النصب الزوجي.. حكايات من دفتر أحوال المخدوعين
نسمع كثيرا عن قضايا نصب مختلفة وبأساليب متعددة،، فهذا ذو علاقة وثيقة بمسئول كبير يستطيع أن يقضى الاحتياجات بجرة قلم مقابل مبلغ من المال، وذاك يدعى قدرته على توظيف الأموال أو استثمارها ويستولى على الملايين ثم يختفي، لكن لم يخطر على بال أحد، أن هناك نوعا آخر من النصب هو “النصب فى العلاقة الزوجية”.
النصب فى المؤهل
يوضح ذلك أكثر، قصة شهد التى تزوّجت من شاب أدّعى أنه خريج كلية الإعلام، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك، تقول شهد.م: «تخرجت فى كلية التجارة عام ٢٠١٦، تقدم للزواج منى شاب أكبر منى بـ٣ أعوام، وادعى أنه خريج كلية الإعلام، ويعمل فى مصنع زجاج، فوافقت على الخطوبة منه، وتم الزواج بعد خطوبة دامت ٦ شهور.
وأضافت: “بعد الزواج بعام، كنت أبحث عن وظيفة مرموقة لزوجى للعمل فى إحدى المؤسسات الإعلامية، أو إحدى الشركات الكبرى، وأخبرنى زوج شقيقتى أنه عثر على وظيفة مناسبة لزوجي، وطلبت من زوجى أوراق التقديم ومن بينها شهادة التخرج، ولكنه كان يماطل ومع إلحاحى اعترف لى أنه حاصل على ثانوية عامة فقط وليس بكالوريوس إعلام”.
واستكملت: «كانت صدمة عمري، تركت المنزل وأقمت فى منزل والدى لمدة ٦ شهور، وقررت العودة مرة أخرى بعد إلحاح أهلى والخوف من لقب مطلقة، فارتضيت بالأمر الواقع وعشت معه لمدة عام آخر.
وتابعت: “رغم أننى تقبلت أن أعيش معه بعد تلك الأكذوبة، ولكنه لم يقدر ذلك، فكان يتعدى عليّ بالضرب المبرح على أبسط الأسباب، فقررت رفع دعوى خلع للطلاق منه، وبالفعل تم الطلاق دون إنجاب أطفال”.
وفى قصة جديدة تعرضت لها السيدة أم يوسف، التى تروى مأساتها قائلة: « تزوجت من رجل مطلق، وطليقته كانت حاملا فى ٦ شهور، وعرفنى بنفسه على أنه محاسب فى شركة بترول، حدث بيننا مشاكل كثيرة بسبب سوء معاملته لي، وتركت له منزل الزوجية».
واستكملت: «بعدما علمت طليقته بالمشاكل بيننا، اتصلت بى وسألتنى «هو زوجك شغال إيه»، قولتلها محاسب فى شركة بترول قالتلى «لا دا رجل أمن، وكل شوية يتجوز علشان ينصب على البنات وفور حملها يطلقها ويسرقها»، وقد كان، اكتشفت أنه حاصل على دبلوم وكل شهاداته مزورة.
وتابعت: «بعد حملى فى ابنى زادت المشاكل، وقالى لى «إحنا هنطلق»، قولتله «ادينى حاجاتى كاملة»، قال لى ملكيش حاجة عندي، فقررت رفع دعوى تمكين وقائمة منقولات، واكتشفت أنه مضى عقدا مع والدته أن الشقة باسمها وأنه مأجر الشقة منها مفروش وأن العفش ملكها، ورفعت والدته دعوى طرد من المسكن وكسبتها، وخسرت دعوى التمكين، أقمت دعوى نفقة وعدة ومتعة، ولم أستطع التنفيذ، وطلب منى الإبراء من المتعة والعدة مقابل الحصول على مستلزماتى وعفشي».
إحنا بنشترى راجل
“إحنا بنشترى راجل”، مقولة اعتاد الشعب المصرى على قولها عند عقد القران دون التدقيق فى التفاصيل، وتقول أسماء: «عندما اتفق والدى مع زوجى قبل الزواج على قائمة المنقولات، وأحضر زوجى قائمة منقولات ممضى عليها وأعطاها لوالدي، ومع أول مشكلة تم الطلاق، وعندما طالب والدى من الزوج قائمة المنقولات، قال له «بلها وأشرب ميتها»، واكتشفنا بالفعل أن قائمة المنقولات مزورة، وأنه لم يوقع عليها بنفسه، وخسرت دعوى قائمة المنقولات، واكتشفت أننى رقم فى قائمة ضحايا الزوج، فهو يتزوج من نساء بنفس الطريقة للنصب عليهن فى قائمة المنقولات «نصاب قديم».
النصب على الرجال يبدأ بـ»لايك»
قائمة النصب الزوجى لم تتوقف عند السيدات فقط، فالرجال أيضًا كان لهم نصيب فى ذلك، وأوضح مثال على ذلك إسماعيل الذى يروى قصته بالقول: «الحكاية بدأت بلايك وكومنت على الفيس، لسيدة لاحظت أنها متابعة كل منشوراتي، ثم أرسلت لى طلب صداقة وبالفعل قبلته، وبدأت حوار دردشة بيننا، ثم طلبت منى الزواج، وقالت لى “إيه رايك تتجوزنى وأنا شخصية محترمة والمرأة طلبت من الرسول أن ينكحها، والمرأة لها الحق فى طلب الزواج من الرجل طالما تجده شخصا محترما، وأنا أعلم أنك متزوج لم أطلب منك سوى مهر ٣٠ الف جنيه، وشقتى موجودة، وأن تزورنى يوما فى الأسبوع أو يومين أنا راضية، وتم الزواج”.
يقول الزوج: « بعد الزواج تحوّلت وصارت تخلق مشاكل من لا شيء، ولسان حالها أن تطفش الزبون لوجود زبون جديد واقف فى الطابور ومجهز ٣٠ ألف جنيه»، وتم الطلاق، ولم أكتشف الأمر إلا بعد الطلاق، فقد نجحت خلال سنة فى منع خداع ٦ شباب ولكنها نجحت فى الزواج من ٢ خلال هذه السنة، آخر زوج تزوجته فى شهر ١١ الماضى تزوجته ٣ أيام فقط، واكتشفت بعد ذلك أنها لا تعتد بالعدة الشرعية.
وعن كيفية اكتشاف الزوج قصص نصب زوجته، قال إسماعيل: “اكتشفت ذلك بعدما لاحظت أنها تختلق مشاكل بدون سبب، فاستعنت بأحد الأصدقاء المقربين وفوجئت بقوله لى:” إيه وقعك الواقعة السودا دي، وكشف لى كل ألاعيبها»، كما اتصل بى شخص عرفتنى عليه خلال الزواج، وقال لى أنا عرفت خلاص أنك طلقت، ودلوقتى هقولك اللى مكنتش عايز أقوله وهى على ذمتك، وحكى لى القصة كاملة، واكتشفت أننى الزوج رقم ٣٤ فى حياتها.
واختتم حديثه: “خلال بحثى اكتشفت عددا كبيرا من السيدات يعملن بتلك الطريقة، دعارة مقننة أو دعارة تحت ستار الزواج، وخرجت من التجربة بالانتباه إلى زوجتى وأولادى فقط، لدرجة أن زوجتى تقول لى ”أنا بفكر أشكرها، لأنى لو فضلت عمرى كله أقولك أنك غلط مكنتش هنجح فى اللى هى نجحت فيه».
وفى قصة أخرى، لزوج تعرض لعملية نصب زوجية من زوجته، وعندما حدثت مشاكل بينهما وتركت منزل الزوجية، حاول الزوج أكثر من مرة مصالحتها ولكنها كانت ترفض، وفى آخر مرة وافقت ولكنها اشترطت عليه أن يسدد لها أموال متجمد النفقة ولم توقع بالاستلام إلا بعد الانتهاء من دفع المبلغ كاملا فوافق، وطلب منها التقسيط مع مصاريف المنزل، ومع آخر قسط تركت منزل الزوجية، واكتشف بعد ذلك أنها رفعت دعوى بعدم استلام متجمد النفقة، وأدعت أنها لم تستلم متجمد النفقة، بالفعل تم الحكم بحبس الزوج.
وفى نفس السياق، يقول فهد مرزوق المحامى تلك الوقائع من النصب الزوجى لا يعاقب عليها القانون، لأنها وقائع نصب معنوى لا يمكن إثباته، أو الاعتراف به أمام المحاكم، ولكن القانون يعاقب على وقائع التزوير، فإذا استطاعت الزوجة إثبات أن الزوج قام بتزوير المهنة فى بطاقة الرقم القومى أو قسيمة الزواج يعاقب الزوج بتهمة التزوير.