خبيئة الدير البحري.. 143 عاما على الاكتشاف المذهل.. عنزة عبد الرسول ترشد الأسرة بالصدفة.. 10 سنوات أخفوا السر وفضحهم التهريب.. 15 مومياء ملكية بالمقبرة «320TT»
143 عاما على اكتشاف خبيئة الدير البحري، واحدة من أهم وأضخم الاكتشافات الأثرية في تاريخ مصر، التي قادت الصدفة إلى اكتشافها عن طريق «ماعز» تعود إلى أسرة عبد الرسول بالبر الغربي لمحافظة الأقصر، حينها انقلب العالم رأسا على عقب من شدة هول المومياوات المكتشفة لعدد من ملوك وملكات الفراعنة.
خبيئة الدير البحري
إلى جبال البر الغربي بمدينة القرنة التي تعج بدفائنها الثمينة، فالصحراء القاحلة المليئة بالحشائش الجافة، كانت مرعى أغنام عائلة عبد الرسول، ففي بادئ الأمر شردت إحدى الأغنام عن القطيع، إذ أكتشف أحمد عبدالرسول الأمر عندما وجد نقصا في عددهم.
حل الظلام ليلًا عام 1871 ليقوم أحمد عبد الرسول بالبحث عن العنزة التي شردت منه سهوا، ويقتفي خطواتها إذ سمع صوتها نابعا من أحد الجبال وسط الصخور، ليسرع إليه، ليجدها سقطت في بئر عمقها لا يتعدى 10 أمتار، فنزل إلى البئر لإنقاذها، ليجد ما لا لم تره عيناه من قبل، من توابيت فرعونية وحلى وأواني حفظ الأحشاء، وتماثيل ذهبية وأخرى أوشابتي، وزهريات.
العنزة والصدفة
كنز أثري ضخم
يقول الدكتور الطيب غريب الباحث الأثري، إن خبيئة الدير البحري الملكية، هي إحدى الخبايا التي تم العثور عليها عن طريق الصدفة وذلك عن طريق أحد أفراد أسرة عبد الرسول الشهيرة بالقرنة بالبر الغربي بطيبة القديمة «الأقصر» حاليا، حيث خرج أحد أفراد العائلة ويدعى أحمد عبد الرسول لرعيّ الأغنام والماعز على عادة أهالي المنطقة في ذلك الوقت وبالقرب من معبد الملكة حتشبسوت بدير البحري.
ويضيف الباحث الأقصر لـ «بوابة فيتو» شردت أحد هذه الماعز بعيدا عن القطيع الأمر الذي استدعى من أحمد عبد الرسول متابعة مطاردة هذه المعزة، إلا أنها وعلى حين غرة اختفت تماما من أمام عينيه بطريقة غريبة ومريبة، وعندما تتبع مكان اختفائها، وتتبع أثرها وجدها قد سقطت في حفرة عميقة مما دعاه إلى الاستعانة بأخيه وهو محمد عبد الرسول الذي تبعه بحبل طويل وقوي في هذه الحفرة.
لينزل أحمد عبد الرسول ليرى أين وصلت المعزة؟ وحيث وجدها قابعة في قاع هذا البئر، ولكن كانت المفاجأة عندما عثر أحمد عبد الرسول على مجموعة ضخمة من الكنوز داخل هذه الحفرة من جعارين وتوابيت وأوشابتي ومومياوات ومشغولات ذهبية مختلفة تعود الحضارة المصرية القديمة ويعتقد أن ذلك كان في عام 1871.
أسرة عبد الرسول تخفي السر
ويتابع الباحث الأثري: استمر الشقيقان في حفظ سر هذا المكان في حدود الأسرة، لمدة 10 سنوات، وبدأت قطع الآثار التي تم العثور عليها في هذه المقبرة تظهر بين أيدي التجار والهواة وجامعي التحف وحيث تم عرضها في مزادات مختلفة في أوروبا الأمر الذي أثار الريبة واسترعى انتباه سلطات التحقيق في مصر بسبب غرق السوق الأوروبية بمجموعة كبيرة من الآثار المصرية المختلفة غير مسجلة الأمر وغير المعروفة الذي أصابهم بالريبة والشكوك حول هذا الأمر.
افتضاح السر
ويوضح أن السلطات المصرية آنذاك بدأت في عمل التحريات وبعد سلسلة من المغامرات والتحقيقات المختلفة، إذ قام الأخوان أحمد ومحمد عبد الرسول بالاعتراف تفصيليا عن تلك الحفرة التي أخذت منها كل هذه الآثار وتم بيعها لجامعي التحف وتجار الآثار الذين قاموا بعرضها في مزادات مختلفة في أوروبا.
المقبرة 320 TT
ويشير إلى أن المفاجأة حدثت وتم العثور على المقبرة 320 TT رسميًا في عام 1881 ميلاديا، والتي كانت معدة للسيدة «أن حعبي» أو «أن حابي» من عصر الدولة الوسطى وفي عهد بانجم الثاني تم توسيع المقبرة لتستوعب كافة التوابيت وأدواتها الجنائزية ليتم الكشف عن عدد هائل من مومياوات ملوك مصر.
مومياوات الخبيئة
ويؤكد الدكتور الطيب غريب الباحث الأثري، أن خبيئة الدير البحري ضمت اكتشاف مومياوات ثمان الملوك «اسقنن رع، وأحمس، وامنحتب الأول، وتحتمس الأول والثالث، ورمسيس الأول، سيتي الأول، ورمسيس الثاني».
بالإضافة إلى وسبع مومياوات أخرى لملكات من الأسرات الثامنة عشرة وحتى الحادية والعشرين، هي «أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس، وست كامس، ونجمت زوجة حريحور، وحنوت تاوى والدة أو زوجة بانچم الأول، وماعت کارع زوجة اوسركون الأول، وإست أم خب ابنة من خبر رع، ونس خنسو زوجة بانچم الثاني».
ويستطرد أنه قد تم نقل كل هذه المومياوات على عجل بواسطة اميل بروكش والأثري المصري أحمد كمال باشا حيث قاما بتأمين نقل المومياوات والأثاث الجنائزي والكنوز الاثرية التي تم اكتشافها خلال 48 ساعة، ليتم الكشف عن أضخم خبيئة للمومياوات الملكية في تاريخ مصر.
معنى كلمة خبيئة؟
ويستكمل الدكتور الطيب غريب حديثة الباحث الأثري لـ «بوابة فيتو»،ان معنى كلمة خبيئة اللغة تعني الشيء المخبأ أي المستور أو المخفي أو المحفوظ أو المدفون لحفظه وستره والخبيئة مكان ما تم ستره وإخفاؤه، والسبب الرئيسي للخبيئة في مصر القديمة التي كانت تحدث في بعض من فترات التاريخ المصري القديم كان الدافع الرئيسي والأساسي وراه هو حفظ الكنوز سواء من تماثيل أو توابيت أو مومياوات تخص فترات زمنية معينة في مكان واحد والداعي لكل ذلك كان هو المحافظة عليها من عبث العابثين واللصوص والغزاة أحيانًا.
ويؤكد الباحث الأثري أن بعض هذه الخبايا تمت في فترات الاضمحلال وضعف الدولة حيث كان يقوم كهنة المعبد في تهيئة مكان لحفظ هذه الكنوز والتي كانت تعبر لديهم عن جزء من التاريخ وذاكرة الأمة المصرية، يجب الحفاظ عليها فكانوا يقومون بحفر حفرة عميقة في مقبرة وأحيانا أسفل الأرضية المعبد وحفظ هذه الكنوز سواء بطريقة مرتبة ومنظمة أو بطريقة عشوائية ثم يقومون بإعادة الأحجار والأرضيات عليها أو غلق المقبرة وأحيانا أخرى.
ويضيف أن الكهنة وبعض الوطنيين كانوا يقومون بنفس الفعل، ولكن هذه المرة بسبب الغزو وذلك لحفظ الكنوز الوطنية من تماثيل أو برديات أو توابيت وأحيانا أجساد الملوك أي المومياوات حيث يحافظ عليها من عبث الغزاة المحتلين، وقد تم احتلال مصر قديما أكثر من مرة مثلما حدث من قبل الهكسوس ثم في العصور المتأخرة من قبل الآشوريين والفرس، ثم من بعدهم اليونانيين الإغريق.
6 خبايا في الأقصر
ويوضح الباحث الأثري أنه قد تم العثور على العديد من هذه الخبايا نذكر منها على سبيل المثال خبيئة الكرنك، وخبيئة معبد الأقصر، وخبيئة الدير البحري، وغيرها من الخبايا التي تم العثور عليها غالبا عن طريق الصدفة البحتة وكانت تحوي العديد من الكنوز المختلفة من الآثار المصرية، مشيرا إلى أنه قد بلغ عددهم 6 خبايا حتى الآن في الأقصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.