60 عاما على رحيل نهرو.. مؤسس الهند الحديثة ورائد عدم الانحياز والتضامن الأفروآسيوي.. قاد بلاده إلى الاستقلال عن بريطانيا.. واستحق احترام العالم
اليوم، 27 مايو 2024، تمر 60 عاما على رحيل جواهر لال نهرو، مؤسس الهند الحديثة، ورائد كتلة عدم الانحياز والحياد الإيجابي، وأحد رموز حركة التضامن الأفروآسيوي.
كان أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها، وتأثر كثيرا بمبادئ المهاتما غاندي، وشكل هو ووالده والمهاتما ما عُرف بـ"الثالوث المقدس" الذي كان يسعى لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني. وهو والد رئيسة الوزراء الهندية إنديرا غاندي.
وُلد جواهر لال نهرو في عام ١٨٨٩م بمدينة الله آباد في أسرة ميسورة الحال، حيث كان والده محاميا ينتمي إلى طبقة البراهما.
نهرو يروي للمصور قصته مع كمالا
درس جواهر في مدرسة هارو، وهي مدرسة مستقلة للبنين في بلدة هارو في الكابيتول هيل، ثم درس القانون فى كلية ترينيتي بجامعة كامبريدج البريطانيّة.
ترك القانون من أجل السياسة
ثم عاد نهرو إلى الهند بعد أن تم دراسته وطاف في دول أوروبا؛ مما زاد من اتساع أفقه، ليلتحق بمحكمة الله أباد العليا، وأبدى اهتمامًا بالسياسة الوطنية التي حلت محل ممارسته لمهنته القانونية.
وقد كان رجلًا قوميًا ملتزمًا منذ شبابه، وانضمّ إلى الحركة الوطنيّة إلى جانب زعيمها آنذاك المهاتما غاندي، واعتُبر يده اليمنى، وهو ما كلّفه الدخول إلى السجن عدة مرات.
ثم أصبح نهرو شخصية صاعدة في السياسة الهندية أثناء انتفاضات عام ١٩١٠م.
وصار قائدًا بارزًا لفصائل جناح اليسار في حزب المؤتمر الوطني الهندي خلال عشرينات القرن العشرين، ورئيسًا لمجلس الشيوخ بموافقة ضمنية من مرشده، المهاتما غاندي.
وبعد أن تولى رئاسة مجلس الشيوخ في عام ١٩٢٩م، طالب بالاستقلال التام من الحكم البريطاني، وحث على تحول مجلس الشيوخ نحو اليسار.
ومن خلال مجلس الشيوخ، سيطر نهرو على السياسة الهندية فى ثلاثينات القرن العشرين أثناء اتجاه الدولة نحو الاستقلال.
أنشأ دولة علمانية قومية
ونجحت فكرته حول تكوين دولة علمانية قومية بعد اكتساح مجلس الشيوخ انتخابات المحافظات الهندية في عام ١٩٣٧م، وتشكيل الحكومة في العديد من المحافظات.
وصار زميله في مجلس الشيوخ سابقًا محمد علي جناح معارضًا يزعم التحالف الإسلامي، وفرض جناح سيطرته على السياسة الإسلامية في الهند.
وقد فشلت مفاوضات تقسيم السلطة بين مجلس الشيوخ والتحالف الإسلامي، ما أفسح المجال لتقسيم الهند الدموي في عام ١٩٤٧م.
ناصر ونهرو على طريق السلام والتفاهم
رفض نهرو مشاركة الهند في الحرب العالميّة الثانية، وحرّض الجماهير على ذلك فتمّ اعتقاله وسجنه ثلاث سنوات.
لكن اضطرت بريطانيا عقب انتهاء هذه الحرب إلى الاعتراف باستقلال الهند.
أول رئيس وزراء للهند المستقلة
ثم انتخب مجلس الشيوخ نهرو ليتولى منصب أول رئيس وزراء للهند المستقلة، وخلال رئاسته، باشر نهرو تنفيذ رؤيته للهند.
فقام بسنّ الدستور الهندي في عام ١٩٥٠م، ثم شرع في برامج إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية.
وأشرف على تحويل الهند من مستعمرة إلى جمهورية، مع احتضان الجماعات ونظام التعددية الحزبية.
أما عن السياسة الخارجية، فقد تولى دورًا قياديًا في حركة عدم الانحياز، وسلط الضوء على الهند كإقليم مهيمن في جنوب آسيا.
عبد الناصر ونهرو. زعيمان وفكرة واحدة
والتقى بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، في مؤتمر باندونج بإندونيسيا عام 1956، وأعرب عبد الناصر عن إعجابه الشديد بالزعيم الهندي.
واعتمدت سياسته على مبدأ الاشتراكيّة وعلمنة الدولة وتحقيق المساواة بين مختلف الطبقات المكوّنة للمجتمع الهندي، وكان من المدافعين البارزين عن قيم العدالة والسلام في العالم؛ فقد عرف بدوره الفعّال رفقة جمال عبد الناصر وتيتو في قيادة حركة دول عدم الانحياز، وفي نصرة الشعوب والقوى التحرّريّة في العالم ضدّ قوى الظلم والاستعمار منذ مؤتمر باندونج، الذي مثّل النواة الأولى لهذه الحركة. وكان لهذه الحركة أن فرضت وجودها واحترامها ونجحت إلى حد بعيد في عزل القوى الاستعماريّة وفضح مخططاتها.
كتب نهرو كتبا عدّة باللغة الانجليزية حول اكتشاف الهند ولمحات من تاريخ العالم وسيرته الذاتيّة وكتاب نحو الحرّيّة (١٩٣٦م).
نال أعلى تكريم مدني في جمهورية الهند
وفي عام ١٩٥٥م، مُنح جواهر لال نهرو، بهارات راتنا، وهي أعلى تكريم مدني في جمهورية الهند.
ومنحه الرئيس راجندرا براساد رتبة الشرف دون الأخذ بمشورة رئيس الوزراء كإجراء دستوري اعتيادي.
الغريب أن نهرو تعرض لأربع محاولات اغتيال من أشخاص مجهولين. كانت المحاولة الأولى أثناء تقسيم الهند في عام ١٩٤٧م، خلال زيارته للإقليم الشمالي الغربي في سيارة. وكانت الثانية عندما طعنه سائق عربة بالسكين في عام ١٩٥٥م، وكانت المحاولة الثالثة في بومباي (حاليًا ماهاراشترا) في عام ١٩٥٦م. أما المحاولة الرابعة فكانت محاولة تفجير فاشلة في ماهاراشترا في عام ١٩٦١م. وبالرغم من التهديدات على حياته، استهجن نهرو الحصول على الكثير من الحماية حوله.
ثم تدهورت صحة الزعيم نهرو، وأمضى أشهرًا بالتعافي في كشمير خلال عام ١٩٦٣م، وتوفي في ٢٧ مايو ١٩٦٤م، عن عمر يناهز ٧٤ عامًا.
وتخليدا لذكراه أسست الهند جائزة دولية تمنحها الحكومة الهندية للأفراد تقديرًا "لإسهاماتهم البارزة في تعزيز التفاهم الدولي، والنوايا الحسنة، والصداقة بين شعوب العالم".
ونقدم لكم من خلال موقع ( فيتو )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.