مصطفى صادق الرافعي.. اكتفى بالابتدائية بسبب إصابته بمرض التيفود.. أحد أقطاب الشعر العربى فى القرن العشرين.. ولقب بمعجزة الأدب العربي
مصطفى صادق الرافعى، أحد أقطاب الشعر العربى فى القرن العشرين، ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي، هو رائد فى كتابة المقال، عرف بأصالة الفكر وقوة الحجة والبيان حتى لقب بمعجزة الأدب العربي ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1937 عن 57 عاما.
نشأ الكاتب والمفكر مصطفى صادق الرافعى نشأة إسلامية، وحفظ القرآن قبل أن يبلغ العاشرة، واجه الغزو الأوروبي، وحارب اتجاه الناس لتقليد كل ما هو من عادات وتقاليد بعيدة عن روح الإسلام، والتى ما زالت مظاهرها تتزايد حتى يومنا هذا، فوقف الرافعى متصديًا لكل ذلك، وكان يرى أن اللغة العربية بخصائصها المميزة هي روح الأمة، وهي قوام فكرها ووعاء ثقافتها، ويجب أن تصان عن الإسفاف والابتذال، فكان لسان الامة المدافعة عن قيمتها وكرامتها بأدبه وفنه وكتاباته.
مصرى من أصل سورى
ولد مصطفى صادق الرافعى عام 1880 بقرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية عن أبوين سوريين، عمل والده رئيسا للمحكمة الشرعية بطنطا، فانتقل مع أسرته للعيش فى طنطا، ورغم أصوله غير المصرية إلا أنه كان عاشقًا لتراب مصر، فكتب الأناشيد الوطنية كنشيد “اسلمى يا مصر إنا للفدا، ولكِ يا مصر السلامة” وغيرها من القصائد النثرية والشعرية، وأشاد بدعوة الحزب الوطنى لإنشاء "الجامعة" كفكرة وطنية، لكنه سرعان ما فقد ثقته فى الأحزاب السياسية بعد ما رآه من صراع بين الأحزاب، وما تفعله من انشقاق فى صفوف الجماهير،
لم ينل مصطفى صادق الرافعى" من التعليم قسطا وافيا غير حصوله على المرحلة الابتدائية وذلك بسبب إصابته بمرض "التيفود"، فظل يعانى منه، وأصابه فى أذنه، حتى فقد سمعه تماما فى سن الثلاثين، ولكنه تجاوز مرضه وصممه ولم يمنعه عجزه من السير نحو هدفه، فاستعاض عن عدم استكمال تعليمه بمكتبة والده فعكف يطالع ما بها من نفائس الكتب، فأحب الخلوة مع نفسه، واستطاع أن يكتسب ثقافة رفيعة وضعته فى الصف الأول من أدباء عصره.
من وحى القلم يضم مقالات الرافعى
بدأ الرافعى كتابة الشعر عام 1910، واستطاع أن يجعل لشعره صوتًا مسموعًا بين أبناء جيله، ودعا الى التجديد فى فنون الشعر وقوافيه، ثم انصرف عن كتابة الشعر فكان يرى "أن فى الشعر العربى قيودًا لا تتيح له أن ينظم كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه"، وهذه القيود هى الوزن والقافية، وانتقل إلى كتابة النثر التى حفظت له مكانته الخاصة المستقلة فى الأدب العربى المعاصر، فأصبح يكتب فى ثلاثة ميادين أولها قصيدة النثر، وثانيًا ميدان الدراسات الأدبية، وأخيرًا كتابة المقال الذى تجلت فيه عبقريته، وهذه المقالات جمعها فى كتابه "من وحى القلم ".
من كاتب بالمحكمة لكتابة الشعر
بدأ مصطفى صادق الرافعي حياته العملية كاتبا في محكمة طلخا الشرعيّة عام 1899 براتب شهرى أربعة جنيهات، وكان لمنصب أسرته وأبيه في المحاكم الشّرعيّة ونفوذهم دور في ذلك، وكان يرى أنها وظيفة للعيش فقط،، ومن ناحية أخرى لم ينقطع عن قراءته للكتب والتعلم على عكس ما كان يفعل في عمله، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل في محكمة إيتاي البارود الشرعيّة، وبعدها إلى محكمة طنطا الشرعيّة، ثمّ انتقل بعد سنتين إلى محكمتها الأهلية وبقي فيها حتّى آخر حياته، وكان الرافعيّ مرجعًا لكُتاب المحاكم التي يعمل فيها، فيأخذون مشورته فى أمورهم حتى أن وزارة العدل كانت ترجع اليه احيانا فى استفساراتها.
هجوم شديد على الرافعى
واجه الرافعي اتهامات كثيرة تتعلّق بوطنيّته في مِصر خاصّة مع من يختلفون معه في الأدب، إلّا أنه كان يرى دائمًا أن الوطن يكمن في الأرض المسلمة العربية، ويقول في ذلك: "أفتراهم يتهمونني في وطنيتي لأنني في زعمهم غير مصري وفي مِصر مولدي وفي أرضها رفات أبي وأمي وجدي".
هاجم الأديب عباس محمود العقاد الكاتب مصطفى صادق الرافعى بسبب هجومه فى أحد مقالاته على سعد زغلول وبسبب نقده الشديد لبعض قصائد أحمد شوقى، فكتب الرافعى يرد عليه فى مجموعة مقالات ضمها كتابه تحت عنوان “ على السفود ” يقول: أما العقاد أحترمه وأكرهه لأنه شديد الاعتداد بنفسه قليل الإنصاف لغيره، ولعله أعلم الناس بمكاني في الأدب.. وأحترمه لأنه أديب قد استمسك أداة الأدب وباحث قد استكمل عدة البحث فصَّير عمره على القراءة والكتابة فلا ينفك كتاب وقلم".
تزوج مصطفى صادق الرافعي وهو فى الرابعة والعشرين، من شقيقة صديقه الكاتب عبد الرّحمن البرقوقي صاحب كتاب اسمه "البيان"، واستمر زواجه ثلاثة وثلاثون عامًا، وما شكا يوما من هما ناله، فقال أصدقائه إنه كان مثالا للحب والوفاء لأهل بيته، ورغم ذلك كان ممن هاموا حبا بالأديبة مى زيادة مثل العقاد ولطفى السيد وجبران..لكنه من طرف واحد، ومن هنا أصدر كتبا تهتم بفلسفة الحب والجمال مثل: رسائل الأحزان، والسحاب الأحمر، وأوراق الورد.
لقبه زكى باشا بشكسبير العرب
أصدر الرافعى مجموعة كبيرة من المؤلفات منها: تاريخ الأدب العربى، حديث القمر، تحت راية القران وفيه ردا على كتاب الدكتور طه حسين فى الشعر الجاهلى، الجمال الفنى فى البلاغة النبوية،، كتاب المساكين..وقد لقى هذا الكتاب احتفالًا كبيرًا من أهل الأدب، حتى قال عنه أحمد زكى باشا: "لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وفيكتور هيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته.
إشادة من مصطفى كامل
كما قال عن أعماله الزعيم مصطفى كامل "سيأتى يوم إذا ذكر فيه الرافعى قال الناس: هو الحكمة العالية مصوغة فى أجمل قالب من البيان"، وقال عنه الأديب عباس محمود العقاد عند وفاته: إن للرافعى أسلوبا جزلا، وإن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه فى الطبقة الأولى من كتاب العربية المنشئين.
دفاع عن القرآن ولغته وبيانه
من أقوال مصطفى صادق الرافعى المأثورة: أنا لا أعبأ بالمظاهر والأغراض التي يأتي بها يوم وينسخها يوم آخر، والقبلة التي اتجه إليها في الأدب إنما هي النفس الشرقية في دينها وفضائلها، فلا أكتب إلا ما يبعثها حية ويزيد في حياتها وسمو غايتها، ويمكّن لفضائلها وخصائصها في الحياة، ولذا لا أمس من الآداب كلها إلا نواحيها العليا، ثم إنه يخيل إلي دائما أني رسول لغوي بعثت للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه، فأنا أبدا في موقف الجيش تحت السلاح.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.