه من فرنسا وذاهبًا بدعوة من الملحن الشيخ أبو العلا محمد لسماع الفتاة الريفية التي بدأ صيتها في الانتشار لترحب به أم كلثوم بلهجتها الريفية قائلة "ازيك يا سي رامي"، ومن ثم تشدو بقصيدة من كلماته ليستمع لأول مرة إلى صوتها الذي كان بالنسبة له وكأنه لوعة اصابته حتى اليوم الأخير من حياته، فقد وقع فى غرامها من النظرة الاولى.
أجمل اغانى أم كلثوم بالعامية
من أجمل الأغانى التى غنتها ام كلثوم باللغة العامية عن كلمات أحمد رامي: دليلي احتار، افرح ياقلبى لك نصيب، حيرت قلبى معاك ، عودت عينى، هجرتك، رق الحبيب، جدّدت حبك ليه وصولًا إلى آخر اغانيهما "يامسهّرني" مرورا بروائع الكلمات التي لا تزال تُسمع إلى اليوم وكأنها لم تُكتب إلا في الأمس القريب،، كما كتب لها قصائد رباعيات الخيام التى تغنتها ام كلثوم تلحين رياض السنباطى بالرغم من انها لم تكتب خصيصا لأم كلثوم فقد غنت منها خمسة عشر رباعية فقط وهى نسبة أقل من عشر الرباعيات المترجمة اختارتها أم كلثوم بعناية فائقة .
يامسهرنى آخر اغانى رامى لام كلثوم
ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني.. دا عنيا مجافيها النوم يا مسهرني.. أومال غلاوة حبك فين.. وفين حنان قلبه عليا».. آخر أغنية كتبها أحمد رامي لكوكب الشرق " يامسهرنى " التى لحنها سيد مكاوي، وجاء قبلها أغنية " انت الحب" عام 1965 التى يعبر فيها عن لوع الحبيب، وعندما غنت أم كلثوم أغنيته " هجرتك يمكن أنسى هواك “ كان رامى فى زيارة للسعودية وأسف لعدم حضوره حتى انه قال:” كنت أسمعها وأنا بعض بأسنانى فى البساط ".
وصل الشاعر أحمد رامى فى حبه وهيامه الصامت بأم كلثوم وتكتمه على هذا الغرام طوال حياته، إلى أنه اعطاها 137 أغنية غنتها وكانت سببا فى شهرتها دون أن يتقاضى عنها مليما واحدا، ويرد هو عن ذلك ويقول: " إنني أحب أم كلثوم كما أحب الهرم، لم ألمسه، ولم أصعد إليه، لكني أشعر بعظمته وشموخه، وكذلك هي"، إلا أن أم كلثوم اتهمته بالجنون قائلة له: "أنت مجنون لأنك لا تأخذ ثمن أغانيك" فردّ عليها: "نعم، أنا مجنون بحبك، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعت أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنى بها.
بدا الكتابة الشعرية فى الخامسة عشر
إلا أن النقاد اجمعوا فى حياة أحمد رامى على أن اختصار الشاعر أحمد رامي إلى مجرد كاتب لأغاني أم كلثوم أو حتى عاشق لها فيه ظلم كبير لذلك الشاعر الرومانسى المرهف الحس فأحمد رامي الذي عرف بـ "شاعر الشباب"، كان واحدًا من كبار المثقفين الذين عرفتهم الساحة الثقافية في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهو كان بدأ حياته الشعرية منذ الخامسة عشرة من عمره،
ورغم أن أم كلثوم وضعت أحمد رامى فى مكانة خاصة لديها فى عالمها وحياتها حتى إنها خصصت له يوما كل أسبوع وهو يوم الاثنين إجازته الاسبوعية فى دار الكتب التى كان يعمل بها إلا أنها تركته يغرق فى حبها وسط سحابة من الغموض حتى يظل مشغولا بها يخرج بين أشعاره أجمل الكلمات التى تتغنى بها ليعبر لها عن حبه فى كل كلمة يكتبها.
رسالة حب بالاغانى
كانت كل أغنية من أحمد رامى عبارة عن رسالة حب تفضح مشاعره نحو أم كلثوم، حتى انه عندما سافرت لقضاء الصيف ذات مرة فى رأس البر كتب لها قصيدة عند عودتها يقول فيها: شرف حبيب القلب بعد طول الغياب، كما كتب أغنية (قلبى عرف معنى الأشواق).
عن أم كلثوم يقول الشاعر احمد رامى: تكرر لقائي بأم كلثوم منذ شاهدتها بالعقال وهى تغنى " الصب تفضحه عيونه "، قدمت لها كل أشعاري التي كنت قد كتبتها لتختار من بينها ما تشعر بأنها مقتنعة به لتغنيه، وخلال هذه الفترة كنت انتقل وراءها لاستمع اليها في كل مكان تذهب إليه لتغني، دون أن ادري أن القدر قد رسم لي حكاية طويلة معها، انها حكاية عمري كله.
وكانت أم كلثوم تصف احمد رامى دائما بأنه "شاعرها الذي يحترق لينير طريقها"، ورغم زواج "رامي" وإنجابه أطفالا إلا أنه كان لا يخجل في التعبير عن حبه للست، فكتب لها:"جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح.. حرام عليك خليه غافل عن اللي راح"، ما جعل زوجته السيدة عطا الله تنهار من الغيرة.
رامى يرى الدنيا سوداء بعد زواج ام كلثوم
عندما علم احمد رامى بزواج ام كلثوم انهار وحزن وقال: "أنا شايف الدنيا سودة، أشجارها بتلطم، وأرضها بتبكي"، وحين تأكد أن زواجه من أم كلثوم مستحيل تزوج إحدى قريباته، وظلّ يتألم وهو ينظر إلى أم كلثوم قائلا: "أصون كرامتى من قبل حبي، فإن النفس عندى فوق قلبي، رضيت هوانها فيما تقاسي، وما إذلالها فى الحب دأبي.
قال عنها أحمد رامى بعد وفاتها: "أحببت أم كلثوم حتى التقديس.. ولم أندم لعدم زواجي منها.. والآن أعاني الاكتئاب منذ أن غابت عن الدنيا.. ولم يبق عندي سوى الدموع. فقد بكيت كثيرا في طفولتي وشبابي.. والآن أبكي أكثر بعد رحيلها".
وبعد وفاة محبوبته هجر الشعر ودخل في نوبة اكتئاب شديدة، ورثاها بأعذب العبارات التي جعلت الجميع يبكي بسببها، وعندما طلبه الرئيس السادات في حفل تأبينها عام 1976، قال في رثائها: "ما جال في خاطري أني سأرثـيها، بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها، قد كنت أسـمعها تشدو فتطربني، واليوم اسمعنى أبكى وأبكيها..
قصة حب أقرب الى الاساطير
يقول الناقد الأدبى محمد مندور: إن قصة أحمد رامى وأم كلثوم وما قاله فيها من شعر أمر فريد فى تاريخ الآداب حتى لتحسبه أقرب إلى الأساطير منه إلى تجارب الحياة.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.