رسالة دكتوراه بجامعة عين شمس ترصد التحديات التي تواجه تحسين جودة القرارات الاستراتيجية بوزارة التعليم
لا يخلو أي بيت مصري من وجود طالب أو طالبة في إحدى مراحل التعليم المختلفة، ولذلك أي بحث علمي في هذا المجال يستأثر باهتمام كبير يصل إلي مرتبة الطعام والشراب، بل وأكثر، لما للتعليم من أهمية بالغة باعتباره "بوصلة " والباب الملكي لجميع كليات التعليم العالي.
وقد ظهرت مؤخرا إحدي الرسائل العلمية الهامة التي جذبت أنظار المهتمين بالتعليم في مصر وجاءت تحت عنوان " تحسين جودة القرارات الاستراتيجية بوزارة التربية والتعليم فى مصر باستخدام النظم الخبيرة" حصل من خلالها الباحث صلاح محمد مختار حميدة على درجة دكتوراة الفلسفة في التربية.
تخصص " الإدارة التربوية " بكلية التربية جامعة عين شمس
تكونت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة من د. مرفت صالح ناصف أستاذ التربية المقارنة جامعة عين شمس" رئيسا ومشرفا"، ود. نهلة عبد القادر هاشم أستاذ التربية المقارنة جامعة عين شمس "عضوا ومناقشا"، ود. نهلة سيد أبو عليوة استاذ ورئيس قسم التربية المقارنة جامعة حلوان "عضوا ومناقشا"،ود. دعاء محمود جوهر استاذ مساعد بقسم التربية المقارنة جامعة عين شمس "مشرفا".
أكد الباحث في رسالته أن المؤسسات التعليمية الحديثة تواجه العديد من التحديات نتيجة للثورة العلمية والتكنولوجية وظهور مفاهيم جديدة كالعولمة.
طالب الباحث في رسالته بإعادة النظر فى النظم التربوية وتحديد مكانة التكنولوجيا فيها والتى توسعت محتوياتها وتعددت أهدافها، مما يتطلب الاهتمام بتطوير التعليم بالعمل على تحسين الأداء وتطويره، لتحقيق الأهداف المنشورة والتى تمثل انعكاسًا لأهداف النتيجة المجتمعية الشاملة ومتطلباتها وهو ما يرتبط بأسلوب عمل الإدارة، فلا تستطيع الإدارة العليا أن تحقق أهداف باعتمادها على الأسلوب التقليدى فى ظل الوضع العالمى الراهن الذى يتميز بسرعة التنفيذ.
أشارت الرسالة إلى أن النظم الخبيرة أهم تقنيات الذكاء الاصطناعى، نظرًا لاستخدامها فى حل المشكلات فى مختلف المجالات والمهام، فهى نظم ذكية تستخدم المعرفة البشرية المخزونة فى الحاسب لحل المشكلات التى تتطلب عادة الخبرة البشرية النادرة، أو تستخدم لإعطاء المشورة لمتخذ القرار فى مجال معين.
كشف صلاح حميدة في رسالته أن عملية صنع القرار فى المؤسسات التعليمية من حتميات الأمور فى الإدارة عامة والإدارة التربوية خاصة، وهذه العملية لا تعتبر وظيفة مستقلة عن وظائف الإدارة، وإنما تعتبر بمثابة الوسيلة والأداة الأساسية لممارسة جميع وظائف الإدارة من تخطيط وتوجية وتنسيق ورقابة ، مشيرا إلى أن عملية صنع القرار عملية ديناميكية تمثل المضمون العام لنشاط الإدارة على جميع المستويات الإدارية.
موضحا أنه بالرغم من الجهود التى تبذلها وزارة التربية والتعليم من دعم للقرارات التى يتم اتخاذها على مستوى الوزارة، من خلال تطوير نظم المعلومات، والتى تجتذب اهتمام برامج واستراتيجيات الإصلاح التى يتبناها قطاع التعليم قبل الجامعى منذ بداية التسعينيات، حيث يتم تحديث المعدات والبرمجيات وتدريب الكوادر البشرية على المستحدثات فى مجال نظم المعلومات والاتصالات والتوسع فى تطبيقاتها فى التخطيط والمتابعة والتقويم واتخاذ القرار على جميع مستويات الوزارة إلا أن هذه الجهود مازالت مبكرة
كما أن هناك العديد من المشكلات المرتبطة بعملية صنع القرار الاستراتيجى بوزارة التربية والتعليم وتعيقها عن ملاحقة تطورات العصر بكافة متغيراته، وعن القيام بدورها على الوجه الأكمل لتحقيق أهدافها.
مشكلة البحث
تساءل الباحث في رسالته: كيف يمكن تحسين جودة القرارات الاستراتيجية بوزارة التربية والتعليم فى باستخدام النظم الخبيرة؟ ثم تفرع هذا السؤال الرئيسي الي أسئلة فرعية أخري هي.. ما الأسس النظرية للنظم الخبيرة ودورها فى تحسين جودة القرارات الاستراتيجية بالمؤسسات التعليمية فى الفكر الإدارى المعاصر؟، وكذلك ما واقع منظومة صنع القرارات الاستراتيجية بوزارة التربية والتعليم من الوثائق والتقارير الرسمية؟، بالاضافة الي ما الوضع الراهن لمنظومة صنع القرارات الاستراتيجية بوزارة التربية والتعليم ميدانيًّا؟، وما ما البدائل المقترحة لتحسين جودة القرارات الاستراتيجية بوزارة التربية والتعليم باستخدام النظم الخبيرة؟، وما هو النظام المقترح لتحسين جودة القرارات الاستراتيجية بوزارة التربية والتعليم باستخدام النظم الخبيرة؟
وتضمنت حدود البحث.. حدود بشرية.. يقتصر البحث على القيادات العليا بوزارة التربية والتعليم بديوان عام الوزارة وتشمل رؤساء القطاعات ورؤساء الإدارات المركزية ومديري العموم بالإضافة الي حدود موضوعية، يقتصر البحث الحالي فى حده الموضوعي على النظم الخبيرة، وتتضمن المدخلات وتشمل، العناصر التشريعية، ومنها القوانين والقواعد والضوابط التي يستخدمها النظام علاوة علي العناصر البشــرية، وتتضمن خبير المجال، مهندس المعرفة، المبرمج، مستخدم النظام أما العناصر المـادية والتكنولوجية، فتتضمن المعدات والأجهزة التكنولوجية، والبرمجيات.
واشتملت المعلومات في الرسالة علي العمليات، وتتضمن تحديد المشكلة.، جمع المعلومات والمعارف وتحليلها، تحديد البدائل الممكنة لحل المشكلة والمفاضلة بينها، اختيار البديل المناسب لحل المشكلة واختبار صحته، متابعة تنفيذ القرارات الاستراتيجية وتقويمها، وفيما يتعلق بالمخرجات، أكدت الرسالة أنها تتضمن، قرارات استراتيجية جيدة ورشيدة.
وأفردت الرسالة جانبا هاما للقرارات الاستراتيجية، وخصت بالذكر، القرار رقم 313 بتاريخ7/ 9/ 2011 بشأن إعادة تنظيم التقويم التربوي الشامل المطبق على مرحلة التعليم الأساسي بحلقتيها الابتدائية والإعدادية، وكذلك، القرار رقم 449 بتاريخ 23/ 11/ 2013 بشأن تنظيم التعليم الخاص بالإضافة الي القرار رقم 285 لسنة 2014 بتاريخ 28/ 6/ 2014 بشأن المدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات.