رئيس التحرير
عصام كامل

من سلة غذاء إلى شاهد على مجازر الاحتلال، معلومات عن منطقة مواصي رفح بغزة (صور)

منطقة المواصي، فيتو
منطقة المواصي، فيتو

المواصي، قالت لجنة الطوارئ بمدينة رفح الفلسطينية، مساء اليوم الثلاثاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة جديدة في "مواصي رفح" بقطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من ٢٠ شهيدا وعشرات الجرحى.

معلومات عن منطقة المواصي في قطاع غزة

ومواصي غزة، هي منطقة ساحلية فلسطينية، تقع جنوبي غرب القطاع، اشتهرت بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية العذبة، وقد تحولت بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي من "سلّة غذاء قطاع غزة" إلى أراض قاحلة، وبؤرة للنزوح في القطاع.

تقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوبي غرب قطاع غزة، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومترا. وتمتد بطول 12 كيلومترا وعرض نحو كيلومتر واحد، جنوبي شرق وادي غزة، من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبا.

وتقدر مساحتها الإجمالية بنحو 12 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، وتمثل نحو 3% من مساحة قطاع غزة، وتتكون المنطقة من كثبان رملية، يطلق عليها محليا "السوافي"، وهي عبارة عن رمال صحراوية بيضاء، تتخللها منخفضات زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

التقسيم الإداري والبنى التحتية لمواصي غزة

تقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافيا، تتبع إحداهما لمحافظة خان يونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية لمحافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها.

وتضم المواصي في أغلبها أراضي زراعية أو كثبانا رملية قاحلة، أما المناطق السكنية فيها فهي محدودة، إذ لا تتعدى الوحدات السكنية نحو 100 بناء، وهي بالكاد تتسع للقاطنين الأصليين، فضلا عن افتقار المنطقة للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت.

كان يبلغ عدد سكان منطقة المواصي قبل السابع من أكتوبر الماضي نحو 9 آلاف نسمة، ويعيش معظمهم من مهنتي الصيد والزراعة، إضافة إلى المشاريع التجارية الصغيرة، كالمحال التجارية والمطاعم والمقاهي.

ظهر اسم "المواصي" في فترة الحكم العثماني، حين اقتطعت السلطات العثمانية الأراضي الغربية من مدينة دير البلح، مرورا بخان يونس ومحافظة رفح وانتهاء بالحدود مع مصر، وأطلقت عليها اسم "المواصي"، نسبة إلى ما كان يقوم به المزارعون في المنطقة، من استخراج المياه عن طريق حفر برك امتصاصية على سطح الأرض، واستخدامها لري الأراضي المزروعة.

وكان يقطن المواصي إبان الحكم العثماني أصحابها من العائلات الفلسطينية، الذين كانوا يملكونها بحكم الواقع العرفي، وإن لم يتم تسجيلها بشكل رسمي، وهو ما استمر عليه الحال في فترة الانتداب البريطاني.

 

استيلاء دولة الاحتلال علي المواصي

وفي عام 1967 استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المواصي، وسمحت ببناء مجمع مستوطنات "غوش قطيف" في المنطقة ومحيطها، وأصبح فلسطينيو المواصي محاطين بـ14 مستوطنة، هي "تل قطيف" و"شيرات هيام" و"كفار يام" و"نافيه ديكاليم" و"بيئات سادية" و"شليف" و"رفيح يام" و"نيتسر حزاني" و"قطيف" و"جني طالي" و"جديد" و"غاني أور" و"بدولج" و"عتصمونا".

 

اقرأ أيضا: الاعتراف بفلسطين وحل الدولتين.. العلاقات الأوروبية الإسرائيلية تصل إلي منحني جديد.. فرض عقوبات على المستوطنين.. ومجزرة رفح تزيد التوترات

 

وحصل المستوطنون على الحصة الأكبر من المياه الجوفية، إذ تم حفر ما يزيد على 30 بئرا، وكانت المياه تضخ للمستوطنات ومعسكرات الجيش الإسرائيلي عبر أنابيب تم تمديدها تحت الأرض، وفي الوقت نفسه، كان استخراج الفلسطينيين للمياه الجوفية يخضع لشروط عسيرة.

وكانت المواصي تشتهر بأراضيها الخصبة ومياهها العذبة وزراعتها المزدهرة، حتى وصفت بأنها "سلة غذاء قطاع غزة"، فاستغل الاحتلال وفرة المياه، ووضع يده بالقوة على أراض زراعية واسعة، وعمل على تكثيف الإنتاج الزراعي، الذي كان يتم تصدير جزء كبير منه إلى أوروبا.

وعقب "اتفاق أوسلو" عام 1993، تولت إدارة المنطقة قوات مشتركة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبحسب الاتفاقيات، تولت قوات الاحتلال المهام الأمنية فـي منطقة المواصي، بينما تحملت السلطة الفلسطينية المسؤولية عن النظام الداخلي للفلسطينيين والشؤون المدنية، وهو الأمر الذي أتاح للعائلات الفلسطينية التي تسكن المنطقة القدرة على مزاولة عملها في الزراعة.

انتفاضة الأقصى بين عامي 2000 و2005

أثناء انتفاضة الأقصى التي استمرت بين عامي 2000 و2005، فرضت قوات الاحتلال سيطرتها الكاملة على "المواصي"، وحولتها إلى منطقة معزولة، وتعرض سكان المنطقة من الفلسطينيين لإجراءات صارمة في التنقل منها وإليها، عبر حاجزي "تل السلطان" في رفح و"التفاح" في خان يونس، وفي بعض الفترات تم حظر التنقل نهائيا بين المواصي والمدن المجاورة، مما أثر بصورة قاسية على ممارسة نشاطاتهم اليومية، والوصول إلى مناطق عملهم ومزارعهم.

وفرض الاحتلال قيودا شديدة على نقل البضائع من منطقة المواصي إلى خان يونس ورفح، حيث لم تتعد النسبة في تلك الآونة 10% من كمية المنتج الذي تم تسويقه في السنوات السابقة، فضلا عن تعرض الأراضي الزراعية لعمليات التجريف، مما أنهك الوضع المعيشي للمزارعين.

وضيقت سلطات الاحتلال الخناق على نشاط الصيد، وأغلقت مرفأ الصيادين على شاطئ خان يونس، وفقد أكثر من 800 صياد مصدر رزقهم، وتكبدوا خسائر فادحة.

وتضرر النظام التعليمي، فقد عوق الجيش الإسرائيلي وصول الطلاب والمعلمين إلى المؤسسات التعليمية المختلفة، وحظر إدخال الأجهزة الإلكترونية والحواسيب إلى المدارس. وعانى الجهاز الصحي كذلك من نقص في الأدوية والمعدات، وتراجعت العناية الصحية في المنطقة.

وعلى مدار 38 سنة حرمت سلطات الاحتلال منطقة المواصي من التنمية والخدمات الأساسية والصحية، ومنعت السكان من حقوقهم المشروعة، وأضعفت النشاط الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي.

الانسحاب الإسرائيلي من مواصي غزة

وفي عام 2005 انسحبت إسرائيل من المنطقة، وتم تفكيك المستوطنات، وأثناء عملية الإخلاء اعتدى المستوطنون على سكان المواصي وممتلكاتهم، وأصابوا 4 فلسطينيين بالرصاص، وهاجموا سيارة الإسعاف الوحيدة بالمنطقة وهشموا زجاجها، وأغلقوا كافة الطرق المؤدية إلى المواصي.

وقبل تسليم الأراضي للفلسطينيين، غيّر الاحتلال معالم المنطقة، عبر تجريف كثير من الأراضي الزراعية، وهدم العديد من الآبار التي كان يستخدمها المزارعون لري مزروعاتهم، كما أدى استخدام المستوطنات المفرط للمياه الجوفية إلى انحسار منسوبها وازدياد ملوحتها، مما أجبر المزارعين الفلسطينيين على شراء المياه العذبة لري مزروعاتهم.

ومع ظروف الحصار على القطاع بعد 2007، وانعدام سبل التنمية، لم تستطع المنطقة استعادة عافيتها، وعانت من مشاكل العجز في المياه العذبة، وزيادة ملوحة المياه وتلوثها بالمبيدات.

تحول مواصي غزة لبؤرة نزوح

مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب معركة "طوفان الأقصى" التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية على كافة مناطق القطاع، إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، وعشرات الآلاف من الجرحى.

وتتابعت بيانات عسكرية لـ قوات الاحتلال منذ 18 أكتوبر الماضي، تدعو سكان القطاع بالتوجه جنوبا نحو المناطق المفتوحة غرب خان يونس، وتحديدا إلى منطقة "المواصي" التي قالت إسرائيل إنها "منطقة آمنة"، ستُرسل إليها المساعدات الدولية عند الحاجة.

وبدأ النازحون بالتدفق إلى المنطقة التي وجهوا إليها، ولكنهم لم يجدوا عند وصولهم مأوى أو مساعدات إنسانية، إذ لا تعتبر المواصي مؤهلة لاستقبال نازحين، سواء من حيث كفاءة البنية التحتية وتوافر الخدمات، أو من حيث كفاية المباني السكنية.

واضطر القادمون إلى المنطقة للتكدس في مناطق قاحلة ضيقة في العراء، وفي ظروف تفتقر للشروط الأساسية للحياة البشرية، حيث لا تتوفر مياه أو كهرباء أو دورات مياه، فضلا عن مساعدات إنسانية لا تكفي الأعداد المتزايدة من النازحين.

ورفضت الأمم المتحدة اعتبار "المواصي" منطقة آمنة، وعلقت بأنها تعوزها الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى، وتفتقد لآلية للإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها. واكتفت ببناء معسكر خيام للنازحين فيها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية