زغلول صيام يكتب: سلامة الخاطفين والمخطوفين في اتحاد الكرة! ولمصلحة من حماية المزورين؟!
لا أعرف لماذا تذكرت جملة (سلامة الخاطفين والمخطوفين) التي أثارت ضحك وسخرية العالم وقتها، عندما أصدر أمس الأول الاتحاد المصري لكرة القدم، قرارا بمنح النادي الأهلي بطولة دوري 2003 مع حفظ التحقيق في شكوى النادي الأهلي ونادي إنبي ….يا سلام.
نرجع لأصل الحكاية، وهي احتفال فريقين في نفس الملعب بالفوز بمسابقة بطولة في نفس الوقت، في سابقة لم تحدث في تاريخ الكرة في العالم، وهي بطولة 2003 لكرة القدم..
الأهلي خسر اللقاء أمام إنبي وتساوي في عدد النقاط، ولكن فارق الأهداف لصالح الأهلي ، إنبي اعتبر نفسه هو الفائز بالبطولة، بعد تأكده من شكواه ضد النادي المصري، وستكون نقاط المباراة في صالحه وبالتالي هو الأحق بالبطولة ، الأهلي هو الآخر تقدم بشكوى ضد نادي الاتحاد السكندري في تزوير أحد لاعبيه، وهنا اتحاد الكرة علق الموضوع حتى التحقيق، وبعد التحقيق خرج بالنتيجة أن الأهلي بطل الدوري وحفظ التحقيق.
لماذا حفظ التحقيق؟! هل لأن الشكاوى التي تقدم بها الفريقان غير صحيحة، وبالتالي براءة الاتحاد السكندري والمصري من تهمة التزوير، وإذا كان الأمر كذلك فإن اتحاد الكرة مطالب بتوقيع عقوبة علي الأهلي وإنبي، لأنهم لوثوا وأهانوا شرف الأندية التي اتهموها في شرفها !! هو عادي كده إن واحد يتهم واحد بتهمة مخلة بالشرف وفي الآخر نحفظ الموضوع.
التزوير موجود
لا أعرف اتحاد الكرة يداري على من ولمصلحة من ؟! الأمر انتهى لمجرد أنك منحت الأهلي البطولة ، والأهلي لديه دواليب من الكئوس والدروع، وليس في حاجة إلي بطولة 2003 ولكن هنا كان لابد من وقفة تأخرت كثيرا في كشف التزوير والتسنين الذي ينخر في عظام الكرة المصرية.
لا يا سيدي يا من اتخذت القرار ، هنا لا يصلح لم الموضوع في(قعدة بلدي) من أجل الحفاظ علي الجميع ، الأهلي يحصل علي البطولة ونحافظ علي سمعة الناديين الآخرين، المتهمين بالتزوير .. نعم أقولها وأنا علي يقين أن هناك تزويرا واضحا وعلنيا أقره اتحاد الكرة من قبل ، ولكنهم يعتمدون علي أننا لدينا ذاكرة السمك !!
في 29 يونيو 2022 قرر مجلس ادارة اتحاد الكرة الحالي اعتماد فوز الأهلي ببطولة 2001 التي كان النزاع فيها بين فريقي طلائع الجيش والأهلي، وشكا الأهلي لاعب المصري (نفس اللاعب إبراهيم سعيد) وكانت البطولة لطلائع الجيش بفارق المواجهات المباشرة، وعلي أساس شكوى الأهلي تم اعتماد فوز الأهلي علي المصري البورسعيدي 2-0، رغم أن المصري كان الفائز بالمباراة التي لعبت 2-1، وتوج الأهلي بالبطولة بقرار رسمي صادر عن اتحاد الكرة.
ومعني ذلك أن الاتحاد أكد على صحة شكوى الأهلي وأعطاه حقه ومنحه البطولة، ولم يعاقب اللاعب أو النادي، وهو ما كان ذريعة للنادي لقيد اللاعب من جديد في مسابقة 2003 ، ليتكرر نفس السيناريو ،وهم يدركون حقيقة الورقة المزورة وهي شهادة المدرسة أم 100 جنيه !!
لسنا نكتب من أجل بطولة تمنح لهذا أو ذاك، ولكن من أجل الشفافية ومحاربة ظاهرة تنخر في عظام الكرة المصرية، وهي إن ظهرت على مستوى الكبار وطرفها ناديان كبيران أصحاب الشكوى وهما الأهلي وإنبي فما بالك بماي حدث في باقي الأندية.
نعم منحت البطولة للأهلي ولكن أين حق المجتمع ؟! حفظت التحقيق لماذا ؟! وعلى من تحافظ ؟! واللاعب الذي يلجأ للتزوير لمصلحة من حمايته وهو يأخذ حقا ليس من حقوقه !!
لم تعد هناك رفاهية التعامل بهذا المنطق في أمور حساسة ، اقطع دراعي لو حد من مجلس إدارة اتحاد الكرة عنده علم بما حدث ويحدث، لأن فيه حاجة اسمها شئون لاعبين، تدار بهذا المنطق داخل اتحاد الكرة ، والعلاقة الطيبة مع الأندية أهم مليون مرة من إرساء القواعد والأسس التربوية ….فعلا سلامة الخاطفين والمخطوفين عفوا سلامة المزورين وأصحاب الحقوق.
تلك هي القصة الحزينة وعلي الله القصد.