رئيس التحرير
عصام كامل

90 سنة إذاعة.. الإذاعي الكبير فهمي عمر يروي حكاياته وراء الميكرفون.. يكشف فكرة إنشاء «الشباب والرياضة».. وهذه حكاية أول برامجه

شيخ الاذاعيين فهمى
شيخ الاذاعيين فهمى عمر

تحتفل الإذاعة المصرية غدًا بمرور 90 عامًا على إنشائها، فقد انطلقت رسميًا في 31 مايو 1934؛ لتصبح خلال وقت قياسي وسيلة للمعرفة والتثقيف والتنوير، وواحدة من أبرز أذرع القوة الناعمة.

ويعتبر فهمى عمر ، إذاعيا قديرا من جيل الرواد الذين أقاموا صرح الإذاعة المصرية وشاركوا في صناعة مجدها، فهو ساحر الميكروفون، وأحد أهم صفوة الإذاعيين المصريين، يحمل الكثير من التجارب والخبرات والذكريات المهنية والحياتية التي يحتاج إليها كل مذيع يسعى للمهنية والوصول من أقرب طريق لقلوب المستمعين. 

أطلق الصحفى جليل البندارى على فهمى عمر لقب المذيع الصعيدى بسبب لهجته الصعيدية، كما لقب بعميد الإذاعيين العرب وشيخ الإعلاميين، هو أول المعلقين الرياضيين بالإذاعة، وصاحب فكرة إذاعة الشباب والرياضة، ترأس الإذاعة المصرية، وانتخب عضوا في البرلمان لمدة أربعة عشر عاما.

فهمي عمر أول من أطلق عبارة هنا القاهرة عام 1951 

 ولد الإذاعي  فهمى عمر عام 1928 بقرية الشاورية مركز نجح حمادى، من قبيلة هوارة بقنا وهو حفيد شيخ العرب همام الذى يمتد سلسال نسبه إلى الإمام الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حفظ القرآن وهو صغير وأصبح ضليعا في اللغة العربية وألفاظها، حصل على ليسانس الحقوق، ثم تقدم لاختبارات الإذاعة المصرية وعين مذيعا خارج الميكروفون نظرا للهجته الصعيدية، وانطلقت عبارة "هنا القاهرة " بصوته عام 1951، وكان أول من عرف بخبر قيام ثورة يوليو عندما فتح الإذاعة للرئيس السادات ليلقى أول بيان للثورة عام  1952.

فهمي عمر بدأ حياته محاميا تحت التمرين 

 بدأ فهمى عمر حياته محاميا تحت التمرين في مكتب الدكتور محمد صالح العميد الأسبق لكلية الحقوق الذي أبلغه يوما بأن الإذاعة المصرية تطلب مذيعين ومقدمي برامج واقترح عليه التقدم لها، ونجح  فى اختبارات الإذاعة عام 1950.

حول هذه البداية يقول فهمى عمر: “جاء في حيثيات نجاحى صلاحية صوتى وأدائى للغة العربية، وتم اعتمادي مذيعا في الإذاعة مع إيقاف التنفيذ لأن لهجتى تشوبها كلمات صعيدية ومكثت خارج الهواء أكثر من عام استقبل الضيوف وأرتب إجراءات التسجيل معهم ومع مهندس الصوت وكانت هذه الفترة من أغنى فترات حياتى، حيث تعرفت على كوكبة من القمم في مختلف المجالات فقابلت العقاد وسليمان نجيب وأم كلثوم وعبد الوهاب وفكرى أباظة وكامل الشناوى وعملت بينى وبين نفسى على التخلص من اللهجة الصعيدية”.

فهمى عمر مع مندوبة فيتو 

وفى حوار أجرته جريدة فيتو مع الاذاعى فهمى عمر بمناسبة الاحتفال بعيد الإذاعة قال عن الإذاعة: هى بيت الكلمة الحلوة واللحن الشجي والبرنامج المجتمعي، كانت الإذاعة منذ النشأة شيئا جميلا في حياتنا، لا في حياة المصريين وحدهم بل العرب جميعا، حين جعلتهم يستمعون وشنفت آذانهم بتلاوة آي الذكر الحكيم من أساطين القراء رفعت والشعشاعى وأبو شعيشع، كما قدمت الأغانى الجميلة من الحناجر العظيمة أم كلثوم وعبد الوهاب والأطرش والعندليب وفيلق كبير من المطربين والمطربات، كما تضاعفت ثقافتهم وهم يستمعون إلى طه حسين والعقاد ومحمد عوض محمد وفكرى أباظة وغيرهم من الكتاب والمفكرين.

فهمي عمر معلقا على مباريات الدورى العام 

عن أول برامجه بالإذاعة قال فهمى عمر: كان برنامج "التعليق على مباريات الدورى العام "وكان مدته خمس دقائق تذاع في السابعة وخمس دقائق أيام المباريات الأحد والجمعة ولم تكن هناك وسيلة إعلامية أخرى، ولما عملت هذا البرنامج كنت بعد الماتش اذهب مباشرة إلى الإذاعة لتحليل المباراة في خمس دقائق، ونال البرنامج جماهيرية واسعة ليس في مصر وحدها بل في العديد من البلدان العربية التي كانت تنتظره وتشجع الكرة المصرية، 

الاذاعى فهمى عمر 

وأضاف فهمى عمر: جاءت فكرة البرنامج حين قابلت الصحفى عبد الرحمن فهمى عن طريق محمد شميس وكان ناقدا رياضيا في جريدة المصرى مع أحمد أبو الفتح وقال لى “مفيش برامج رياضية في الإذاعة ما تعمل لنا برنامج رياضى، عجبتنى الفكرة فأسرعت إلى أمين حماد وعرضت عليه الفكرة فابتسم، وقال لى تنفذ من الغد وكان برنامج ربع ساعة رياضة”.

عن ذكرياته فى الإذاعة يقول فهمى عمر: أنا ابن ميكروفون الإذاعة ومنذ أن دخلت الإذاعة في خمسينات القرن الماضي، تربيت على أسس معينة تلقيناها على أيدي أساتذتنا العظام الذين علمونا.


 كنا ندخل إلى الاستوديو بكامل الأناقة بالبدلة الكاملة والطربوش، وكان أستاذنا حافظ عبد الوهاب رحمة الله عليه يقول لنا إن المستمع يجب أن يستشعر أناقة المذيع من خلال الميكروفون، لأن ذلك ينعكس على كلام المذيع وأسلوبه في الأداء وثقته في نفسه وهو يتكلم.

الإذاعي القدير فهمى عمر 

وأضاف الإذاعى فهمى عمر:تربيت أيضا على مبادئ معينة، أهمها أنه حين يحل الضيف، يسكت المذيع ولا يقاطعه، وعليه احترام الضيف وعدم التعالي على الجمهور، كما تعلمنا احترام المواعيد والقدوم مبكرا عن الموعد ولا زلت حتى الآن أحرص على هذه المسألة، وللأسف الشديد هذه الأمور نفتقدها كثيرا هذه الأيام بين من يعملون في الإعلام، فمثلا كثير من مقدمي البرامج في التلفزيون يحرك جسمه ويديه كثيرا وهذا خطأ لأنه مذيع وليس مؤديا، وكلها أمور أنتقدها في بعض إعلاميي هذا الجيل.

 

فهمي عمر: سيظل الراديو وسيلة الإعلام الاولى 

حول قيمة الراديو كجهاز إعلامي طغت عليه الموبايلات والفضائيات قال المذيع فهمى عمر: الراديو لن يفقد قيمته ولا صولجانه، هو وسيلة الإعلام الأولى عالميا فأي حدث يقع ينشره فى الراديو أولا، لأن نشر الخبر مصورا يحتاج لوقت أطول ولو أذاع التلفزيون الخبر من دون صورة فكأنه خبر إذاعي، كما أن للراديو مكانته مع الملايين من أصحاب السيارات وسيدات البيوت وعشاق السهر، فالراديو لن يموت وسيظل وسيلة الإعلام الأولى. 

فهمى عمر.. 50 سنة ميكروفون 

وثق فهمى عمر مشوار الإذاعي على مدى ستة عقود فى كتاب من إصدار دار المعارف بعنوان ( 50 سنة ميكروفون)،  يضم لحظات فارقة فى حياته منذ أطلق عبارة هنا القاهرة فى الإذاعة. 

 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية