رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد ماهر: أحلم بتجسيد «الحسين».. ولست شيعيًا وأحب الصوفية.. وأحمد مظهر أستاذي.. وتجربة مسرح مصر فاشلة ( حوار )

أحمد ماهر، فيتو
أحمد ماهر، فيتو

>> عدلى كاسب أول من تنبأ بنجاحى فى التمثيل ودعم موهبتى فى المسرح المدرسى
>> شاركت عادل إمام فى 6 أفلام.. وقاطعنى بعد «شمس الزناتى» لهذا السبب
>> أحمد مظهر هو من علمنى ركوب الخيل فى نادى الفروسية وهذا سر لقب «فارس المسرح العربي»
>> فوجئت بنجيب سرور بعد عرض مسرحية هاملت يصافحنى ويركع ويقبل يدى ويقول للحضور: "ده تلميذى أنا"
>> تجربة "مسرح مصر" تعتمد على ألفاظ يندى لها الجبين وأرفض الاشتراك فيها 
>> شخصية دياب بالسيرة الهلالية الاصعب في مسيرتي
>> لدى تحفظات على أداء أحمد مكي ومحمد رمضان التمثيلى وكلامى عنهما سيؤثر بالسلب عليهما
>> لم أشاهد مسلسل الحشاشين وأرفض عرضه باللهجة العامية والأعمال التاريخية والدينية يجب أن تُقدم باللغة العربية
>> وفاة عبد الله غيث ذبحت شخصيتى فى «ذئاب الجبل».. والمشاهد المحذوفة أثرت على النجاح الكبير للعمل
>> اختفاء المسلسلات الدينية والتاريخية غير منطقى
>> شاهدت الواسطة في معهد الفنون المسرحية فبكيت ورفعت يدى للسماء وقلت لله أنت واسطتى ونجحت
>> يوسف وهبي كان كاريزما مجنونة ولو قال "ريان يا فجل" كان يحظى بتصفيق الجمهور
>> كنت متيمًا بكاريزما كمال الشناوي واهتمامه بأناقته ورأيته بمنزلة حدوتة فنية
*وقعت عقد مسلسل رأفت الهجان مع يحي العلمي بسيف الحياء قبل أن أقرأ السيناريو

>> من خصالى أننى لا أحب أن يمد أحد يده فى أكلى قبل أن أعزمه
>> أقول لأهل غزة: قلوب أهل الأرض معكم.. وجميع الأحرار يدعون لكم بالنصر

 

 

“يا أيها الشرفاء لا تهنوا إذا طغت الذئاب.. سيروا بنا كى ننقذ الدنيا من الفوضى ومن هذا الخراب.. سيروا بنا نعد للعصر رونقه القديم وننصر الحق الهضيم.. لا ترهبوا طرق الهداية إن خلت من عابريها لا تأمنوا طرق الفساد وإن تزاحم سالكوها.. سيروا على اسم الله لا تهنو فنحن بنو أبيها”.. بهذه الكلمات من مسرحية «الحسين ثائرا» لعبد الرحمن الشرقاوى بدأ الفنان الكبير أحمد ماهر حواره مع "فيتو".. تنهمر دموعه وفى الحلق غُصَّة حزنا على تردى سلوكيات وأخلاقيات أبناء أمتنا وتدهور حال الفن والثقافة فى المحروسة.

يرى الفنان الكبير أن الفن الراقى غاب وطفا على السطح زبد غَثَّ وسقط برقع الحياء.. بداخل مكتبه فى سينما ريفولى التاريخية التقينا فارس المسرح العربى على مدار 3 ساعات ليحدثنا عن مشواره الفنى الطويل الذى يمتد لأكثر من 6 عقود، وذكرياته مع نجوم الفن الجميل يوسف وهبى وعدلى كاسب وعبد الله غيث وكمال الشناوى والزعيم عادل إمام والنجمة إيمان الطوخى، وكواليس أعماله الفنية الناجحة، وطموحاته وأحلامه المؤجلة، ورأيه فى حال الفن الآن وأمور أخرى فى الحوار التالى  :

 

*برأيك هل غياب المسرح المدرسى وتراجع الاهتمام به سبب فى ندرة المواهب؟

بالطبع، أنا ابن المسرح المدرسى ووزارة التربية والتعليم قدمت لى خدمة جليلة من خلال مسابقة كأس الجمهورية للإلقاء والتمثيل، حيث كنت رئيس فريق التمثيل بمدرسة الإيمان الثانوية بنين وكان معى الفنان الراحل المنتصر بالله، ويتسابق ضدى الفنان سامى العدل فى المدرسة الثانوية بالترعة والفنان يسرى مصطفى فى شبرا الثانوية والفنان إبراهيم نصر وشريف صبرى فى روض الفرج الثانوية، وكنا نلتقى فى المسرح القومى يوم إعلان المسابقة والتكريم وكان التكريم عبارة عن شهادات استثمار ومعى حتى الآن شهادة استثمار قيمتها 10 جنيهات.

*لماذا التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية وما الذى كنت تحلم به وقتها؟

رحمه الله أستاذى الذى كان يشرف على نشاط التمثيل فى المرحلة الثانوية النجم البديع عدلى كاسب، حيث يأتى لحضور البروفات وفى كل بروفة يحضرها يقول “نزل صندوقين بيبيسي على شرف أحمد ماهر، إيه يا أستاذ ده إيه الجمال ده” وصمم على إدخالى المعهد العالى للفنون المسرحية لإيمانه بموهبتى.

*هل تتذكر موقف امتحانك بمعهد الفنون المسرحية؟

ذهبت لعدلى كاسب ليدعمنى فى القبول فعلمت أنه بالإسكندرية لتصوير مسرحية “20 فرخة وديك” وعندما قابلته طلبت منه الوفاء بوعده لى فأخبرنى أنه مشغول ولكنه واثق فى قبولى بالمعهد دون أى واسطة، وتقدمت ضمن 1850 شابا وشابة وعدد ما سيتم قبولهم 10 فقط، وأنا أقف على اعتاب اللجنة شاهدت الواسطة مثل النار حينها صعبَت علَى نفسى فبكيت فرفعت يدى للسماء وقلت لله أنت واسطتى، يطلب من الطالب الممتحن مشهدين أحدهما باللغة العربية والآخر باللهجة العامية، كنت مستعدا بـ16 مشهدا حصاد سنوات فى المسرح المدرسى، دخلت على لجنة مرعبة تضم كرم مطاوع وسعد أردش ونبيل الألفى ومحمد توفيق وعبد الرحيم الزرقانى وزكريا سليمان وأحمد عبد الحليم والدكتور كمال عيد، بادئ ذى بَدْء وطدت نفسى بأننى لست فى امتحان ولكنى ممتن على هذه القامات بأن امنحهم فرصة لمشاهدتى، واخترت أحد مشاهد الفتى مهران فأعجب نبيل الألفى بأدائى، والمشهد الثانى كان لأبو الفضول فى زينة النساء لألفريد فرج، وبعد ما انتهيت من العرض وجدت النجم الكبير محمد توفيق يعانقنى ويقبلنى بحرارة، وتم قبولى بالمعهد.

*هل كنت تشارك فى أعمال فنية خلال الدراسة؟

سعد أردش وجلال الشرقاوى ونبيل الألفى وعبد الرحيم الزرقانى كانوا يستعينون بنا ونحن طلاب فى أعمالهم المسرحية كنوع من التطبيق العملى وفى نفس الوقت كنت أحصل على 30 جنيها، وهذا جعلنى أعيش حياة النجوم وأنا طالب بينما كنت أتحصل من أبى على مصروف 3 جنيهات، ومكافأة تقدير امتياز من الأكاديمية 8 جنيهات، إلى جانب أننى كنت أعمل كومبارسا فى التليفزيون بـ200 جنيه شهريا.

*جمعك موقف مؤثر مع يوسف وهبى؟

كنا نقدم مسرحية “ثأر الله” وفى هذه الفترة كانت ذاكرته ضعفت والسن عض فيه، بينما يقدم شخصية وحشى قاتل سيدنا حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبل صعوده للمسرح كان يشدد على الملقن أن يكون يقظا معه، حينها سقط منه بعض الكلام وبدأ يستنجد بالملقن ويدعى صفوت وهو على الخشبة أمام الجمهور ليذكره، ويفاجئنا بأنه يغمغم حينها استشطت غضبا لأننى استشعرت بأنه يخدع الجمهور، ورغم ذلك الصالة كانت تضج بالتصفيق له، فتعجبت قائلا: ما هذا الحضور والألق وكل هذه السطوة رغم ضعف الذاكرة؟ وأذكر موقفا مضحكا ليوسف وهبى، كان يقول للزملاء الساخرين من أدائه وعدم تفاعل الجمهور معه فى الصالة: “هياكل دلوقتى هياكل دلوقتي” وأقسم بالله أنه خلال ثوان والصالة تصفق له، كان كاريزما مجنونة وعالية حتى أننا شعرنا أنه لو قال “ريان يا فجل” سيحظى بإعجاب الجمهور وتصفيقهم له.

*ما هى بدايتك الحقيقية فى التمثيل؟

ونحن طلاب فى الفرقة الثالثة قمنا بتكوين “ستوديو الممثل” فكرة الفنان محمد صبحى، وقدمنا مسرحية “هاملت” لشكسبير، وحدث ولا حرج مصر كلها كانت مهمومة بالفن وكل الناس حضرت العرض لأنه لم يكن هناك مسرح واحد فى البلد يفتح أبوابه للجمهور بسبب نكسة 1967، الحياة الفنية كانت متوقفة ونحن الوحيدين من نعرض، وقدمنا عرضا فى مسرح الهواء الطلق على واجهة الأكاديمية، وجاء كل فنانى مصر بما فيهم يوسف وهبى لمشاهدة العرض البديع الذى أصاب كل الحضور بالانبهار.

*كيف كان ردة فعل نجيب سرور على أدائك بالمسرحية؟

جاء أستاذى نجيب سرور برفقة جلال الشرقاوى لحضور المسرحية وبعد انتهاء العرض صعدوا لخشبة المسرح لتقديم التحية، وفوجئت به بعد مصافحتى يركع ويقبل يدى وأشار للحضور قائلا: “ده تلميذى أنا”.

*ماذا عن رأى لويس جريس؟

أشاد بأدائى وقال لى: “شاهدت على السير لورانس أوليفييه فى لندن وأنت لا تقل بأى حال من الأحوال عنه، كنت أقدم شخصية الملك كلوديوس”.

*بالعودة للوراء مجددا.. هل تسبب مخرج مسلسل السيرة الهلالية فى غضبك؟

كنا نصور فى شهر رمضان فى وجود 200 كومبارس يمثلون قبائل الهلايل والخيالة، وفى مشهد مبارزة مع الملك الذى يجسده الفنان كمال أبو رية، طلب منى المخرج مجدى أبو عميرة أن يسقط سيفى على الأرض خلال المبارزة تنفيذا للسيناريو فقلت له: كيف لسيف دياب قائد الجيوش الذى لم يهزم أن يسقط سيفه أرضا وسيف هذا الملك الحقير يظل فى يده؟ فأخبرنى أننى وقعت العقد ملتزما بنص السيناريو، فقلت له لا تبديل لكلمات الله فقط، إنما أى سيناريو يمكن تغييره وتعديله وتقطيعه وإلغائه، فأشار لى أن المؤلف يسرى الجندى موجود بالتصوير ويصر على تنفيذ ما كتبه، فطلبت منه أن يأتى السيناريست وينفذ هو المشهد بدلا منى، وظل المخرج يلح على سرعة تنفيذ المشهد والالتزام بالنص لأنه يتبقى على أذان المغرب دقيقتان فقط وفريق العمل يرغبون فى الإفطار فرفضت بشدة وصممت على رأيى بأن لا يسقط سيف دياب على الأرض، فخضع المخرج لرغبتى وصارت مثلا”سيف دياب ميقعش على الأرض”.

*هل وفاة عبد الله غيث فى منتصف تصوير مسلسل “ذئاب الجبل” أثر سلبا على العمل ودورك؟

وفاته ذبحت شخصيتى بالمسلسل، هناك مشاهدة عديدة تم حذفها ولم تصور بسبب رحيل عبد الله غيث، وأؤكد لك أن العمل كان سينجح أكثر من النجاح الذى حققه مليون مرة لو صورت تلك المشاهد المحذوفة.

*بعد مرور أكثر من 30 عاما على ذئاب الجبل.. احكِ لنا قصة المشهد المحذوف لك من المسلسل؟

يستعيد نص الحوار: “علوان البكرى بيصبح يقابلنى على القهوة ويقول لى أنا نويت والنية لله أتجوز بنت العمدة اللى فى البلد اللى جارنا، فأقول له: يا واد أنت مسخت مساخة ووسخت أنت أوسخ من وسخ الودان، يعنى بتتوسخ مع الغوازى وجلنا ماشى، لكن تتجوز على الولية مرتك بفلوساتها يخرب بيت اللى جابك. فيقول لى بتشتمنى؟! فأقول له: واضرب اللى جابك كمان، فنتشاجر والشخص اللى بيحجز بينا يقول لى يعنى معجبكش أنه هيتجوز على الولية بفلوساتها طب تقول إيه لما تعرف إنه هو اللى خطف مهجة ودفنها وهى حامل؟! يقول لى: أنا أفهمك. وأنا مخى راح فأدخل عليه وأخنقه لغاية لما اطمئن إن روحه طلعت، وبعدين أمد إيدى فى جيب السديرى أطلع المطواة وأشق صدره وأمد يدى أطلع الكبد وآكله، ثم أقول باكيا: “حياة الوحش والجبل أرحم من حياة البشر ويطلع الجبل"، ولو صور ذلك المشهد كان المسلسل أفضل مما ظهر مليون مرة.

*ما حقيقة اعتذارك فى البداية عن عدم المشاركة بمسلسل رأفت الهجان؟

عندما ذهبت لتوقيع العقد أبلغنى المخرج يحيى العلمى بأننى سأظهر فى آخر 3 حلقات من الجزء الأول فاعتذرت له بلباقة، ووعدته بأن نلتقى فى أعمال أخرى، فرفض اعتذارى وصمم على تواجدى وهو مخرج الكل يتمنى العمل معه ولكن الشخصية لم تكن مغرية بالنسبة لى، فأوضح لى أن الجزء الأول تمهيد للحدوتة أما فى الجزء الثانى سأكون بطل القصة وبسيف الحياء وقعت العقد قبل أن أقرأ السيناريو.

*شاركت فنانين كبارا فى أعمال فنية عظيمة، من الأقرب إلى قلبك؟

رصدت الفنان الراحل كمال الشناوى قبل دخولى أكاديمية الفنون، هو فنان تشكيلى قبل أن يكون فنانًا فى الأداء التمثيلى لأنه كان أستاذ بكلية الفنون الجميلة، كنت متيمًا بالكاريزما الخاصة به واهتمامه بأناقته ورأيته بمنزلة حدوتة فنية، ولاحظت أنه فى كل دور كان يرتدى خاتما وساعة يد، وعندما بدأت العمل فى مسلسل “أحلام عادية “ مع يسرا أو “هوانم جاردن سيتي” كنت حريصا على ارتداء فى كل عمل ساعة وخاتمين وهذه خصلة ورثتها عن كمال الشناوى.

*وماذا عن الزعيم عادل إمام؟

فنان جميل وربنا كتب له شعبية غير مسبوقة، وشاركته التمثيل فى 6 أفلام أبرزهم شمس الزناتى وشعبان تحت الصفر.

*ما السر وراء انقطاع علاقتك بالزعيم بعد شمس الزناتى؟

لم يصدق سلوكى معه، وقت تصويرى مسلسل ذئاب الجبل وخصوصا مشهد تهريب أحمد عبد العزيز كان أول يوم تصوير لى فى شمس الزناتى باستوديو مصر، وكان ميعاد تواجدى هناك الساعة الواحدة ظهرا ولظروف خاصة بالديكور وتأخر التصوير فى ماسبيرو وصلت لاستوديو مصر الساعة الخامسة مساءً.

*كيف كان رد فعل عادل إمام بعد تأخرك عن التصوير؟

شعرت بأنه سيموت غيظا لأنه أتى فى موعده وكل الفنانين كذلك بينما أنا سبب تأخير التصوير، دخلت واعتذرت للجميع واخبرتهم بأن إنتاج المسلسل تواصل مع إنتاج الفيلم وأخبرتهم بسبب تأخيرى، بعدها اتجهت لعمل المكياج وارتداء ملابس الدور وإذ بأحد الأشخاص يأتى لى ويخبرنى بأن عادل إمام يستشيط غضبا منى لأننى لم أختصه هو بالاعتذار وقدمت اعتذارا عاما لفريق العمل، فأخبرته بأننى لم ارتكب خطية خاصة أن هناك تنسيقا بين الإنتاج فى العملين، وهذه أوجعت الزعيم منى.

*وكيف كانت كواليس التصوير مع عادل إمام بعد الأزمة؟

لم يظهر غضبه ولكن كان واضحا لى أنه يحمل بداخله غضبا كبيرا تجاهى، وفى يوم تصوير بسقارة شعرت بالجوع وقتها قررت أن أختلى بنفسى أثناء الأكل فاستقليت سيارتى ودخلت فى نصف الجبل وقت الظهيرة بينما فريق العمل يتوارى تحت ظل القرية التى بُنيت خصيصا لمشاهد البدو فى الفيلم، فجأة وأنا جالس فى سيارتى وجدت عادل أمامى وكان يتصبب عرقا بسبب حرارة الطقس وقال لى: “إيه يا حمام ده معقول بسألهم قالولى أنك بتاكل؟ بتاكل إيه بقى؟ “ فأخبرته بأننى آكل الكريز، ليعلق الزعيم: “يا راجل كريز وده ميبوظش من الحر؟ “ فأجبته بأننى احفظه فى الكولمان، ليعقب عادل إمام: “ايه الجمال ده..طيب مفيش إتفضل، والمصحف هما حذرونى انى مطلبش حاجة من أكلك بس أنا مصدقتش طيب إدينى قطف كريز”، فقلت له: “على الطلاق ولا حباية “- من خصالى أننى لا أحب أن يمد أحد يده فى أكلى قبل أن أعزمه.

*الزعيم عادل إمام كان كريما معك بعد موقفك معه؟

زرته خلال تصويره فيلم “قاتل ما قتلش حد” وإذ بى أفاجأ به يقدم لى وليمة عظيمة وكأنه يرد لى الواقعة فأكلت الساندوتشات ورحلت، فنحن بينا مواقف كثيرة طريفة.

*لقبت بفارس المسرح العربى..هل هناك قصة وراء اللقب؟

منذ فجر تاريخ المسرح قَاطبَة لم يعتلِ ويركب خشبة أبو الفنون بالخيل إلا أحمد ماهر، وظهر ذلك فى مسرحية “عرابى زعيم الفلاحين” خلال المشهد الذى جمعنى بالخديوى، والفصل الأول بمسرحية “لولي” كله وأنا على ظهر الفرس أدخل من أقصى شمال المسرح فى اتجاه الصالة لدرجة أن الجمهور فى الصالة يفزعون خوفا من نزولى عليهم وفجأة يجدونى فى منتصف خشبة المسرح فيضحكون ويستقرون فى مقاعدهم، وعلى مسرح البالون وأنا طالب بالفرقة الأولى قدمت الناصر صلاح الدين الأيوبى وأمير الحج فيما يسمى “القاهرة فى ألف عام”.

*ركوب الخيل ليس بالأمر السهل.. من علمك هذه المهارة؟

أنا تلميذ العملاق الرائع الفنان الراحل أحمد مظهر فهو من علمنى ركوب الخيل، بعدما رشحت لبطولة مسلسل المفترض أجسد فيه صاحب مزارع خيول وأنا فى الحقيقة لا أجيد حتى ركوب الحمار، فالمنتج أحضر لى ملابس الفروسية ودفع لى اشتراك نادى الفروسية وبدأت أذهب للنادى أتمرن وإذ بى أفاجأ بأحمد مظهر أمامى وسألنى عن سبب تواجدى فأخبرته القصة فطلب من المدرب أن يتولى تدريبى وتولى مسئوليتى.

*وما رأيك فى الحركة المسرحية الآن؟

المسائل تاهت الوضع تغير، فى الماضى كان لكل بيت مسرحى له طابع القومى يقدم الأعمال التليدة سواء إذا كان إنتاجا أوروبيا أو أجنبيا أو كتابات مصرية وكان عندنا كتاب عماليق مثل ميخائيل رومان وألفريد فرج وسعد الدين وهبة ويوسف إدريس وعبد الرحمن الشرقاوى وصلاح عبد الصبور، أما اليوم ظهرت أقلام لم تترك بصمات والغريب فى المسألة أن فنانى القطاع العام بدأوا يلهجوا ما يقدم وأسلوب يتماهى مع أداء القطاع الخاص ومن هنا تاهت الأشياء.

*هل توافق على المشاركة فى تجربة مسرح مصر؟

بكل تأكيد سأرفض، ولست راضٍيا عما يقدمونه، اعتبرها تجربة فاشلة حيث إنها تعتمد على ألفاظ يندى لها الجبين، إلى جانب عدم وجود هدف من العروض.

*كيف تنظر لموهبة أحمد مكى؟

لدى تحفظات على أدائه هو ومحمد رمضان التمثيلى، وكلامى عنهما سيؤثر بالسلب عليهما.

*شاركت مؤخرا فى مسلسل “صيد العقارب” وعدت من خلاله إلى الدراما الصعيدية هل لمست فارقا بينها وبين الدراما الصعيدية التى قدمتها فى فترات سابقة؟

تُهت غراما بعد قراءة 3 حلقات فقط من المسلسل فوقعت على العقد، وهى شخصية مختلفة تماما عما قدمت، هنا أنا الأب الوارث عن الصعايدة مسألة الثأر إبنه قتل والذى قتله إبن الصديق الصدوق الغالى فيحدث انقلاب مجنون فى تلك الصداقة، وتدبر له حادث بيعجز عن الحركة ويبقى قعيد الكرسى ليحارب من خلال ابنته.

*ماذا عن كواليس التصوير مع غادة عبد الرازق؟

كانت تتلجلج أمامى خلال تصوير المشاهد ولكنى أحبها لأنى التقى معها كونها بنت بلد وتتسم بالجدعنة وتتعاون مع العاملين فى المسلسل وتشيع حالة من البهجة منذ اللحظة الأولى فى اللوكيشن، واشتكتنى لمخرج صيد العقارب لخوفها من ادائى التمثيلى العميق، واعترفت لى مؤخرا أنها كانت تخاف المرور من أمام غرفتى فى السيرة الهلالية لأن الشخصية كانت جبارة لدرجة أن الخيالة كانوا يتخوفون من الفرس الخاص بى.

*ما هى أصعب شخصية قدمتها خلال مسيرتك؟

شخصية دياب بالسيرة الهلالية، وأحضرت لها إكسسوارات نادرة، السيف من مدينة طليطلة فى إسبانيا، لدى مشاهد مرعبة وجبارة مثل قطع رأس أمير تونس الذى جسد شخصيته هادى الجيار، فى قاعة الحكم، وخروجى بها لأهل تونس، ومشهد آخر وأنا أقلع عين ملك تونس الذى جسد شخصيته محمد وفيق.

*برأيك ما السر وراء تراجع واختفاء المسلسلات الدينية والتاريخية والتى كانت تحتل علامة بارزة فى الدراما المصرية؟

تلك الأعمال تحتاج لميزانيات ضخمة وإنتاج كبير فى ظل أن شركات الإنتاج أصبحت لا تنفق بالقدر الكافى، إلى جانب اختفاء وزارة الإعلام التى كانت تتولى مسئولية تلك النوعية من الأعمال.

*ما رأيك فى مسلسل الحشاشين؟

للأسف لم أشاهده ولكنى ضد عرض المسلسل باللهجة العامية، الأعمال التاريخية والدينية يجب أن تُقدم باللغة العربية لأن اللغة العربية لها ألقها وقدرها وتضفى على العمل حالة من الجلال.

*ما الشخصية التاريخية التى تحلم بتقديمها ولم يحالفك الحظ حتى الآن؟

سيدنا الحسين بن على كرم الله وجهه، وأنا أول من قدم شخصية حمزة بن عبد المطلب قبل عبد الله غيث فى الرسالة، قدمتها فيما يسمى بـ على هامش السيرة.

*وما هو ردك على اتهامك بأنك شيعى الهوى؟

هل من يحب الحسين يكون شيعيا، أبى سُنى وعلمت أولادى السُنة، من أدخلهم مساجد السُنة غيرى أنا.

*أحمد ماهر صوفى أو أقرب للصوفية؟

أنا أقرب إلى الصوفية وحبى لها من تربية أمى رحمة الله عليها.

*ما الرسالة التى توجهها لأهل غزة فى ظل الظروف القاسية التى يعيشها النازحون بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلى؟

قلوب الأرض معكم وكل البشرية الحرة ترفع أكفها إلى السماء تطلب لكم الرحمة والسكينة وأن يدخل شهداءكم الجنة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية