حماس تزعم نشر لقاءات كيري مع عباس: ترتيبات لحل نهائي مع إسرائيل خلال 9 أشهر.. القدس تحت إدارة مشتركة 10 سنوات.. مطالبة دول الخليج بمنح الجنسية للاجئين.. أمريكا: الوضع بمصر سيشغل حماس عن الاعتراض
زعمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها توصلت إلى تفاصيل لمجمل المحادثات التي جرت خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى خلال اليومين الأخيرين في عمان.
ووصفت "حماس" في بيان لها أن المعلومات التي تم التوصل لها بـ"المهمة والخطيرة"، وادعت أنها حصلت عليها من مصدر شارك في أحد اللقاءين المغلقين، مشيرة إلى أن كيري عرض عدة نقاط على شكل تفاهمات حملة إياها نتنياهو.
وقال البيان إن كيرى حدد فترة زمنية تتراوح بين 6 و9 أشهر كسقف زمني يتم خلاله عقد مفاوضات ثنائية فلسطينية-إسرائيلية تقوم على العديد من الأسس والقواعد، منها أن يتم يشرع الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في عقد محادثات ثنائية دون أي شروط مسبقة خارجة عن المبادئ (التوافقية) المدرجة تاليًا.
وأوضح أنه يتم مشاركة الأردن في الجلسات المتعلقة باللاجئين والقدس والحدود حيثما اقتضى الأمر ذلك، كما يتم تشكيل الجدار العازل القائم حاليًا الحدود الأمنية للدولة (اليهودية) والحدود (المؤقتة) للدولة الفلسطينية التي سيقر بها الطرفان ويعلنانها.
وأشار البيان أنه يتم إجراء تبادل في الأراضي المتنازع عليها، والواقعة ضمن مخطط الجدار المذكور بموافقة الطرفين ومباركة لجنة المتابعة المنبثقة عن الجامعة العربية التي نقلته للوزير كيري خلال زيارتها الأخيرة لواشنطن، والتي تتراوح مساحتها بين 8 و10% من أراضي الضفة الغربية.
وركز البيان على أنه بين الأسس والقواعد التي تم الاتفاق عليها أن يتم تجميد المشاريع الاستيطانية المتعلقة بعدد من البؤر المقرة من قبل الحكومة الإسرائيلية، ولا ينطبق هذا الإجراء على المشاريع القائمة في التجمعات الاستيطانية الكبرى الواقعة في محيط مدينة القدس وغور الأردن، بما فيها مستوطنات معاليه أودميم وزفعات جئيف وهارحوما وجيلو ونيفي يعقوب ورامات شلومو ورامات ألوان وكريات أربع وكذلك المستوطنات ذات الكثافة السكانية.
وأضاف: إن من بين الأسس إعطاء سكان المستوطنات التي يتم تجميد الاستيطان فيها الحق اختيار أي من الجنسيتين اليهودية أو الفلسطينية أو كلتيهما في ختام المحادثات المذكورة.
واستطرد البيان: تم الاتفاق بين كيري وعباس على تتويج المحادثات باتفاق تاريخي في ختام السقف الزمني المذكور على غرار اتفاق أوسلو، يتم خلاله الإعلان عن وقف نهائي للنزاع التاريخي بين الطرفين، وتطبيع كامل مع كل الدول العربية في اجتماع احتفالي تحضره الجامعة العربية وممثلو كل الدول العربية يعلن فيه موافقة إسرائيل على قيام الدولة الفلسطينية وفقا للاتفاق (التوافقي) الذي يبرمه الطرفان في نهاية المفاوضات مقابل اعتراف فلسطيني مماثل بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
وادعت حماس أن كيري عرض على عباس أنه يتم الاتفاق في نهاية المفاوضات على السماح لبعض العائلات الفلسطينية بجمع الشمل في الضفة وغزة، ويمنح الآخرون حق التعويض أو الهجرة بحيث تفتح الدول العربية خاصة الخليجية ذات الوجود الفلسطيني فيها أبوابها لتسهيل ذلك وإعادة تأهيلهم أو تجنيسهم، مع مناشدة عدد من دول الخليج كالسعودية والإمارات العربية والكويت وقطر تمويل صندوق "حق العودة المتعلق بذلك".
وزعمت أنه من بين الأسس المتفق عليها أن يتم وضع القدس الشرقية تحت إدارة مشتركة (دولية- فلسطينية- إسرائيلية- أردنية) لمدة عشر سنوات، بحيث يحق للإسرائيلين المقيمين فيها اختيار هويتهم التي يقررونها.
وقالت حماس إنه تم الاتفاق على ضرورة موافقة الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني على مناقشة مسألة تبادل الأراضي، ولاسيما في الضفة والقدس، في لجان التفاوض على الرغم من بعض النقاط الخلافية غير الجوهرية القائمة حاليًا بين الطرفين في بعض التفاصيل، وخاصة تلك التي تحفظ عليها بعض أعضاء وفد الجامعة العربية والمتعلقة منها بمقترح منح الجنسية لكل فلسطيني مقيم في الخليج منذ أكثر من عشر سنوات.
وأضاف أنه تم الاتفاق على مناقشة الخطوات التنفيذية لهذا الاتفاق خلال المفاوضات التي تقرر لها السقف الزمني المذكور أعلاه، ويمتد تنفيذها إلى عشر سنوات تبدأ مع توقيع الاتفاق.
وأشارت إلى أنه تم الاتفاق على أن تفرج إسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها ممن قضوا عشرين عاما أو أكثر في المعتقلات ولا يشكلون خطرًا أمنيًا عليها.
وكشفت أنه من بين الأسس والقواعد المتفق عليها أن يقوم الرئيس الفلسطيني بالدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة بعد إطلاق الجانب العلني من الاتفاق تحسبًا لاحتمال ظهور اعتراضات عليه، ولن تعلن بنود الاتفاق كاملة للإعلام إلا بعد بدء المفاوضات وانشغال الفلسطينيين بمعارك المجلس التشريعي والرئاسة، مع توقيع الاتفاق في نهاية السقف الزمني المحدد الذي يعلن بموجبه استقلال الدولة الفلسطينية، يدخل الطرفان الفلسطيني والأردني بمباركة إسرائيلية وعربية، في تفاهمات تتناول دورًا أردنيًا أمنيًا جوهريًا في مساندة السلطة الفلسطينية والوقوف إلى جانبها في وجه أي أخطار داخلية أو خارجية محتملة، وذلك في إطار الكونفيدرالية المتفاهم عليها والتي تكون قد نضجت ظروف إعلانها، بالتزامن مع طفرة اقتصادية ثلاثية يكون لإسرائيل دور فاعل في تشكيلتها.
وادعت حماس أن التقرير الخاص جدًا الذي حصلت عليه أفاد أن عباس أوفد أمس الخميس، الدكتور نبيل شعث إلى موسكو سرا وبشكل عاجل لوضع القيادة الروسية في صورة الأمر، وفي انتظار عودة عضو اللجنة نبيل شعث من موسكو، حيث علم أنه حظي بالموافقة المبدئية على الاتفاق، وأن عباس اجتمع مع عدد من قيادات فتح بصورة ثنائية كل على حدة، تجنّبًا لاجتماعات مفتوحة، وذلك تمهيدًا لدعوة المجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين إلى الاجتماع بعد عيد الفطر مباشرة، على غرار اجتماع عام 1996 في غزة الذي تم فيه إلغاء البنود الرئيسية للميثاق القومي الفلسطيني.
كما أورد التقرير- حسبما ذكرته حماس- أن الملك الأردني عبد الله الثاني استدعى إلى عمان عددًا كبيرًا من الشخصيات ذات الأصول الفلسطينية وآخرين من الأراضي المحتلة ومن القدس للتشاور ولدعم الاتفاق، وأبلغ الملك عددًا من هذه القيادات أردنية من أصل فلسطيني بقرب التوصل إلى اتفاق تاريخي في شأن القضية الفلسطينية.
وقالت: لحظ التقرير وجود تململ يتبلور في شكل معارضة ملحوظة لهذا الاتفاق بعد تسرب بعض مضامينه، تلعب فيها السيدة فدوي زوجة مروان البرغوثي دورًا رئيسيًا في التصدي له.
واختتم بيان "حماس" أنه ورد على لسان كيري خلال اجتماعه بعباس قوله تعقيبًا على مداخلة من الأخير أبدى فيها تخوفه من عرقلة حماس للاتفاق فقال: "دعك من هذا الهاجس، سنتدبر أمره وستجد حماس من التطورات المستجدة على الساحة المصرية ما يشغلها عن هذا الشأن ويحصر اهتمامها في تدبر أمرها وأمر وجودها وبقائها من عدمه".