الثقافة لا تكيل بالبتنجان، الكاتب محمود عطية يبيع مكتبته لتلبية مطالب الحياة الصعبة
في خطوة مفاجئة، أقدم الكاتب الدكتور محمود عطية على بيع مكتبته التي تضم العديد من مؤلفاته، بالإضافة إلى مجموعة من الإصدارات التراثية لعدد من كبار الكتاب والمؤرخين والأدباء الكبار، الأمر الذي أثار حالة من الجدل في الأوساط الثقافية خلال الساعات الماضية.
منشور مفاجئ.. بداية القصة
ونشر محمود عطية مقطع فيديو قصير لمكتبته عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيه: "إنها مرتي الأولى التي أجني فيها مالا من الكتب، مكتبتى بعتها لأصرف على مطالب الحياة الصعبة..وحتى أتواءم مع مجتمعى، نحن نكره الكتب، ونكره من يفكرون، ونكره من يقرأ".
واقعة جديدة بعد محمد أمين
ويأتي ذلك بعد قرابة الشهر على بيع الكاتب الصحفي محمد أمين، بعض مقتنيات مكتبته أيضا في وقت سابق.
سبب إقدام محمود عطية على بيع مكتبته
"فيتو" تواصلت مع الكاتب محمود عطية، الذي أكد في تصريحات خاصة أن هذه الخطوة جاءت لأسباب عديدة بعضها خاص للغاية، موضحا أن أول الأسباب وأهمها هو مروره بضائقة مالية مع زيادة متطلبات الحياة والالتزامات الخاصة به.
قلة نسبة القراء في المجتمع
وأضاف محمود عطية، أن معظم من يمتهنون الكتابة يمرون بضائقات مالية خاصة مع قلة وندرة عدد القراء في مجتمعنا، بالإضافة إلى أن اهتمامات البعض الذي يقرأ تتجه بشكل أكبر للكتب الدينية والتراثية، وليست الفكرية والأدبية والتي تتناول أمورا وأفكارا حديثة متطورة.
مؤلفات العقاد وحسين ومحفوظ
وبسؤاله عن تصدر كتب ومؤلفات العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم من كبار الأدباء قوائم الأكثر مبيعا في معارض الكتاب، وأيضا المكتبات وقطاعات وزارة الثقافة، تابع محمود عطية قائلا: "أعتقد أن ذلك يلزمه بيانات وإحصاءات دقيقة لرصد حجم إقبال الجمهور على هذه الأعمال ومقارنة هذه النسبة مع حجم الشراء والإقبال على الأعمال الدينية التراثية.. وبالتأكيد لا تزال إصدارات هؤلاء الرواد لها جمهورها من القراء المصريين حتى الآن".
معارض الكتاب وإقبال الجمهور على الشراء
كذلك بعد سؤاله عن نسبة الإقبال الذي تشهده معارض الكتب خاصة معرض القاهرة الدولي للكتاب أردف قائلا: "لا تزال هذه النسب ضعيفة، وإذا زار معرض القاهرة للكتاب على سبيل المثال 6/7 ملايين زائر، فهذه كارثة إذا نظرنا إلى إجمالي عدد سكان مصر الذي يصل ل 110 ملايين زائر".
محتويات مكتبة محمود عطية
وأوضح الكاتب محمود عطية أن مكتبته التي باعها كانت تضم العديد من مؤلفاته الخاصة، بالإضافة إلى عدد من نوادر الكتب والنسخ الأولى والأصلية من عدد من الموسوعات ومنها الطبعة الأصلية لموسوعة ألف ليلة وليلة بأجزائها من طبعة مكتبة بولاق، وكذلك خطط المقريزي كاملة عن القاهرة، وغيرها.
الكاتب محمود عطية
وللكاتب الدكتور محمود عطية العديد من المؤلفات والتي دونها خلال مسيرته، وتنوعت كتاباته في العديد من الأشكال والألوان الأدبية ومنها الساخرة مثل كتابه "مصر المفروسة" والذي حقق مبيعات كبيرة عند طرحه في معرض القاهرة للكتاب عام 2009، وله أيضا العديد من المقالات في عدد من الصحف والمجلات المصرية.
البتنجان أهم من الثقافة والعلم
ما يمر به المشهد الثقافى حاليا، فى ظل حالة هجر الكتب والقراءة، وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعى على صناعة المعلومات الزائفة، يعيدنا إلى العام 1971 حينما سخر الزعيم عادل إمام من العلم فى مسرحيته الشهيرة مدرسة المشاغبين بجملته الشهيرة: "العلم لا يقدر بالبتنجان"، هذه الجملة كانت سببا لغضب النخب المثقفة وقتها .
لكن حاليا فإن نفس الجملة فى هذا الزمن فى ظل هيمنة ضغوطات الحياة والهرولة خلف تلبية متطلبات الحياة، لن تثير غضبنا أو تدفعنا للضحك بقدر ما تعكس الواقع بعدما أصبح البتنجان أهم من الثقافة والعلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.