اضطهاد وإفلاس، رحلة إسماعيل يس من حلم منافسة عبد الوهاب إلى مأساة أيامه الأخيرة
اسماعيل يس، فنان كوميدى من الزمن الجميل، لقب بـ أبو ضحكة جنان، كما لقب " بقو " وسمعة، ولقبه الكاتب محمود السعدنى بالغلبان، جماهيره واسعة من الكبار والصغار مصريين وعرب، رحل فى مثل هذا اليوم منذ 52 عاما إلا أنه مازال يتربع على عرش الكوميديا، بالرغم من عطائه الطويل إلا أنه عانى فى أواخر حياته من المرض والفقر والحرمان 1972.
ولد الفنان إسماعيل يس فى مدينة السويس في عام 1912 وكان والده ياسين علي نخلة يعمل فى الصياغة وتشكيل الذهب، وبعد رحيل والدته انتقل إلى بيت جدته ومنها حضر إلى القاهرة، من أجل الغناء بعد أن سرق منها ستة جنيهات من أجل دخول معهد الموسيقى، فغنى في كازينو بديعة ونام في المساجد، وعمل مطربا فى البداية ثم فشل وعاد إلى السويس وأجبرته الحياة أن يعمل في أكثر من مهنة فعمل كمنادي أمام أحد المحال التي تبيع الأقمشة، كما عمل إسماعيل مناديا للسيارات في موقف بالسويس.
إعجاب بعبد الوهاب ومحاولة منافسته فى البداية
كان إسماعيل يس منذ صغره شديد الاعجاب بصوت الموسيقار محمد عبد الوهاب حتى أنه سعى لكى يكون مثله وتصور يوما أنه يمكنه منافسته، عاد مرة أخرى إلى القاهرة ليعمل مغنيا للمونولوجات فى الأفراح، ثم فى محطات الإذاعة الأهلية، كما تنقل بين الصالات،
يا حلة العدس الدافى يسلم ايدين اللى غلاكى
تعاقدت معه الإذاعة المصرية عام 1934 فقدم أول مونولوج يغنيه ( ياحلة العدس الدافى..يسلم ايدين اللى غلاكى ) على وزن أغنية عبد الوهاب ياوردة الحب الصافى، وعندما غنى لعبد الوهاب " أيها الراقدون تحت التراب " ضربه الجمهور علقة ساخنة.
تعرف فى كباريهات عماد الدين وروض الفرج على المؤلف أبو السعود الابياري، وكون معه دويتو واحد يؤلف والثانى يغنى مقابل اربعة جنيهات للواحد كل ليلة، وعندما شاهده نجم الاستعراض الفرنسي موريس شيفارليه على مسرح بديعة مصابنى قال:" لديه من الصفات التى تجعل منه نجما من نجوم الاستعراض ولو تعلم الفرنسية لأصبح نجما على المسرح الفرنسي".
50 مسرحية من تأليف أبو السعود الابيارى
فى عام 1954 قدم أول مسرحياته باسم "حبيبى كوكو" وفى عام 1956 قدم آخر مسرحياته باسم "حكاية جواز" وبينهما 50 مسرحية كتبها جميعا أبو السعود الإبياري منها عقول الستات، فتافيت السكر، الرجالة عايزة كدة، حرامى لأول مرة، ليلة دخلتى، علشان خاطر الستات، ضميري واخد إجازة، جوزى بيختشى، كل الرجالة كدة، أنا عايزة مليونير، الستات عايزة ايه، أنا وأخويا وغيرها،
اتجه اسماعيل يس إلى السينما وكانت أول أفلامه مع بداية المخرج صلاح أبو سيف فقدما معا أول أفلامهما " شورت" في نهاية الثلاثينات ثم قدمه فؤاد الجزايرلى معه في فيلم "خلف الحبايب "عام 1949 ليقدم خلال مشواره السينمائى أكثر من 500 فيلم بدأت ببطولة فيلم "على بابا والأربعين حرامى" عام 1943،
مما يحسب للفنان الكوميدى اسماعيل يس أنه حرص على أن تتضمن أفلامه قضايا وطنية، وهادفة فقدم بعد الثورة سلسلة أفلاما تحمل اسمه منها إسماعيل يس فى الجيش، فى البوليس، فى الطيران، فى الأسطول، فى مستشفى المجانين، فى البحرية، عنبر حيث غنى فيه اسكتش اللى يقدر على قلبى مع ليلى مراد وعزيز عثمان، المليونير الفقير، الآنسة حنفى، حلاق السيدات وكان آخرها " الرغبة والضياع " عام 1972.
مع قيام ثورة 23 يوليو وأعلن فنان الكوميديا إسماعيل يس تأييده التام للثورة حتى أنه تبرع بمبلغ 2000 جنيه إلى الحكومة لدعم المجهود الحربي وحصل على خطاب شكر من رئيس الوزراء جمال عبد الناصر قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية الذى حضر عرض الفيلم بسينما ديانا مع بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة ليؤكد فيه الفنان الكوميدى أن الجيش والشعب إيد واحدة.
بسبب نكتة سياسية عاش حياة الآلام
وبالرغم من تكريم عبد الناصر لإسماعيل يس إلا أنه بسبب نكتة سياسية حيث قال إنه ينتظر خبر وفاة ينشر فى الصفحة الأولى وليس الأخيرة كما المعتاد، اضطهده بعدها المسئولون، وفي عام 1966 بدأ حالة من الإفلاس وضيق الحال بسبب غضب الرئيس عبد الناصر عليه الذى فهم أن النكتة تقصده فمنعه من التعامل مع مسرح الدولة والسينما.
وحجزت الضرائب على فيلته وعلى رصيده في البنك والذي كان يبلغ 200 ألف جنيه ليصل رصيده بعد الحجز إلى 2 جنيه وهو ما تسبب في إصابته بشلل نصفى لفترة وبعد علاجه اضطر إلى العمل في الكباريهات من أجل سد احتياجات حياته، فعاش في شقة إيجار صغيرة في الزمالك وعمل في كباريه شهرزاد لتقديم المونولوجات مقابل 300 جنيه في الليلة إلا أنه لم يستمر إلا أياما ليرحل فى مثل هذا اليوم 24 مايو 1972 وهو لا يملك مصاريف جنازته.
حزين بسبب شكل نهايته لكنه راض عن مشواره
وبالرغم من معاناته الشديدة كانت آخر كلماته على فراش الموت: بدأت بداية غير سهلة فقد كافحت كفاحا قاسيا حتى أن كل ابتسامة ابتسمتها، الآن دفعت ثمنها، ففي مطلع حياتى دفعت ألف دمعة دون مبالغة، لكن إيمانى بالله كان هو الدافع.
وأضاف:"أحمد الله لأننى بكفاحي استطعت تحقيق كل ما تمنيته إلا أننى حزين أن تنتهي حياتي بهذا الشكل بعد أن اضطهدتنى البلد التي عملت كثيرا من أجلها".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.