رئيس التحرير
عصام كامل

"أغاني النكسة"، عبد الحليم والأبنودي والطويل "جبهة ناصر" لاستعادة الروح.. و"الحكيم" يُجازف بإذاعة "عدى النهار"

الابنودى والطويل
الابنودى والطويل وعبد الحليم ثلاثى اغانى النكسة

عرف الشعب المصرى بأنه دائما يعالج المحِن بالشعر والغناء، فبعد وقوع النكسة فى يونيو 1967 خرجت أقلام الشعراء ومؤلفى الأغانى بكلمات تدعو إلى الصحوة والعمل من أجل النصر وتدعو أيضا إلى التفاؤل بالمستقبل وقدم مطربونا الكبار هذه الكلمات بصوتهم فكانت مبعثا على النصر.


من أكثر هؤلاء المطربين الذين قدموا أغانيهم الحماسية والوطنية الفنان عبد الحليم حافظ الذى لقب بمطرب الثورة، فما من مناسبة وطنية مرت إلا وكان له أغانيه الخالدة فيها التى مازلنا نسمع صداها حتى اليوم رغم مرور السنوات.

ثلاثى الأبنودى والطويل وعبد الحليم 


غنى عبد الحليم حافظ  للثورة، وغنى لقائد الثورة وغنى للوحدة والقومية، كما غنى للسد العالى، إلا أن الغناء لإيقاظ الروح المعنوية بعد النكسة كانت هى الأهم والأكثر، فقدم أكثر من عشر أغنيات فى سنة النكسة نفسها بعدما شكل ثلاثيا مع كمال الطويل وعبد الرحمن الأبنودى.

فدائى أولى أغانى النكسة 

من أوائل الأغانى التى قدمت بعد نكسة يونيو 67 بشهر واحد وعلى مسرح سينما ريفولى أغنية "فدائى" التى غناها عبد الحليم حافظ وكتب كلماتها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدى، تقول كلماتها:  فدائى فدائى فدائي..اهدى العروبة دمائي / واموت اعيش ما يهمنيش.. وكفاية اشوف علم العروبة باقي / فدائى فدائي / وسط المخاطر هناك مكاني.. والنصر عمره ما كان أماني / جوه المواقع بين المدافع.. وسط القنابل انسف اقاتل / واموت اعيش ما يهمنيش.. وكفاية أشوف علم العروبة باقي

عبد الحليم حافظ وبليغ وتسجيل اغنية فدائى 


بعد اغنية " فدائى "بأيام قليلة عام 1967 غنى عبد الحليم حافظ اغنية " اضرب" من كلمات الأبنودى وألحان الطويل أيضا يقول فيها: اضرب..اضرب..اضرب اضرب / لجل الصغار..اضرب / لجل الكبار..اضرب / لجل الصغار لجل الكبار لجل النهار..اضرب / لجل البلاد..اضرب / لجل العباد..اضرب / لجل الولاد.. لجل البنات والأمهات / لجل النبات.. لجل الربيع لجل الربيع / لجل الجميع.. لجل الورود لجل الوجود/ لجل السلام والابتسام.. اضرب / اضرب كمان واخلق أمل / لجل الحياة ولجل عشاق الحياه / لجل الحياه ولاجل صناع الحياه.

احلف بسماها وبترابها رسالة وعيد وتهديد 

وفى أواخر عام 1967 ـ عام النكسة والهزيمة ــ كتب الشاعر عبد الرحمن الابنودى اغنية (أحلف بسماها وبترابها ) يتوعد العدو بجلب النصر والقضاء على الهزيمة ولحن كمال الطويل وغنى عبد الحليم حافظ يقول: أحلف بسماها وبترابها..أحلف بدروبها وأبوابها / أحلف بالقمح وبالمصنع.. أحلف بالمدنة والمدفع / بأولادى بأيامى الجاية / ماتغيب الشمس العربية.. طول ما أنا عايش فوق الدنيا.

عدى النهار أيقونة الاغانى الوطنية 


وغنى عبد الحليم حافظ أيضا عام 1968 من كلمات عبد الرحمن الابنودى أيضا ولحن بليغ حمدى أغنية " عدى النهار " التي تعتبر أيقونة أغانى النكسة، والتى رفضت الإذاعة تسجليها خوفا من رد فعل الأغنية على الشارع والجنود التى كانت تكذب التصريحات الحكومية ورفضت الاستماع إلى الإذاعة، ولكن مع إصرار الإذاعي وجدي الحكيم تم تسجليها، ونجحت في استعادة الشعب للاستماع للإذاعة من جديد وبثت الروح القتالية للجنود على الجبهة، تقول كلماتها: عدى النهار والمغربية جاية.. تتخفى ورا ضهر الشجر/ وعشان نتوه في السكة..  شالِت من ليالينا القمر /  وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها.. جانا نهار مقدرش يدفع مهرها /  يا هل ترى الليل الحزين..  أبو النجوم الدبلانين / أبو الغناوي المجروحين.. يقدر ينسيها الصباح / أبو شمس بترش الحنين، أبدا بلدنا للنهار بتحب موال النهار.


يقول وجدى الحكيم فى مجلة الإذاعة عام 1980: كتب الأبنودى أغنية  “ عدى النهار ” نتيجة لصدمة النكسة التى أفاق الجميع عليها، فجاءت من وحي لحظة الصدمة في حضور عبد الحليم، مبتدءا بعبارة "عدى النهار" حتى وصل إلى عبارة "أبو النجوم الدبلانين"، وتوقف عندها ولم يستطع استكمال الأغنية فاقترح عليه عبد الحليم عبارة "أبو الغناوي المجروحين"، فاستأنف الأبنودي بعد ذلك التأليف، وقصدت الأغنية بشكل عام أن الهزيمة لن تكسر الإرادة المصرية، وأنها ستعبرها. 

أحمد شفيق كامل يكتب خلى السلاح صاحى 


في عام 1968 أيضا وبعد مرور عام على النكسة، ساد البلاد حالة من فقدان الأمل مما دعا الفنان عبد الحليم حافظ يطلب من الشاعر أحمد شفيق كامل كتابة كلمات تعمل على إزالة روح الهزيمة والأمل فى النصر من جديد، فكتب أحمد شفيق كامل اغنية ( خلى السلاح صاحى )  ولحنها كمال الطويل، ونجحت الأغنية وأثرت فى الجماهير ورددها الناس والجنود يقول فيها: خللى السلاح صاحى صاحى صاحى.. لو نامت الدنيا صاحي مع سلاحى / سلاحى فى ايديا نهار وليل صاحى.. ينادى يا ثوار عدونا غدار/ خللى السلاح السلاح صاحى صاحى صاحى.

عبد الحليم حافظ مطرب الاغانى الوطنية 

أما أغنية " يا بركان الغضب" فقد كتبها الابنودى ايضا بعد الضربات الاسرائيلية،ولحنها كمال الطويل وأداها بصوته المطرب عبد الحليم حافظ وتقول كلماتها: يابستان الغضب..ياموحد العرب / فور عالسجون.. فور عالرمال / انزل عليهم من التلال / من المدافع  بالغضب.. ومن الخنادق بالغضب / اغلى وثور..ورينا كيف الموت يدور / يا بركان الغضب.


 ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية