12 عاما على اندلاع الحرب الأهلية السورية.. هل انتهت الأزمة بعودة دمشق للجامعة العربية؟.. جوتيريش يحذر: نصف السكان ما زالوا نازحين
قبل أيام، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن سوريا ما زالت تواجه أزمة حادة؛ حيث إن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية وصل إلى أعلى مستوياته منذ اندلاع الحرب، إذ يحتاج 3 من كل 4 أشخاص للإغاثة، ويعاني أكثر من نصف السكان من الجوع، وتكافح مجتمعات بأسرها من أجل البقاء، ويحدث ذلك في وقت انخفض فيه تمويل الجهود الإنسانية إلى أقل مستوياته على الإطلاق.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، أن ما يقرب من نصف سكان فترة ما قبل الحرب في سوريا، ما زالوا نازحين داخل أو خارج سوريا.
اندلاع الحرب الأهلية السعودية
قبل نحو 12 عاما، اندلعت الحرب الأهلية السورية.. وبالتحديد في يوم 26 مايو 2012.
وفي 7 مايو 2023 م، قررت جامعة الدول العربية، استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها بعد أكثر من 11 عامًا على تعليق أنشطة دمشق، إثر الاحتجاجات التي تحولت إلى نزاع دامٍ قسّم سوريا وأتى على اقتصادها وبنيتها التحتية.
ما بين التاريخين، سقط الحرب حصدت في تلك السنوات أرواح أكثر من 400 ألف شخص، وتسببت في تهجير ونزوح الملايين من السوريين.
وأسفرت الحرب عن إصابة 2.1 مليون شخص بإصابات تسببت لكثير منهم بإعاقات دائمة، وتم تهجير 13 مليون شخص إلى مناطق اللجوء والنزوح داخل البلاد وخارجها.
في عام 2011، انطلقت الاحتجاجات الشعبية من مدينة درعا جنوب البلاد، لكنها سرعان ما عمّت معظم مناطق سوريا، وتحولت إلى حرب أهلية، شاركت فيها ميليشيات ودول أجنبية.
مع تطور الأزمة أخذت الانشقاقات في الجيش السوري بالتزايد. وفي مطلع شهر أغسطس، تم الإعلان عن تأسيس "الجيش السوري الحر"، مدعوما من قوى خارجية.
دبلوماسيًا، قطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق، وأبعدتها عن جامعة الدول العربية في نوفمبر 2011. وقدمت دول عدّة، خصوصًا خلال سنوات النزاع الأولى، دعمًا للمعارضة السياسية والمسلحة.
وفي 2012، اتفقت مجموعة عمل، مكونة من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وتركيا وجامعة الدول العربية، في مدينة جنيف، على مبادئ مرحلة انتقالية، لكن الأطراف المعنية بالنزاع - من السوريين وغيرهم - اختلفوا على تفسير هذه المبادئ التي لم تشر بوضوح إلى مصير الرئيس بشار الأسد الذي تطالب المعارضة برحيله
السوريون يقررون مصير الرئيس
من جانبها، اعتبرت واشنطن أن الاتفاق يفسح المجال أمام مرحلة "ما بعد الأسد"، في حين أكدت موسكو وبكين أن تقرير مصير الأسد يعود للسوريين، وهو الأمر الذي تمسكت به الحكومة السورية.
وفي 2013، وتحديدا في أغسطس من ذلك العام، دخل الصراع السوري مرحلة جديدة، بعد مجزرة القصف بالسلاح الكيماوي في غوطتَي دمشق، التي راح ضحيتها أكثر من 1000 شخص.
كما منحت القمة الـ24 للجامعة العربية التي عقدت في الدوحة، مارس، مقعد سوريا في الجامعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وشغل المقعد رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب.. ودعا الخطيب إلى منح مقعد سوريا في الأمم المتحدة والمجالس الدولية إلى المعارضة، وإلى تجميد "أموال النظام التي سرقها من الشعب السوري".
وفي 2014، سيطرت جماعة منبثقة عن تنظيم "القاعدة" على مدينة الرقة، ثم انطلقت لتسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وتعلن قيام تنظيم "داعش"، ما استدعى تشكيل التحالف الدولي ضد التنظيم في سبتمبر من هذا العام.
وفي عام 2015، وعلى الصعيد الميداني، توالت مكاسب المعارضة السورية خلال السنوات الأولى للحرب.
تدخل سلاح الجو الروسي
وأخذ سلاح الجو الروسي في توجيه ضربات جوية في الأراضي السورية في سبتمبر.
وفي أكتوبر، أُعلن عن تشكيل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتتألف من مجموعة من الفصائل المسلحة، معظمها تابع للأكراد.
البيت الأبيض: لن ننسحب من سوريا
وتتمركز سيطرتها على مناطق شمال شرقي سوريا.
وفي هذا العام، هزت العالم صورة الطفل السوري، أيلان كردي، الذي جرفت الأمواج جثته إلى شاطئ تركي، بعد هروبه وعائلته من مدينة كوباني في سوريا إلى تركيا.
وخلال شهر أغسطس من عام 2016، انطلقت أولى العمليات التركية العسكرية في الأراضي السورية تحت مسمى "درع الفرات"، وهي عملية عسكرية أطلقتها تركيا لدعم فصائل معارضة سورية، من أجل طرد مقاتلي تنظيم "داعش" من ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وقد استمرت العملية قرابة 7 أشهر، وأعلن الجيش التركي خلالها تحييد أكثر من 3 آلاف مسلح، وإحلال الأمن في المناطق القريبة من حدودها من خلال إعادة تمركز قوات الجيش السوري الحر بالمدن التي سيطرت عليها.
وفي ذلك العام، تقدم الجيش السوري وحلفاؤه على مقاتلي المعارضة في حلب، أكبر قاعدة لهم، بعد أشهر من الحصار والقصف، في خطوة أبرزت حجم الزخم الذي اكتسبه نظام الأسد.
الولايات المتحدة تتدخل ضد الحكومة السورية
وفي 2017، بدأت الولايات المتحدة في شن أول هجوم بصواريخ كروز على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية بالقرب من حمص بعد هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وفي نوفمبر، تغلبت قوات، يقودها الأكراد، مدعومة من الولايات المتحدة، على تنظيم "داعش" في الرقة.
وأدى هذا وهجوم آخر من الجيش السوري إلى خروج الإرهابيين من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها.
وفي ذلك العام، دعت روسيا إلى عقد مفاوضات في آستانة، عاصمة كازاخستان، تجمع بين النظام السوري وجماعات المعارضة السورية برعايتها ورعاية كلٍّ من إيران وتركيا.
وفي عام 2018، أعلنت الإمارات أنها أعادت فتح سفارتها في دمشق، في ديسمبر، بعد أكثر من 6 سنوات من إغلاقها.
وخلال عام 2019، انعقدت قمة روسية تركية إيرانية في أكتوبر، أدت إلى انحسار القتال، لكن موسكو استأنفت هجومًا كبيرًا في ديسمبر يفضي إلى توغل أكبر في معقل المعارضة الأخير.
وتسبب الهجوم الذي قادته روسيا في شمال غربي سوريا في نزوح نحو مليون مدني وحدوث أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الصراع.
كما أرسلت تركيا آلافًا من جنودها عبر الحدود لمحاولة صد الهجوم، كما قالت إنها لن تمنع اللاجئين السوريين من محاولة الوصول لأوروبا، وبالفعل فتحت حدودها، وفر الآلاف إلى اليونان.
أما في عام 2020، فقد حدث نقص حاد في الوقود، واصطف السوريون لساعات للحصول على الخبز المدعم، في علامات على تهاوي الاقتصاد. واضطرت الحكومة لترشيد توزيع الإمدادات وتطبيق زيادات كبيرة في الأسعار. كما أعلنت الولايات المتحدة عن أشد عقوبات على سوريا، "قانون قيصر"، وهي عقوبات توسع من سلطة مصادرة أرصدة كل من يتعامل مع سوريا بغض النظر عن جنسيته، وتشمل قطاعات كثيرة، من التشييد والبناء إلى الطاقة.
اعتداءات إسرائيلية وأمريكية
وصعدت إسرائيل في عام 2021، ضرباتها الجوية في أجزاء كثيرة من سوريا، وخاصة في الشرق. كما نفذت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضربة جوية بشرق سوريا على طول الحدود العراقية مستهدفة هيكلًا تابعًا لما وصفته بميليشيا مدعومة من إيران.
عدوان إسرائيلي جديد على سوريا وأضرار تصيب أحد المواقع
وأجرى الأسد في عام 2022، أول زيارة له إلى دولة عربية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل 11 عامًا، حيث وصل إلى الإمارات العربية المتحدة في زيارة تمثل تحسنًا محتملًا في علاقات سوريا مع جيرانها العرب، الذين كانوا قد فرضوا عزلة على نظام الأسد في السابق.
وفي عام 2023، شهدت العلاقة بين سوريا والسعودية تحولًا جذريًا، تمثل في زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى مدينة جدة، في أول زيارة رسمية إلى السعودية منذ انقطاع العلاقات بين الدولتين. كما قام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بزيارة إلى دمشق، التقى خلالها الأسد.
عدوان إسرائيلي جديد على سوريا
وقد بحث الأسد وبن فرحان الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، تنهي تداعياتها كافة، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.. ثم عقدت مصر، ودول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن والعراق، اجتماعًا تشاوريًا في جدة حول سوريا، أعقبه اجتماع مماثل في العاصمة الأردنية عمان، مطلع شهر مايو.
وفي مايو 2023، أعلنت جامعة الدول العربية أنها اتخذت قرارًا باستعادة سوريا عضويتها في الجامعة.
وأكدت الجامعة العربية، في بيان، أن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري قرر "استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارًا من 7 مايو 2023".
كما شهد 2023 اتصالًا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والأسد، للمرة الأولى منذ بدء الصراع، عرض خلاله الرئيس المصري تقديم مساعدات إغاثة لسوريا في أعقاب الزلزال الدامي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.