زغلول صيام يكتب: هل سياسة «اللي مالوش ضهر ينضرب على...» تجعل مناخ كرة القدم المصرية صحيا؟!
القائمون على صناعة كرة القدم في كل دول العالم (عدانا طبعا) يهيئون المناخ لجذب استثمارات خارجية لإنعاش صناعة كرة القدم نفسها وبالتالي ليس غريبا أن ترى استثمارات عربية في أكبر الدوريات العالمية سواء الدوري الإنجليزي أو الإسباني أو غيرهما.. بل إن رجال أعمال مصريين لديهم استثمارات في الدوري الإنجليزي نفسه.
ولكن عندنا نحاول تطفيش أي استثمارات خاصة إذا كانت الخسارة تلاحقهم من كل جانب نتيجة لأسباب عديدة تجعل أيا من كان يفكر في الاستثمار في كرة القدم المصرية يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على تلك الخطوة.
فلا دوري منتظم ولا شئون لاعبين محترفة.. كله يسير ببركة دعاء الوالدين فقط لا غير والدليل ما نشاهده على الساحة الكروية حاليا.
أندية القسم الثاني ضجت بالشكوى من نظام بطولة كأس مصر بعد أن اعتبرها الاتحاد مجرد (كومبارس) في بطولة المفترض أنها حافلة بالمفاجآت ولكنهم وجدوا أنفسهم تحت رحمة ظروف الفرق الكبيرة.. مسابقات القسم الثاني انتهت والناس حصلت على إجازات ومن ثم كيف يلعبون؟!
ناهيك عن عدم حصولهم على شيء لأنهم مفروض عليهم اللعب بإعلانات اتحاد الكرة التي لم يحصلوا على نصيبها منها.
القيد في أغسطس
ولإمعان الدربكة الحاصلة في كرة القدم المصرية أكدت مؤشرات عن فتح القيد في أغسطس.. كيف؟ وهل ستشارك الصفقات الجديدة في الدوري الذي لا يعلم إلا الله موعد نهايته؟!!
كل الدوريات في العالم والمسابقات المحلية أوشكت على الانتهاء وأغلقت الدكان وتستعد لرش المياه ونحن لا نعرف متى نهاية دوري هذا الموسم أو متى ستقام بطولة كأس مصر؟! اللاعبون الذين تنتهي عقودهم مع أنديتهم سيرحلون مع نهاية الشهر الحالي.. وأي لاعب سيحترف لا بد أن يرحل للانتقال لناد آخر وهنا ستتكبد الأندية خسائر كبيرة!!
كيف يحترف لاعبونا المميزون في الخارج وكل سنة نفس الظروف والأزمات والدوري ينتهي وتكون الدوريات العالمية قد بدأت؟! فكيف يفكرون في لاعبين مصريين؟!
أطنان وأكوام من الشكاوى
لم يثبت بالدليل القاطع أن الاتحاد المصري لكرة القدم على مدار سنوات مضت أن حسم قضية خاصة بمشكلة لاعب مع ناد أو العكس وحتى لو حصل أي طرف على حكم يظل حبيس الأدراج وبالتالي فنحن يوميا نسمع عن أحكام لمصلحة لاعبين أجانب ووقف قيد لأندية مصرية ولكن عندنا لا يوجد.
قلت من قبل إن ترك الأمور علي ما هي عليه من شأنها أن تحول صناعة الكرة في مصر إلى ما يشبه (صناعة الطرابيش) التي انقرضت من أيام البكوية والباشوية.
مناخ مثل هذا لا يشجع على الاستثمار رغم أن الأمر يحتاج إلى جهد كبير لأن تصبح هناك صناعة حقيقية لا سيما وأن مصر تمتلك البنية التحتية القوية من منشآت رياضية على أعلى مستوى ولكن تبقي المشكلة في أن هواة يديرون منظومة المفترض أنها محترفة فكيف تتطور؟!
عندما تصبح اللوائح عقيمة ويتم تفصيلها على المزاج وفقا لهوى القائم على أمر المنظومة فلابد أن يطفش كل من يفكر في الاستثمار.
عندما يرى العالم أجمع أن هناك لاعبا تعرض للصفع بالقلم علي وجهه على مرأى ومسمع من الملايين ثم تكون العقوبة للمعتدي إيقاف مباراتين وعندما يلجأ المجني عليه للقضاء ويتم إنصافه يوقع اتحاد الكرة عليه عقوبة الإيقاف 6 مباريات.. هذا القرار ينسف كل جهود إنعاش صناعة الكرة في مصر.