رئيس التحرير
عصام كامل

"الإيكونوميست" ترصد تناقضا في روايات مؤيدي المعزول ومعارضيهم.. المعارضة ترى أنصار "مرسي" مزيج من الإرهابيين والبلطجية المسلحين.. و"الإخوان" يصورون معارضيهم بأنهم عملاء ومتعصبون مسيحيون

جانب من اعتصام رابعة
جانب من اعتصام رابعة العدوية - أرشيفية

رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عمق الاستقطاب بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، مع دخول اعتصامهم أسبوعه السابع ومعارضيهم من الأحزاب غير المحسوبة على التيار الإسلامي والذين هم في السلطة الآن، مشيرة إلى التناقض الصارخ في روايات كل فريق في سرد الأحداث ووجهات نظره فيها. 

وقالت - في تعليق على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء- "إذا كانت الحقيقة هي أولى ضحايا الحروب، بحسب المثل السائد، فعلى أيدي السياسيين، يمكن أن تظهر الحقائق في أوقات السلم على نحو يدعو إلى الرثاء". 

ودللت الصحيفة على صحة قولها بالإشارة إلى مصر، قائلة إن البلاد وإن لم تكن في الوقت الراهن في حالة حرب إلا أن السياسات العادية قيد التعليق بشكل كبير منذ الشهر الماضي على أثر تدخل الجيش للاطاحة بحكومة كانت شعبيتها في تناقص مستمر. 

ورصدت المجلة البريطانية وصف الصحف المصرية "الليبرالية" للمتظاهرين من مؤيدي المعزول بأنهم مزيج من الإرهابيين والبلطجية المسلحين والسذج المدفوع لهم من قبل جماعة "الإخوان". فيما يرى المعتصمون أنفسهم بأنهم أبطال وشهداء ملحمة إسلامية حديثة العصر ينشدون العودة بمصر إلى الطريق القويم. بينما يصور هؤلاء خصومهم بأنهم عملاء ومتعصبون مسيحيون وبقايا نظام فاشستي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011. 

وتابعت "الإيكونوميست" رصدها بالقول إن الانقسامات تمضي إلى أعماق أكثر غورا من توجيه الشتائم والتنابز بالألقاب، مشيرة إلى محاولة كل فريق حشد "حقائقه" تأييدا لدعواه: فهؤلاء أنصار مرسي يتحدثون عن استطلاعات للرأي مشكوك في صحتها تزعم أن نسبة 69% من المصريين يدعمون حملتهم على الرغم من أن ثمة وفرة من الأدلة تشير إلى أن النسبة نفسها تمثل نسبة معارضيهم. 

كما لفتت إلى ادعاء الناطق باسم جماعة "الإخوان" التزامها بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان المقررة عالميا على الرغم من اعتداء أنصار الجماعة على قرى مسيحية وكتابة شعارات الجماعة على جدران الكنائس. 

وقالت المجلة في هذا الصدد إن تلك الأصوات من جماعة "الإخوان" يبدو أنها نسيت ضربها عرض الحائط بالانتقادات التي كانت توجه إليهم إبان وجودهم على رأس السلطة. 

واختتمت المجلة تعليقها بالقول إنه بغض النظر عما يرويه كل فريق، فإن العديد من المصريين يتفقون على حقيقة محتملة؛ وهي أن هذا الانقسام الذي تشهده مصر لن ينته قريبا، أو على خير.
الجريدة الرسمية