كواليس الدورة 17 من المهرجان القومى للمسرح.. «رياض» يسعى إلى تدارك أخطاء النسخة الماضية وزيادة الميزانية وتكريم علاء ولى الدين والبحث عن بديل طارق عبد العزيز
انطلق العد التنازلى للدورة السابعة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى برئاسة الفنان محمد رياض، والمتوقع انعقادها بين شهرى يوليو وأغسطس المقبلين، حيث من المقرر أن تشهد منافسة بين العديد من إنتاجات المسرح المصرى خلال العام كما يصاحبها زخم فنى ومسرحى وإعلامى كبير حول الحدث المسرحى الأكبر خلال العام.
وقبيل بدء التحضيرات والمشاورات للدورة الجديدة من المهرجان القومى للمسرح تتصدر العديد من التحديات التى تواجه إدارة المهرجان فى دورة العام 2024 بعضها يتعلق بما جرى خلال أيام دورة العام الماضى، والتى أقيمت فى صيف عام 2023 وحملت اسم الزعيم عادل إمام.
أما بعض التحديات الأخرى فتتمثل فى رؤى وأفكار جديدة يسعى رئيس المهرجان محمد رياض لتطبيقها فى دورة العام الحالى، بالإضافة إلى قائمة المكرمين خلال المهرجان بدورته الجديدة.
وعلى رأس التحديات أمام إدارة المهرجان تأتى الميزانية، والتى لا تعد مستقلة بذاتها ومعلومة القدر بل هى متغيرة كل عام، لكونها تعتمد بالأساس على تخصيص مالى من الهيئات والقطاعات التابعة لوزارة الثقافة، فهى ليست ثابتة، كما أن حفلى الافتتاح والختام يستحوذان على قدر كبير منها، وكذلك الجوائز كما حدث العام الماضى.
وبالحديث عن الجوائز، فإنها تعد تحديا ثانيا لإدارة المهرجان هذا العام بعد الزيادات التى تم إقرارها فى هذا الملف خلال الأعوام الأخيرة، مما يجعل إدارة المهرجان فى مأزق حقيقى إذا رغبت فى زيادة قيمتها عن العام الماضى، أو استحداث فروع أخرى بها كما حدث العام الماضى من إضافة جائزة أبو العلا السلامونى للنص المسرحى، وفى هذه الحالة سيتم تحميل أعباء جديدة على ميزانية المهرجان.
المهرجان أيضًا سيشهد هذا العام تغييرا حتميا فى إدارته بعد رحيل الفنان طارق عبد العزيز، والذى كان عضوا باللجنة العليا للمهرجان، حيث من المؤكد أن تبحث الإدارة حاليا عن بديل للفنان الراحل لينضم للجنة العليا للمهرجان فى دورته السابعة عشرة.
تحد من نوع آخر ينتظر إدارة المهرجان أيضًا فى ملف المكرمين خلال دورة العام الحالى، حيث كانت دورة العام الماضى قد شهدت سابقة لم تحدث من قبل من تكريم المهرجان لعشر شخصيات فنية ومسرحية، وهو رقم كبير لم تشهده الدورات السابقة، وفى هذا الملف بالتحديد ستجد إدارة المهرجان نفسها بين خيارين أولهما الحفاظ على عدد المكرمين بنفس عدد العام الماضى.
أما الخيار الآخر فيتمثل فى تقليص عدد المكرمين هذا العام، وذلك بخلاف من سيكرم بالأساس هذا العام، حيث كان الفنان محمد رياض قد تحدث فى تصريح خاص لفيتو فى وقت سابق عن نيته تكريم اسم الفنان الراحل علاء ولى الدين ضمن دورة العام 2024، ليكون بذلك أول الأسماء التى يصرح بها رياض بشكل مباشر.
وذلك بعيدا أيضًا حالة الجدل التى صاحبت إعلان المكرمين العام الماضى وسط عدد من الانتقادات حول سيطرة الفنانين على قائمة المكرمين، وذلك على حساب الفنون المسرحية الأخرى من إخراج وإضاءة وسينوغرافيا وكتابة وغيرها، ستبحث إدارة المهرجان هذا العام بشكل مطول ومستفيض أسماء المقرر تكريمهم خلال الدورة الجديدة 2024.
يأتى بعد ذلك كيفية الاحتفاء بالفنانة القديرة سميحة أيوب سيدة المسرح العربى والتى تحمل الدورة السابعة عشرة من المهرجان هذا العام اسمها، حيث تدور العديد من التساؤلات حول إمكانية أن يتم تخصيص محور من المحاور الفكرية والندوات المصاحبة للمهرجان للاحتفاء بها وبمسيرتها، بخلاف تكريم المهرجان لها فى حفل الافتتاح.
بالإضافة إلى الكتاب الذى سيصدره المهرجان عنها، والمتوقع أن يعده أحد كبار النقاد المصريين، والذى لم تستقر إدارة المهرجان عليه حتى الآن.
وأخيرا يأتى ملف ورش المهرجان، وذلك بعدما كانت إدارته قد استحدثت فى دورة العام الماضى أمر انطلاق ورش المهرجان قبل أن تبدأ فعالياته وقبل حفل افتتاحه، فسيكون تساؤل تكرار ذلك هذا العام منطقيا، كما يترتب عليه العديد من الأمور وأبرزها مواعيد استقبال طلبات التقديم للورش فى دورة 2024.
أيضًا يدور تساؤل ستحسم إدارة المهرجان إجابته فى اجتماعاتها الأولى، وهو إمكانية إضافة عدد من المجالات المسرحية لورش هذا العام وذلك سيتوقف على التوافق بين أعضاء اللجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح.
والمهرجان القومى للمسرح المصرى يستهدف عرض نماذج متميزة مما قدم فى فضاءات العرض المسرحى فى مصر خلال عام، من أجل تأصيل ملامح المسرح المصرى المعبر عن شخصية مصر ونشر الرسالة التنويرية لبناء الإنسان المصرى.
وكذلك تشجيع المبدعين من فنانى المسرح على التنافس الخلاق وتحفيز الفرق المسرحية على تطوير عروضها فكريا وأدائيا وتقنيا من أجل المشاركة فى صناعة مستقبل أفضل للوطن.