رئيس التحرير
عصام كامل

منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة بعيون الخبراء.. قبول الدول الخمس شرط الانضمام.. وهذه آليات التصدى لـ الفيتو الأمريكي

سفير اسرائيل يمزق
سفير اسرائيل يمزق الميثاق،فيتو

جدد الفلسطينيون مسعاهم لنيل عضوية الأمم المتحدة الكاملة، بما يعني اعترافا عمليا بدولة فلسطينية، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن ضد ذلك المسعى الشهر الماضي، حيث صوتت 143 دولة لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، مقابل رفض 9 أعضاء وامتناع 25 دولة عن التصويت.

 

تصويت الامم المتحدة 

 

قال الدكتور طارق فهمى، الخبير الاستراتيجى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن عدم حسم منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة ليس فشلا خاصة وأن النظام الأساسى يشترط لمنح العضوية الكاملة لأى دولة جديدة موافقة الأعضاء الدائمين بالأمم المتحدة، وبالتالى ما تم حتى الآن هو توصية تؤكد أن هناك اتفاقا جمعيا كبيرا من قبل الدول الأعضاء  بالأمم المتحدة  على منح فلسطين العضوية الكاملة. 

 

 

الدكتور طارق فهمى 

 

وأضاف: "الجمعية العامة للأمم المتحدة هى بمثابة برلمان العالم وبالتالى حينما تصدر توصية بهذا العدد الكبير من الدول الأعضاء بإعطاء فلسطين العضوية الكاملة فهذا أمر بالغ الأهمية، والأمر الآخر هو أن باب  مجلس الأمن ليس الوحيد، لأن الولايات المتحدة الأمريكية اشترطت أولا أن يتم التفاوض بين الطرفين الفلسطينى العربى والأمريكى فى مفاوضات مفتوحة بين الجانبين وليس من خلال الأمم المتحدة أو المنظمة الدولية. 

 

وواصل حديثه قائلا: “هذا الموقف الأمريكى يؤكد حق الفيتو اى النقض وبالتالى هناك آليتان أخرتين يمكن استخدامهما؛ الأولى صيغة متحدون من أجل السلام وهى الصيغة التى تمنح أى قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة شأنه شأن قرار مجلس الأمن بهدف الحفاظ على الأمن والسلم العالميين”. 

 

وتابع فهمي: “أما الصيغة الثانية، فللأمين العام للأمم المتحدة وفقا للمادة 90 من النظام الأساسى لصلاحياته ومهامه لحفظ السلام والأمن العالميين، منح العضوية الكاملة لفلسطين من خلال مجلس الامن ويدعو مجلس الأمن للنظر فى هذا الملف وهناك أكثر من صيغة للالتفاف على الفيتو الأمريكى الذى يمكن أن تستخدمه لمنع منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة”. 

 

وأضاف: “فى كل الأحوال ما حدث حتى الآن خطوة هامة تؤكد على وجود التنظيم الدولى الراعى لما يجرى وهذا امر يمكن البناء عليه بصورة أو بأخرى”. 

 

 

الدكتور محمد مهران 

 

قال الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي العام، إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بشأن التصويت بأحقية منح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الأممية والتوصية بإعادة نظر مجلس الأمن بإيجابية في قراره بشأن منحها العضوية الكاملة، إنجازًا دبلوماسيًا وقانونيًا هامًا يصب في مصلحة تكريس الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وتعزيز مكانته على الساحة الدولية.

 

 

إجماع دولى على أحقية فلسطين بالعضوية الكاملة 

 

وأشار إلى أن حصول هذا القرار على تأييد ساحق بواقع 143 صوتًا مقابل 9 فقط، من بينها أمريكا وإسرائيل، يؤكد على الإجماع الدولي الراسخ حول أحقية الفلسطينيين في ممارسة حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وفق حدود ما قبل يونيو 1967، وهو ما يتسق مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المادة الأولى التي تنص على "تنمية العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب وبأن يكون لكل منها تقرير مصيرها".

 

معايير قبول الدول ذات العضوية الكاملة بالأمم المتحدة

 

 

 وأكد الخبير الدولي، أنه رغم أهمية هذا التصويت إلا أنه لا يحول تلقائيًا فلسطين إلى دولة عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، نظرًا لوجود إجراءات قانونية محددة ينص عليها الميثاق يتعين استيفاؤها، مستشهدًا بالمادة الرابعة التي تنص على أنه "يجوز قبول أية دولة أخرى، تحب السلام وتقبل الالتزامات التي يتضمنها هذا الميثاق وتكون في نظر المنظمة قادرة على الوفاء بهذه الالتزامات، عضوًا في الأمم المتحدة وفقًا لتوصية مجلس الأمن.

 

 

التوصية بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين

 

وأوضح مهران أن هذه المادة تشترط عدة معايير لقبول العضوية، أولها أن تكون الدولة "محبة للسلام"، وهو ما يعني التزامها بمقاصد الأمم المتحدة ومبادئها، كما تتطلب تقديم طلب رسمي بالانضمام، ويعرض هذا الطلب علي مجلس الأمن، كما يجب أن يحظى هذا الطلب بتوصية من مجلس الأمن، على أن تقوم الجمعية العامة بالتصديق على هذه التوصية بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت، وفقًا للمادة 18 من الميثاق.

 

هذه الدولة تعترض حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة

 

وفي هذا السياق، أشار أستاذ القانون الدولي إلى أن العقبة الرئيسية التي قد تعترض حصول فلسطين على العضوية الكاملة تتمثل في اشتراط حصولها على موافقة مجلس الأمن، في ظل الفيتو الأمريكي الذي طالما استخدم لإجهاض أي قرارات تدعم الحقوق الفلسطينية أو تدين الانتهاكات الإسرائيلية، مستشهدًا بأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض أكثر من 40 مرة منذ عام 1972 لحماية إسرائيل من أي إدانة أو عقوبات في مجلس الأمن.

 

ممارسة الضغوط الدولية سيدفع أمريكا لتغيير موقفها 

 

  وشدد  مهران على أن هذا التحدي، رغم خطورته، لا ينبغي أن يثني الجانب الفلسطيني والدول الداعمة له عن مواصلة الجهود والضغوط السياسية والدبلوماسية لاستصدار توصية من المجلس، مؤكدًا أن تكثيف العمل مع الدول الأعضاء وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، قد يدفع واشنطن في لحظة ما إلى إعادة النظر في موقفها وتجنب استخدام الفيتو تحت وطأة الضغط الدولي المتزايد وتنامي الإدانة العالمية لسياسات الاحتلال.

 

 العضوية الأممية الكاملة،ليست بديلًا عن النضال الفلسطيني 

 

وأضاف مهران أن السعي لنيل العضوية الأممية الكاملة، لا ينبغي أن يكون بديلًا عن النضال الفلسطيني على الأرض لإنهاء الاحتلال، وإنما مكملًا ومعززًا له، لافتًا إلى أن الاعتراف الأممي بدولة فلسطين من شأنه تغيير قواعد اللعبة وموازين القوى لصالح الشعب الفلسطيني، وتمكينه من الانضمام للمعاهدات والمنظمات الدولية، وغيرها من الآليات القانونية.

 

إقامة الدولة الفلسطينية مرهونًا بالتزام المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته

 

واعتبر أستاذ القانون الدولي أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، يظل مرهونًا بمدى التزام المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته ذات الصلة، مشددًا على ضرورة توظيف كافة الأدوات السياسية والدبلوماسية والقانونية والأخلاقية لإلزام إسرائيل بالامتثال للشرعية الدولية وإنهاء احتلالها وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني.

 

 

الدكتور ايمن سلامة 

 

وصف الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار بأحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة بـ التاريخي، مشيرا الى أن المشروع حظي بموافقة ١٤٣دولة وامتناع ٢٥ عن التصويت ورفض ٩ دول.



وأوضح سلامة أنه رغم أهمية المشروع إلا أنه مكبل ومشروط بموافقة الدول الخمس دائمي العضوية، مشيرا إلى أن أمريكا لو استخدمت حق الفيتو ضد مشروع القرار فلن يتم تمريره وهو أمر متوقع. 

 

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

 

 

الجريدة الرسمية