أم سليم الأنصارية، خالة النبي التي بشرها بالجنة وهذه قصة إسلامها وزواجها
أم سليم الأنصارية إحدى خالات النبي.. كنا قد تحدثنا في مقالة سابقة عن أم سليم الأنصارية وأم حرام وقلنا إنهما من محارم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث اتفق العلماء على أن أم سليم وأم حرام كانتا خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين إما من الرضاع، وإما من النسب، واختلفوا في ذلك، فقال ابن عبد البر وغيره: كانت إحدى خالاته من الرضاعة، وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده لأن عبد المطلب كانت أمه من بنى النجار، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث معكم عن أم سليم الأنصارية -رضي الله عنها- وقصة إسلامها وزواجها من أبي طلحة الأنصاري، وماذا فعلت أم سليم الأنصارية عندما توفى ابنها وحديث الرسول عن أم سليم في البشارة بالجنة فإلي التفاصيل.
من هي أم سليم الأنصارية الخزرجية
أم سليم هي الرميصاء بنت ملحان ويقال لها الغميصاء بنت ملحان الأنصارية الخزرجية، واُختُلِفَ في اسمها فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة أو رملة أو أُنيفة أو أُنيسة أو أُثينة، وهي أم خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه.
سبب تسميتها بالرميصاء
أفاد ابن حجر العسقلاني أنّ لقب أم سليم الغميصاء، ولقب أختها أم حرام الرُّميصاء، وقيل بالعكس. وقال ابن عبد البر اللقبين هما لأم سليم.
والرميصاء أو الغميصاء تصغير الرمصاء أو الغمصاء، وهما مشتقان من الرَّمَص والغَمَص، هو ما يجتمع في موق العين والرمص وسخ يجتمع في الموق، فإن سال فهو غمص، وإن جمد فهو رمص.
إسلامها وزواجها
أسلمت أم سليم في بدايات الدعوة إلى الإسلام في يثرب، وتزوجت مرتين: حيث تزوجت قبل إسلامها من مالك بن النضر بن ضمضم الخزرجي، فولدت له أنس،
وقصة إسلامها - رضي الله عنها - يقصها علينا همام بن يحيى: عن إسحاق بن عبد الله، عن جدته أم سليم: أنها آمنت برسول الله - صلى الله عليه وسلم. قالت: فجاء أبو أنس وكان غائبا، فقال: أصبوت؟ فقالت: ما صبوت، ولكني آمنت، وجعلت تلقن أنسا: قل: لا إله إلا الله، قل: أشهد أن محمدا رسول الله، ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي علي ابني. فتقول: إني لا أفسده. فخرج مالك، فلقيه عدو له، فقتله، فقالت: لا جرم، لا أفطم أنسا حتى يدع الثدي، ولا أتزوج حتى يأمرني أنس.
وأما عن زواجها الثاني بأبي طلحة فتحكي لنا روايات البخاري ومسلم، وكذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء، قصة زواج أم سليم من أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهما، حيث جاء أبو طلحة خاطبًا أم سليم فقال: يا أبا طلحة! ما مثلك يرد، ولكنك امرؤ كافر، وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لي أن أتزوجك، فقال: ما ذاك دهرك، قالت: وما دهري؟ قال: الصفراء والبيضاء، يقصد بذلك الذهب والفضة
فقالت أم سليم له: فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء، أريد منك الإسلام، فإن تسلم فذاك مهري، ولا أسألك غيره، قال: فمن لي بذلك، قالت: لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما كان من أبي طلحة إلا أن ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم باحثًا عنه في المدينة، حتى جاءه وهو صلى الله عليه وسلم جالسًا بين أصحابه
فلما رآه قال: "جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه"، فأخبر أبو طلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالت أم سليم، فتزوجها على ذلك.
ولدت أم سليم لأبي طلحة الأنصاري: أبا عمير، وعبد الله، وكان لوفاة أبي عمير هذه قصة خلدتها بطون الكتب وصارت مثلا في الصبر والاحتمال، وحسن تصرف المرأة المؤمنة العاقلة، فيروي ابنها أنس أنه يوم أن مات أخوه أبو عمير أسدلت عليه أم سليم ثوبًا، وصبرت، ولما عاد أبو طلحة إلى منزله أطعمته، ثم تطيّبت له فأصابها، ثم قالت له: «يا أبا طلحة، إن آل فلان استعاروا من آل فلان عارية، فبعثوا إليهم أن ابعثوا إلينا بعاريتنا، فأبوا أن يردوها»، فقال أبو طلحة: «ليس لهم ذلك؛ إن العارية مؤداة إلى أهلها». فقالت: «فإن ابنك كان عارية من الله، وإن الله قد قبضه فاسْتَرْجِعْ» وقال أنس: «فأُخبر النبي»، فقال: «بارك الله لهما في ليلتهما»، فأنجبت ولدها عبد الله.
حياتها وسيرتها
كانت أم سليم شديدة التعظيم للنبي محمد وتتبرك به، فيروي أنس أن النبي محمد دخل بيتها يومًا وهي ليست فيه، فنام على فراشها، فانتظرت حتى استيقظ وأخذت تنشّف عرقه من على الفراش وتعتصره في قارورة لها، فسألها النبي محمد عمّا تصنع، فقالت: «يَا رَسُولَ اللهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا.»
شهدت أم سليم أحدًا وحنينًا. روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهن تنفران القرب، وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملأنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم".
وعن ابنها أنس: أن أم سليم اتخذت خنجرًا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقالت: يا رسول الله، إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه.
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيتًا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه، فقيل له، فقال: "إني أرحمها، قتل أخوها معي".
وأخوها، هو حرام بن ملحان، الشهيد الذي قال يوم بئر معونة فزت ورب الكعبة، لما طعن من ورائه، فطلعت الحربة من صدره، رضي الله عنه.
وروى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، قال: "أعيدوا سمنكم في سقائه، وتمركم في وعائه فإني صائم"، ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة، فدعا لأم سليم ولأهل بيتها.
من المبشرات بالجنة
أورد البخاري حديثًا عن جابر بن عبد الله أن النبي محمد قال: «رَأَيْتُنِى دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمِعْتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بِلاَلٌ. وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ»، وهي شهادة من النبي محمد بأنها من أهل الجنة.
وروى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي: "رأيتني دخلت الجنة، فإذا أنا بالرميصاء، امرأة أبي طلحة".
روايتها للحديث
روت أم سليم عن النبي أربعة عشر حديثًا انفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين، وروى عنها ابنها أنس وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون
وفاتها
توفيت أم سليم في خلافة عثمان بن عفان.، نحو سنة 30 هـ الموافق نحو سنة 650 م.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.