رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الرعاية الحرجة في "الصحة": عدد الأَسِرًة يغطي كل سكان مصر ولكن الوصول لصفر انتظار صعب.. ومعظم أطباء هذا التخصص سافروا للخارج (حوار)

خلال الحوار،فيتو
خلال الحوار،فيتو

>> ألزمنا المستشفيات بالإبقاء على مرضى الطوارئ لحين توفير سرير رعاية
>> تخصص الرعاية الحرجة من الأقسام الصعبة والمجهدة وغير الجاذبة لأن العمل فيه كثير 
>> الصحة ألزمت المسشفيات بإبقاء المريض فى قسم الطوارئ لحين توفير سرير رعاية مركزة له
>> نجرى دراسات مستمرة عن كفاية الأسرة بكل محافظة ولا نغض الطرف ونقول كله تمام
>> تعاقدنا مع مستشفيات خاصة لتوفير أسرَّة رعاية مركزة والمريض لن يدفع فيها جنيها
>> هذا سبب العجز فى أطباء الرعاية المركزة والطوارئ
>> أغلب الرعايات المتوفرة كانت للقلب فقط وتوسعنا فى توفيرها بوحدات السكتة الدماغية 
>> مدة الانتظار منذ عام كانت 70 ساعة وانخفضت حاليا إلى 20 ساعة
>> لدينا 7900 سرير رعاية مركزة بمستشفيات وزارة الصحة و4581 حضانة
>> لدينا طفل يولد كل ثانية يحتاج «حضانة»
>> المريض لن يدفع أى جنيه في مشروع رعايات مصر
>> أهل المريض أحيانا يرفضون سرير الرعاية بسبب المكان وبعض الحالات يمكن أن تتوفى 
>> الكل يريد الدخول للرعاية المركزة والحالة قد لا تستدعى

 

الرعاية الحرجة والعاجلة من أهم ملفات وزارة الصحة، فهى المسئول الأول عن الطوارئ والحوادث والكوارث التى تقع فى جميع أنحاء الجمهورية والمسئولة عن إنقاذ آلاف الحالات يوميا ممن يترددون على أقسام الطوارئ فى كل المستشفيات، تختص بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية لمرضى الطوارئ وتوفير أسرة الرعاية المركزة والحضانات وأيضًا يقع تحت مسئوليتها مراكز علاج الحروق والسموم.

وملف توفير أسرة الرعاية المركزة والحضانات من أهم التحديات التى تواجه وزارة الصحة على مدار تاريخها وكثيرًا ما يشكو المرضى من صعوبة توفير سرير رعاية مركزة أو حضانة لحديثى الولادة أو الانتظار لفترات طويلة ويسلط الإعلام الضوء دائمًا على هذه المشكلة.
لذلك حاورت "فيتو" الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة للحديث عن هذه المنظومة وخطط وزارة الصحة لتطوير منظومة الرعايات المركزة فى مصر والإجراءات التى تتخذها لتوفير سرير لمريض ومبادرة كل ثانية حياة التى ساعدت فى إنقاذ الآلاف من حالات الجلطات القلبية، وإلى نص الحوار:

 

*بداية ما هى المعايير العالمية فى عدد أسرَّة الرعاية المركزة؟

المعايير العالمية التى نتبعها سرير لكل 7 آلاف مواطن، وتسعى الإدارة وفقًا للإمكانات المتاحة من توفير المستشفيات والقوى العاملة الاستفادة بكل ما هو متاح، وصيانة الأجهزة بغرف الرعايات المركزة والحضانات للعمل بشكل جيد وكذلك تدريب الأطباء والعاملين فى الرعاية المركزة لأنه لا بد أن يكون الفريق الطبى على دراية بالأدلة العلمية الحديثة.

*كيف يتم تطوير الخدمة داخل وحدات الرعاية المركزة؟

الحرص على صيانة الأجهزة الطبية باستمرار لأن سرير الرعاية بدون أجهزة أصبح سريرا داخليا، فهو يضم أجهزة تنفس صناعى وجهاز مراقبة وأجهزة ضخ المحاليل ويتم الاطلاع على بروتوكولات العلاج العالمية وتمصيرها وفقًا للإمكانات المتاحة، وقد نجحنا فى إعادة عمل أسرة رعاية مركزة خارجة عن العمل لتزيد من عدد الأسرة الرعاية المركزة كما استطعنا زيادة أسرة أقسام الحروق والسموم.

*ما عدد أسرة الرعاية المركزة داخل مستشفيات وزارة الصحة؟

لدينا 7900 سرير رعاية مركزة فى مستشفيات وزارة الصحة و4581 حضانة و1134 سرير رعاية مركزة للأطفال، وحسب عدد السكان نحتاج ما يقرب من 14 ألف سرير منهم 7900 لوزارة الصحة وباقى الأسرة موزعة لدى القطاع الخاص والمستشفيات الجامعية ومستشفيات الشرطة، أى أن إجمالى عدد الأسرة فى مصر يكفى مقارنة بعدد السكان.

*ما الجديد الذى تقدمه وزارة الصحة لمرضى الحالات الحرجة فى مصر؟

نسعى لجودة الخدمة المقدمة وتم تدشين مشروع رعايات مصر لإحكام الرقابة على أسرة الرعاية المركزة فى كل المستشفيات والتوسع فى الرعايات المتخصصة لأنه يوجد رعاية عامة ورعاية قلب ومخ وأعصاب وصدر وأقسام الحروق والسموم ورعاية أطفال.

ووزارة الصحة تسعى لتوفير كل أنواع الرعايات فى كل محافظة أملا فى أن المواطن لا يضطر للخروج من محافظته لتلقى الخدمة وكانت أغلب الرعايات المتوفرة للقلب فقط وحاليا تم التوسع فى توفير رعاية وحدات السكتة الدماغية لعلاج جلطات المخ، حيث يحتاج المريض فيها إلى حقن مذيبة لجلطة المخ وعامل الوقت يفرق مع المريض حتى لا يصاب بإعاقة أو شلل أو وفاة، ولدينا تعليمات من الوزير بمساواة الخدمة فى كل المحافظات حتى فى المحافظات الحدودية والنائية وأرسلنا فرقا لدراسة احتياجاتها من أجل تحقيق العدالة الطبية فى تلقى الخدمة لجميع المواطنين.

*لماذا يشكو المرضى دائمًا من وجود نقص فى أسرة الرعاية المركزة والحضانات؟

نجرى دراسات مستمرة عن ما إذا كانت الأسرة كافية وفق كل محافظة حسب عدد السكان ولا نغض الطرف ونقول كله تمام، المشكلة ليست فى عدد الأسرة ولكن فى تشغيل أقسام الرعاية المركزة، لأن كثير من الأطباء فى التخصص سافر للخارج أو أن التخصص بالنسبة لهم صعب لأنه من الأقسام غير الجاذبة نظرا لأن العمل كثير فيه ولا يقبل عليه الأطباء ولكن مؤخرا أضيفت لهم حوافز تشجيعية فى كادر الأطباء.

*ماذا عن مشروع التعاون بين وزارة الصحة والقطاع الخاص فى التوسع فى الرعاية المركزة؟

يهدف المشروع إلى التوسع فى زيادة أسرة الرعاية المركزة والاستفادة منها، وذلك بالتعاقد مع القطاع الخاص دون أن يدفع المريض أى أموال نهائيا ويتم علاجهم على نفقة الدولة.

*ولكن البعض انتقد المشروع وردد أن المستشفى الخاص سوف يحصل أموالا من المرضى؟

المريض لن يدفع أى جنيه، ونتواصل مع أهل المرضى للتأكد من ذلك، بالعكس لم يصدق الناس أنهم محجوزون داخل مستشفى خاص والدولة تتحمل التكلفة عنهم، ومردود المشروع جيد جدا واستطاعت الوزارة توفير 30 سرير رعاية مركزة إضافى لاستيعاب المرضى ومن المقرر التوسع فيها، كما تمت دراسة متوسط مدة أيام إقامة المريض فى المستشفى وإصدار قرار العلاج بمدة 10 أيام، وإذا كانت الحالة غير مستقرة يتم استكمال التكلفة له على نفقة الدولة، وأيضًا تشكلت لجنة لدراسة مدة إقامة المريض والتأكد من حالته حتى لا يزيد القطاع الخاص التكلفة علينا.

وهل تم التوسع فى أسرة الرعاية بالمستشفيات الحكومية؟

تمت الاستفادة من بعض المستشفيات وتحويل أدوار كاملة فى المستشفى لوحدة رعاية مركزة مثل مستشفى عين شمس كان بها دور غير مستغل تم تحويله إلى رعاية مركزة، كما حاولنا جذب الأطباء للعمل بوحدات الرعاية المركزة بنظام التعاقد ووضع حافز مادى مرضى لهم.

وتم التوسع باستحداث 90 سرير رعاية مركزة فى مستشفى عين شمس العام وكذلك استطعنا توفير 30 سرير رعاية أطفال إضافى فى مستشفى القناطر الخيرية، والتأمين الصحى يتكفل بمن هم أقل من 18 سنة، لذا يتم حجزهم مجانا دون دفع أى تكلفة إضافية.

*وما مدة الانتظار حاليا للمريض للحصول على سرير رعاية أو حضانة؟

مدة الانتظار منذ أكثر من عام كانت 70 ساعة وحاليا انخفضت إلى 20 ساعة واملنا أن نصل للمعدلات العالمية وهى 4 ساعات لكل حالة انتظار لتوفير سرير رعاية، أيضًا منذ عام كانت قائمة الانتظار تصل إلى 700 مريض ولكن الرقم انخفض لـ250 مريضا باختلاف التخصصات، ونعمل حاليا على تقليل مدة الانتظار للمريض وأحيانا نصل لصفر قائمة انتظار فى الحضانات ولكن يعود الرقم نظرا لأنه يوميا يولد أطفال يحتاجون لحضانات لذا الصفر لا يستقر لمدة طويلة.


*توجد شكاوى من المرضى بأن أقسام الطوارئ ترفض توفير سرير رعاية لهم، ما ردك على ذلك؟

الوزارة ألزمت المسشفيات بإبقاء المريض فى قسم الطوارئ لحين توفير سرير رعاية مركزة له سواء فى المستشفى ذاتها أو مستشفى آخر، وأى مريض يدخل قسم الطوارئ تقدم له خدمة طبية وإذا احتاج رعاية يتم إدخال بياناته فى مشروع رعايات مصر لبدء البحث عن مكان له ونأخذ المعلومات من المواطن والطبيب فى الطوارئ يعطى بيانات طبية.

*حدثنا أكثر عن مشروع رعايات مصر؟

قديما قبل إطلاق مشروع رعايات مصر كان ممكن مستشفى تحجز حالات بمفردها دون تنسيق مع الرعاية الحرجة ولكن تم إحكام هذه المسألة بأن كل مستشفى تقدم مطالبات لنفقة الدولة للحصول على مستحقاتها المالية، ولا تحصل عليها إلا إذا كانت مسجلة بيانات الحالات فى مشروع رعايات مصر بهدف منع الباب الخلفى لدخول مرضى الرعاية المركزة بالمستشفيات لأن بعض المستشفيات نطلب منها سريرا فارغا لمريض فيتحجج المستشفى بأنه تم حجزه من مريض أو عند توجيه اللوم للمستشفى على وجود سرير فارغ دون الإبلاغ يتحجج أيضًا بأن المريض توفى منذ دقائق لذا مشروع رعايات مصر كان هدفه حوكمة منظومة الرعايات المركزة والإبلاغ عن الأسرة الفارغة والممتلئة.

ويوميا نتابع فى إدارة الرعاية الحرجة قوائم الانتظار للمرضى، وإذا زادت فى أى وقت نبحث فى أوجه التقصير سواء من المستشفى أو من أهل المريض أنفسهم، وتقوم لجان تفتيش من إداريين بحصر عدد الأسرة الفارغة والممتلئة ويحول للتحقيق من يخفى سرير عنا.

*لماذا توجد شكاوى من المرضى بخصوص الخط الساخن 137 وعدم سرعة توفير سرير رعاية؟

الخط الساخن 137 مسئول عن استقبال جميع البلاغات للبحث عن سرير رعاية أو حضانة وحالات الطورئ، وفيه ربط على المستشفيات الجامعية، والقطاع الخاص حاليا يستقبل مكالمات المواطنين بشرط وجود طبيب يبلغ عن الحالة ويوضح التفاصيل الطبية لها لأننا لو تركنا الخدمة للمواطنين فالكل يريد الدخول للرعاية المركزة والحالة لا تستدعى، لذا يجب مناظرة طبيب وإجراء التحاليل اللازمة ومن خلال 137 يتم التنسيق للمريض وتتوجه سيارة الإسعاف لنقل المريض لمستشفى تم التنسيق له فيها

وفى غرفة الطوارئ يتم جمع بيانات المرضى المحتاجين لسرير رعاية وتكون الأولوية لحالات النزيف فى المخ والسكتات الدماغية وترتيب الأولويات سبب فى شعور المريض بوجود تأخير كما نطلب من خلال الخط الساخن 137 استكمال الفحوصات والأشعة المطلوبة منه لإرسالها للمستشفى المستقبل للحالة اختصارا للوقت.

أحيانا الاهل يرفضون مكان سرير الرعاية بعد جهد من التنسيق لهم فى غرفة الطوارئ بسبب أن المكان بعيد عنهم فمثلا مريض فى المعادى لو نسقنا له فى مسشفى شبرا يرفض رغم أنها هى المناسبة لحالته وبعض الحالات يمكن أن تتوفى بسبب ذلك.

*حدثنا عن مبادرة كل ثانية حياة وكيف استفاد المرضى منها؟

انطلقت من مشروع رعايات مصر لإنقاذ مرضى الجلطات القلبية، وتم تجهيز مستشفيات فى كل محافظة يتوفر بها خدمة القسطرة العاجلة، ومنذ إطلاق المبادرة تم استقبال 7204 حالات تم إنقاذهم من الجلطات.

*لماذا يوجد عجز فى أطباء الرعاية المركزة والطوارئ؟

بسبب طلب السوق الخارجى للطبيب المصرى، لأنه شاطر بجانب أن العمل فى هذه الأقسام مُجهد ويعمل الطبيب فيه ساعات طويلة.

*هل يمكن أن نصل لصفر قوائم انتظار فى أسرة الرعاية والحضانات؟

لن يحدث ذلك، يوجد طفل يولد كل ثانية يحتاج حضانة أو كبير سن مريض يحتاج تنفس صناعى أو مصاب بجلطة دماغية أو حوادث على الطرق والإخطارات المستمرة لا تتوقف.

*أخيرا، ماذا عن خدمات الطوارئ للأشقاء فى فلسطين؟

قدمنا خدمات طبية لجميع المصابين، بداية من الإسعافات الأولية حتى العمليات الجراحية الكبرى وكان يتردد علينا حالات مرضية وإصابات وتم توزيعهم على أغلب مستشفيات الجمهورية بداية من محافظات شمال سيناء وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والشرقية وحتى القاهرة والإسكندرية وجميعهم يتلقون الخدمة الطبية كاملة على نفقة الدولة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية