الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. كابوس دولة الاحتلال.. أستاذة بمعهد التخطيط القومى: صورة إسرائيل ارتبطت بالوحشية والدموية فى ذاكرة الشعوب
أدت الأفعال الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطينى إلى خسارة دبلوماسية كبيرة للاحتلال، حيث دفعت الأعمال الوحشية العديد من الدول حول العالم، لاستدعاء سفرائها وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بينما أقدمت عدة دول فى أمريكا الجنوبية على تنظيم احتجاجات دبلوماسية ضد إسرائيل، ردًا على الجرائم بحق الشعب الفلسطينى.
ويقول الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ اللغة العبرية بجامعة الإسكندرية والخبير فى الشأن الإسرائيلى: الجانب الإسرائيلى يتعرض لخسائر بالجملة بسبب سياسات نتنياهو الضعيفة أمام بن غفير وسموتيرش وبسبب فساده بالأساس، فالجانب الإسرائيلى يزعم أنه يحارب السنوار ويحارب حماس وغزة، لكنه فى الحقيقة يجد نفسه فى مواجهة مع الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.
واستكمل: كما تكبدت إسرائيل خسائر غير مسبوقة بعد تضامن عدد كبير من الدول مع دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التى قالت إنها مختصة بنظر الدعوى واتخذت تدابير مؤقتة فى هذا السياق، ويضاف إلى هذا أن الرواية الإسرائيلية لم تعد مقبولة من كل الاتجاهات خاصة أن الكثير من دول العالم كانت تعتبر الاحتلال مجتمعا متقدما ينتمى إلى الدول الغربية والعالم المستنير.
وأضاف: نتنياهو يفضل بقاء الائتلاف الحكومى الخاص به على حياة الإسرائيليين المحتجزين فى غزة، بل يعمل بشكل مستمر على قصفهم بأسلحة ثقيلة من خلال ضرب المقاومة، مما جعل عدد الوفيات بينهم تتجاوز 70 من إجمالى 133 محتجزا، وهو أمر منطقى فى ظل القصف الوحشى الهمجى.
واستكمل: قائمة الخسائر الإسرائيلية يضاف إليها أيضًا أن القضية الفلسطينية أصبحت تتصدر الأجندة الدولية من جديد، كما ارتفعت نبرة الحديث عن دولة فلسطينية وعضوية كاملة فى الأمم المتحدة، وهناك العديد من الدول التى قد تعترف بشكل منفرد بدولة فلسطين بعد أن صوت الكثير (143 دولة) من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة التى تضم 193 عضوًا، لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، مقابل رفض 9 أعضاء وامتناع 25 دولة عن التصويت.
ومن جانبها قالت هبة جمال الدين، رئيس قسم الدراسات المستقبلية بمعهد التخطيط القومى، إن إسرائيل فشلت فى احتواء الشعوب العربية بسبب استخدام الوحشية المفرطة لفرض وجودها بفعل القوة غير المعتادة وغير المقبولة المنافية للإنسانية.
كما أشارت إلى استحضار صورة إسرائيل الوحشية لدى الأجيال القادمة والحالية، مؤكدة أن أغلب الشعوب العربية الحالية كانت لا تعلم شيئا عن مذابح دير ياسين والطنطورة عام 1948 أو مذابح الهاجانة والبالماخ أو الجريمة البشعة بضرب مدرسة بحر البقر فى مصر وغيرها الكثير، لكن الآن صورة إسرائيل انطبعت بالوحشية والدموية خاصة مع رفضها إرسال المساعدات الإنسانية لشعب أعزل على خلاف قواعد القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.
وتابعت: انتشار الإنترنت وسهولة النفاذ للمعلومة مع وجود أجيال أفضل تعليما من الأجداد، جعلهم أكثر دراية وقدرة على التمييز والمعرفة والقياس، والوصول للمعلومة وتقييمها وتفنيد الصحيح من المغلوط.
واستكملت: كثيرًا ما يسأل الأطفال الآن لماذا استشهد هذا الطفل الفلسطينى أنه فى مثل عمرى، لماذا يبكى أين ذهبت أمه، لماذا هدم منزله؟ أين جيش بلاده للدفاع عنه؟ لماذا لا يذهب للمدرسة كما نذهب الآن؟ لماذا لا يلعب مثلنا بالألعاب؟ لماذا ملابسه متسخة بالتراب الرمادى؟ والإجابة يحصل عليها دون مساعدة الأب بعد أن أصبحوا أكثر قدرة على الوصول للمعلومات فى عالم أضحى قرية صغيرة، مؤكدة أن إسرائيل أصبحت أمام مشكلة مع أربعة إلى خمسة أجيال قادمة علاوة على الأجيال الحالية التى تلفظها بالفعل.
وأشارت إلى أن الدعم الأمريكى وتهديد سكان المنطقة، كشف أكثر البلطجة الغربية متناهية الحدود التى تعلى من قيمة العداء للعرب والمسلمين “الإسلاموفوبيا”، وتتجاهل ما ينتج عنها من حوادث قتل للمسلمين بالخارج على شاكلة قتل الطفل الفلسطينى الأمريكى بالولايات المتحدة الأمريكية وديع الفيوم صاحب الستة أعوام الذى طعنه مسن أمريكى فى ولاية إلينوى عقب طوفان الأقصى بوحشية بالغة جسدها في٢٦ طعنة، وكل ذلك نتيجة الضغينة التى زرعها الغرب تجاه المسلمين والعرب ونفس الأمر يحدث فى كل البلدان الغربية.
وأوضحت أن الأصوات العربية تعالت عبر منصات السوشيال ميديا، وأصبحت تتهم الغرب وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى بالإرهاب والنازية، كما تتهم رؤساء الاتحاد الأوروبى ونتنياهو وإسرائيل بارتكاب هولوكوست جديد ضد سكان غزة المدنيين، مشددة على أن الغرب فقد بريقه فى الشارع العربى، وأصبحت إسرائيل وكل من يحمل جنسيتها سفاحين وقتلة ودمويين.
وأكدت أن الدعم الغربى لإسرائيل يؤكد فشل اتفاقات السلام العربية الإسرائيلية، خاصة اتفاقات إبراهام التى نصت صراحة على التطبيع الشعبى والثقافى والسياحى، مشيرة إلى أن الدعم والتطبيع لم ينجح فى تهذيب وحشية إسرائيل التى تعتبر القوة والطغيان ملاذها فى الحياة.