أسامة أنور عكاشة.. حكايات نجيب الدراما العربية وأسطى مسلسلات الأجزاء.. اهتم بالحارة الشعبية والبسطاء.. ورحل في مثل هذا اليوم قبل 14 عامًا
أسامة أنور عكاشة، عبقرى الدراما وعمدة الدراما وفيلسوف الدراما، كاتب مبدع استطاع رصد أحوال المجتمع المصري وتحولاته بجدارة، كما لقب نجيب محفوظ الدراما العربية، الكاتب الملحمى، أسطى الدراما، ورائد مسلسلات الأجزاء، رحل في مثل هذا اليوم 28 مايو عام 2010.
اهتم أسامة أنور عكاشة بالحارة الشعبية والبسطاء في أعماله، عرف بخفة الدم والفكاهة وانتقاد الأوضاع بالسخرية والقفشات الضاحكة ولقب أيضا بالكاتب الملحمي، وكون ثنائيا ناجحا مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، حيث قدما سويا أنجح الأعمال الدرامية أشهرها "ليالى الحلمية".
الحب عنده شعور يعنى البقاء
ولد الكاتب أسامة أنور عكاشة في طنطا عام 1941، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدارس كفر الشيخ؛ حيث كان يعمل والده تاجرا، توفيت والدته وهو لم يجاوز السادسة، وكان لذلك الحرمان أكبر الأثر في شخصيته من خلال الحب الذي جسده في كل أعماله فهو يقول عن الحب “أنا قلبي زي الموبايل، والحب هو بطارية الشحن، بدونها يتوقف عن العمل، فأنا لا أستطيع الحياة دون حب، فهو شعور يعني لي البقاء ".
أخصائى نفسى بالتعليم والأحداث
التحق بقسم الدراسات الاجتماعية والنفسية بجامعة عين شمس التي تخرج منها عام 1962، وهذا ما ساعده على التعمق فى دراسة النفس البشرية وصراعاتها الداخلية، عمل بعد تخرجه فى وزارة التربية والتعليم ومؤسسات الأحداث ثم أخصائيا اجتماعيا بجامعة الأزهر حتى قدم استقالته فى نهاية السبعينات.
تفرغ للكتابة فقدم العشرات من الأعمال الأدبية وكان أولها مجموعة قصصية بعنوان " خارج الدنيا " تبعها مجموعة أحلام في برج بابل، مقاطع من أغنية قديمة، منخفض الهند الموسمي، وهج الصيف، سوناتا لتشرين، تحول بعد ذلك إلى الكتابة الدرامية على يد الكاتب سليمان فياض الذى اكتشف موهبته فى الكتابة مع قراءة أول مجموعة قصصية له وإعد إحداها فى سهرة تليفزيونية بعنوان " الحصار "، بعدها طلب منه كتابة السيناريو مباشرة.
الانسان والحبل أول سيناريوهاته
كتب اسامة أنور عكاشة السيناريو لأول مرة فى مسلسل “ الإنسان والحبل “ مع كرم النجار، تبعه مجموعة كبيرة من المسلسلات منها: ومازال النيل يجرى، وقال البحر، أميرة من عابدين، امرأة من زمن الحب، ضمير أبلة حكمت، أهالينا، أبو العلا البشرى، الحب وأشياء أخرى، المشربية وغيرها، وعرض له بعد رحيله مسلسل ” راجعين ياهوا ”.
عشق أسامة أنور عكاشة الاسكندرية فكان شبه مقيم بها، حيث يراها فى الشتاء أجمل وأروع، وخصص لنفسه صومعة للكتابة فى سيدى بشر، ومن هذه الصومعة خرجت روائعه الدرامية: الراية البيضا،، زيزينيا ، عفاريت السيالة ومعظم الأعمال التي أنتجها عكاشة في سنواته العشرة الأخيرة صدرت من أمام بحر سيدي بشر.
كان الكاتب أسامة أنور عكاشة اول من وضع قواعد مسلسلات الاجزاء على الشاشة الصغيرة فقدم ليالى الحلمية ، الشهد والدموع، المصراوية.
الى جانب المسلسلات اهتم اسامة انور عكاشة بتقديم السهرات التلفزيونية أيضًا، فكتب قرابة خمسة عشر عملًا من أهمها: تذكرة داود، العين اللي صابت، الشرير، الكمبيوتر، البراءة، مشوار عيد، الملاحظة، الغائب، سكة رجوع، حب بلا ضفاف.
بسبب نجاحه السريع منذ البداية تعرض الكاتب أسامة أنور عكاشة لصعوبات شديدة وحرب ممن حوله الا انه ككاتب مبدع استطاع الصمود أمام عتاولة كتاب الدراما الذين سبقوه ويحكى عن ذكرياته فى هذا ويقول: فى بدايتي الدرامية ونجاحي الكبير حاول أحد المخرجين الكبار تدميرى ليس لشيء سوى أننى كنت قد ذهبت إليه عقب نجاح مسلسل "المشربية"، وطالبت برفع أجري.. فما كان منه إلا أن حاول تحطيمى بالقول: "أنت مين وسط العتاولة اللى بيكتبوا الدراما"، وأعلن أمامى أنني ولا حاجة، وبكيت فى هذا اليوم وقضيت ليلة فى هذا اليوم من أقسى الليالى وأصعبها، وفى نفس الوقت كنت أعتبر نفسى كاتب قصة واعدا، ومع مرور الأيام والسنين وعقب النجاح الذى حققه مسلسل "أبو العلا البشرى" التقيت بهذا المخرج الذى وسط المخرج محمد فاضل لكى أكتب له مسلسلا يقوم هو بإخراجه، فقلت " دلوقت عرف مين اسامة انور عكاشة "..
وأضاف عكاشة: بعد ذلك نفس الشخص دفع هذا الشخص فى طريقى بشاب ادعى أنى سرقت منه فكرة مسلسل والمؤسف أنهم تلقفوه فى الصحف وبدأوا تقطيعى وقالوا عني مجرد شائعة، متناسين ليالى الحلمية، أبو العلا البشرى، أرابيسك، وغيرها.
الاسكندرانى والباب الاخضر عرضا بعد الرحيل
اتجه اسامة انور عكاشة الى الكتابة للسينما لكن كان تركيزه على الدراما وقدم عددا قليلا من الافلام منها "كتيبة الإعدام" وفيه يتحدث عن الخيانة والانفتاح الاقتصادى واختراق القانون، تحت الصفر، "الهجامة " يستعرض انتفاضة الشعب فى السبعينات، دماء على الأسفلت"، وعرض له بعد رحيله بـ 14 عاما هذا العام فيلم “ الاسكندرانى ”، وقبله عرض “ الباب الاخضر ”..
فى المسرح كتب عكاشة ولاد اللذينة
ولم تقتصر إبداعات عكاشة على التلفزيون فأعطى للمسرح والسينما أعمالًا مميزة، وإن لم يحقق فيها النجاح الذي حققه في الدراما؛ فكتب مسرحيات منها؛ "القانون وسيادته" لمسرح الفن، و"البحر بيضحك ليه" لفرقة الفنانين المتحدين، و"الناس اللي في التالت" للمسرح القومي، ومسرحية "ولاد اللذين" للقطاع الخاص،
بسبب جرأته وصراحته الشديدة كتب أسامة أنور عكاشة مقالا في جريدة الأهرام، بعنوان ( أبناء الزنا كيف صاروا أمراءً للمسلمين)، ليضع نفسه في مواجهة خاسرة أمام الأزهر الشريف، الذي أعلن الحرب على الروائى الشهير، بعد أن نال من شرف أمهات الصحابة والتابعين، وكان أشهر من تناولهم هو عمرو بن العاص، فاتح مصر دون أصل أو دليل ملموس مكتفيل بكلمة " روى " ، مما جعل الأزهر يرفض المقال شكلًا وموضوعًا، ويهدد عكاشة إذا لم يعتذر.
وعكة صحية كبيرة قبل الرحيل
قبل الرحيل بسنوات قليلة أصيب اسامة أنور عكاشة بالفشل الكلوي والسكر والقلب، وكان يخرج من أزماته الصحية بعمل جديد يسعد به الجمهور، واستمر فى العطاء حتى انه يوم الرحيل كان منشغلًا بكتابة مسلسل جديد بعنوان "تنابلة السلطان"، ويعد للجزء الثالث من "المصراوية"، مؤكدا مقولته الشهيرة "أتمنى أن أكتب حتى آخر لحظة في حياتي ولا أشعر في أي وقت بأني عاجز عن إمساك القلم.. فالكتابة بالنسبة إلي كالماء بالنسبة إلى السمك، أموت عندما ابتعد عنها ".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
