في ذكرى ميلاد أمير الصحافة العربية.. محمد التابعي من موظف بالتموين إلى التربع على عرش صاحبة الجلالة.. فضح غراميات ملوك أوروبا.. وهذا سر تأخير جنازته
محمد التابعي، دونجوان السينما، الصحفي الوحيد الذي خرجت مصاريف جنازته من ميزانية رئاسة الجمهورية بأمر السادات، كاتب نظيف معتد بنفسه، احتل عرش صاحبة الجلالة لسنوات طويلة حتى لقب بأمير الصحافة العربية والصحفي المشاكس، وكانت له علاقات نسائية شهيرة.
استطاع الصحفي محمد التابعي برشاقة أسلوبه وعباراته القصيرة، وبحثه عن الخبر أن يحدث ثورة في بلاط صاحبة الجلالة نقلتها من صحافة المقال إلى صحافة الخبر، وضرب المثل في الصحفي قوي البديهة الذي يحصل على المعلومة كاملة.
قرأ ألف ليلة وليلة قبل الحادية عشر
ولد محمد التابعي في مثل هذا اليوم 18 مايو عام 1902، بمصيف بحيرة المنزلة، ونسب إلى التابعي تبركا بالشيخ التابعي، إلا أن لقب عائلته الحقيقي وهبة يقول التابعي: في الحارة قضيت طفولتي، وكنت أتردد على مكتبة في سوق الخواجات يملكها الشيخ سعيد حلقة، وأبدأ القراءة فيها.. حيث كان صاحبها يرفض الاستعارة، فقرأت ألف ليلة وليلة وقصص سيف زي يزن وحمزة البهلوان، وكنت لم أبلغ الحادية عشر.
وأضاف محمد التابعي: حصلت على الابتدائية وجئت إلى القاهرة والتحقت بالمدرسة السعيدية الثانوية وزاملني هناك صديق عمري فكري أباظة، ونظرا لشقاوتي الشديدة ابعدني الناظر عن المدرسة بالطرد، وكان نصيبي الالتحاق بمدرسة العباسية الداخلية بحي محرم بك بالإسكندرية، وهناك تعلمت النظام والطاعة.
محمد التابعي بدأ حياته موظفا بسيطا فى وزارة التموين
حصل محمد التابعي على البكالوريا والتحق بكلية الحقوق، ولظروف رحيل والده انقطع عن الدراسة بالجامعة وعمل فى بدايته موظفا بمصلحة التموين مقابل 20 جنيها، ثم حصل على الليسانس من منازلهم، بعدها عمل فى قسم الترجمة بمجلس النواب.
واحترف محمد التابعي الصحافة وبدأ كتابة المقالات السياسية في مجلة الأجيبسيان ميل ثم مجلة روز اليوسف بدون توقيع، مما زاد من توزيع روزا اليوسف وقتها وارتفع ثمن المجلة من خمسة مليمات إلى قرش صاغ، كما كتب مقالات فنية نقدية في جريدة الاهرام بتوقيع مستعار "حندس ".
وأصدر مجلة آخر ساعة عام 1934، وبعدها جريدة المصري مع محمود أبو الفتح عام 1936، انتقلت مقالاته إلى جريدة الأخبار وكان الصحفي الوحيد الذي كان يرافق العائلة المالكة في رحلاتها الطويلة لأوروبا وتفرغ إلى الكتابة السياسية ونقد الأوضاع السائدة بأسلوب النقد المسرحي، فكتب مقالات تسقط الوزارة ومقالات تقيم غيرها حتى هزت كتاباته عروش الحكومات.
آخر ساعة تتبرأ من حزب الوفد
وكتب محمد التابعي عدة مقالات شهيرة عن الخلاف بين القصر ووزارة مصطفى النحاس، وغضب منه الوفد حتى أنه أعلن بنفسه بأنه لا صلة لآخر ساعة بحزب الوفد.. وكانت أول سابقة تتبرأ فيها جريدة في مصر من حزب الوفد، وتتلمذ على يديه عمالقة الصحافة والسياسة والأدب مثل محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين وعلي أمين وكامل الشناوي وإحسان عبد القدوس وأحمد رجب وغيرهم.
أصدر التابعي العديد من المجلات انتهت بإصدار مجلة آخر ساعة، فأصدر مجلة الرقيب ومنعتها وزارة محمد محمود، ثم أصدر مجلة الشرق الأدنى ومجلة مصر الحرة، في عام 1930 أصدر صحيفة البرق وعطلتها حكومة صدقي، ثم أصدر مجلة الصرخة حتى استقال من روز اليوسف ليصدر مجلة آخر ساعة، ثم باعها إلى مصطفى وعلى أمين وظل كاتبا فيها.
سر تنازل محمد التابعي عن مجلة آخر ساعة
حول بيعه لمجلة آخر ساعة يقول محمد التابعي: لم أتخل عن آخر ساعة لاعتبار سياسي أو تحت ضغط سياسي، هذه حقيقة، أما الحقيقة الثانية، أنني تركت أخر ساعة ومتوسط ما يباع منها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة يتراوح بين أربعين وخمسة وأربعين ألف نسخة في الأسبوع، وتعطي ربحا يتراوح بين ثمانمائة وألف جنيه في الشهر، ولكنني تركت هذا كله لأن المجهود المتواصل الذي بذلته - في شهرين اثنين - في رفع متوسط بيع أخر ساعة من عشرة آلاف إلى أكثر من أربعين ألف نسخة فى الأسبوع- هذا المجهود المضنى أثر على صحتي، وما كان في طاقتي أن أصمد واستمر.
يتحدث محمد التابعي عن نفسه ويقول: أنا لا أسكت على الحال المايل، رأيي أن الصحافة تستطيع أن توجه الرأي العام وليس أن تتملقه أو تكتب ما يسره أو يرضيه، ورسالتي الصحفية أن أحارب الظلم أيا كان، وأن أقول ما أعتقد أنه الحق ولو خالفت في ذلك الرأي العام، أن يفوتك 100 سبق صحفى أفضل من أن تنشر خبرا كاذبا، قليلون منا نحن الصحفيين هم الذين أوتوا الشجاعة لإبداء رأيهم ولا يبالون في أن يتهموا في نزاهتهم وأنهم مأجورون ينالون ثمن مقالتهم من دولة ما أو جهة ما، وأننى أفضل أن أكون إنسانا ملتزما بالقيم والمبادئ والمثل العليا والأمانة الصحفية على أن أكون أشهر صحفي في العالم.
محمد التابعي فضح غراميات ملوك اوروبا فى كتاباته
عطلت آخر ساعة عدة مرات، وأثناء هذه السنوات حكم على التابعي ثلاث مرات بالسجن الأولى ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإهانته بعض ملوك أوروبا بفضح غرامياتهم في مجلته، والمرة الثانية السجن أربعة أشهر مع النفاذ لانتقاده أحمد علي باشا وزير العدل في حكومة صدقي، ومرة أخرى السجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لأنه عاب في حق الأمير محمد علي عطلت آخر ساعة عدة مرات، وأثناء هذه السنوات حكم على التابعي ثلاث مرات بالسجن الأولى ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لإهانته بعض ملوك أوروبا، والمرة الثانية السجن أربعة أشهر مع النفاذ لانتقاده أحمد علي باشا وزير العدل في حكومة صدقي، ومرة أخرى السجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ لأنه عاب في حق الأمير محمد علي.
كما دخل السجن حين كتب مقالا عن رضا بهلوي في مجلة روز اليوسف عام 1927 وقبض عليه وأودع سجن التخشيبة وحقق معه المحقق أحمد زكي سعد وأودع سجن الاستئناف ودفع يوسف وهبي عنه الكفالة.
أشتهر الصحفي محمد التابعي بعلاقاته النسائية ونسجت حوله الأساطير العاطفية ووصفه الكاتب مصطفى أمين بسلطان الحب، فأحب المطربة أسمهان لكنه لم يثبت أنه تزوجها وكذلك الممثلة زوزو حمدى الحكيم، التي تصارع عليها مع شاعر الأطلال إبراهيم ناجي التي اعترف التابعي لزوجته هدى بزواجه منها لمدة شهر واحد لكي يغيظ روز اليوسف التي بدأت تتعبه، إلا أنه لا يوجد مستند حتى الآن يؤكد زواجه من أيهما ولكنه تزوج من السيدة هدى التابعي وعاش معها حتى الرحيل وأنجب منها ابنه محمد وابنته شريفة.
تأخير جنازة محمد التابعي يومين لتحضير مايليق به ككاتب كبير
رحل التابعي عن 81 عاما فى أواخر أيام عام 1976 بسبب إصابته بجلطة فى القلب، وتأخرت جنازته يومين حتى يتم تجهيز جنازة تليق بأكبر صحفى فى مصر، وأعلنت رئاسة الجمهورية بيانا في الصحف يقول: "قرر الرئيس أنور السادات حينما علم بوفاة الكاتب الصحفي محمد التابعي أن تكون جنازته من ميزانية رئاسة الجمهورية، كما أرسل السادات مبعوثا خاصا إلى أرملة الفقيد للتكفل بكل ما يقتضيه الموقف.
جنازة مهيبة لمحمد التابعي من مسجد عمر مكرم
وبالفعل خرجت جنازة مهيبة للراحل الفقيد من مسجد عمر مكرم حضرها كبار رجال الدولة على رأسهم مندوبا عن الرئيس السادات والسيد حسين الشافعي والمهندس سيد مرعي والدكتور عبد القادر حاتم والدكتور جمال العطيفي وزير الثقافة والإعلام في ذلك الوقت وجميع الكتاب والصحفيين وعدد كبير من الفنانين ولقبته الصحف بعميد الصحافة العربية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.