منها الإخلاص في العبادة والخضوع لأمر الله، تعرف على مقاصد الحج
أحكام الحج، الحج ركن من أركان الإسلام، وفريضة من الفرائض التي فَرَضها الله تعالى على مَن يستطيع أداءها من عباده.
بيان فرضية الحج في القرآن والسنة
الحج شعيرة من شعائر الإسلام، وفريضة من الفرائض التي فَرَضها الله تعالى على مَن يستطيع أداءها من عباده؛ مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]؛ فهو أحد أركان الإسلام؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» متفقٌ عليه، وهو واجب على المستطيع مرةً في العمر.
إن للحج مجموعة من الحِكم والمقاصد؛ أهمها: التحقق بعبودية الله تعالى؛ بالامتثال لأمره، وإخلاص العبادة له، وتعظيم شعائره، وإقامة ذكره، والاستعداد للآخرة وتذكرها، والتحلي بمكارم الأخلاق، وتقرير مبدأ المساواة بين عامة المسلمين، وتدريب المسلم على علوِّ الهمة وقوة العزيمة
حكم الحج ومقاصده
للحج مجموعة من الحِكم والمقاصد التي من أجلها شرعه الله سبحانه وتعالى، وأهم هذه الحِكَم:
ــ التحقق بعبودية الله تعالى؛ بالامتثال لأمره تعالى، وإخلاص العبادة له، ففي القيام بحج البيت المعظم إعانة للعبد على كمال التحقق بالعبودية لمولاه، وكمال الانقياد والامتثال لأوامره.
قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/ 266، ط. دار المعرفة): [فأما ترددات السعي، ورمي الجمار، وأمثال هذه الأعمال -فلا حظ للنفوس، ولا أنس فيها، ولا اهتداء للعقل إلى معانيها؛ فلا يكون في الإقدام عليها باعث إلا الأمر المجرد، وقصد الامتثال للأمر من حيث إنه أمر واجب الاتباع فقط، وفيه عزل للعقل عن تصرفه، وصرف النفس والطبع عن محل أنسه؛ فإن كل ما أدرك العقل معناه مال الطبع إليه ميلًا ما؛ فيكون ذلك الميل مُعينًا للأمر، وباعثًا معه على الفعل؛ فلا يكاد يظهر به كمال الرق والانقياد؛ ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحج على الخصوص: «لبيك بحجة حقًّا تعبدًا ورقًا»؛ ولم يقل ذلك في صلاة ولا غيرها] اهـ.
-تعظيم شعائر الله تعالى، والتي منها مناسك الحج؛ من الوقوف بعرفة، والسعي بين الصفا والمروة، والطواف حول الكعبة، وغير ذلك من مناسك الحج، وتعظيمها يكون بأدائها والقيام بها على أكمل وجه؛ وهو مطلب شرعي؛ إذ إنه أمرٌ يُورث العبد نورًا في قلبه؛ قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (15/ 541، ط. دار هجر): [إنَّ الله تعالى ذِكْرُهُ أخبر أن تعظيم شعائره، وهي ما حمله أعلامًا لخلقه فيما تعبدهم به من مناسك حجهم، من الأماكن التي أمرهم بأداء ما افترض عليهم منها عندها والأعمال التي ألزمهم عملها في حجهم: من تقوى قلوبهم: لم يخصص من ذلك شيئًا، فتعظيم كلِّ ذلك من تقوى القلوب... وحقٌّ على عباده المؤمنين به تعظيم جميع ذلك] اهـ.
وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 56، ط. دار الكتب المصرية): [﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمرٌ أشعر به وأعلم... فشعائر اللَّه: أعلام دينه، لا سيما ما يتعلق بالمناسك... وأضاف التقوى إلى القلوب؛ لأن حقيقة التقوى في القلب] اهـ.
ــ إقامة ذكر الله تعالى؛ فذكر الله تعالى من حِكَم الحج ومقاصده الظاهرة؛ قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ﴾ [البقرة: 198]، وقال سبحانه: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28].
وورد عن أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ» أخرجه أبو داود في "سننه".
-الاستعداد للآخرة وتذكرها؛ وذلك بتقوى الله؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].
قال الإمام ابن كثير في "تفسيره" (1/ 548، ط. دار طيبة): [لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها؛ كما قال: ﴿وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ [الأعراف: 26]] اهـ.
- التحلي بمكارم الأخلاق؛ فمن انتوى حج بيت الله يتوجب عليه الإمساك عن كل منافٍ لمكارم الأخلاق، والبعد عن الترف واللهو والشهوات، كما يتوجب عليه التوجه للأعمال الصالحة؛ امتثالًا لأمر الله تعالى: ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾ [البقرة: 197]؛ فهذا يهذب طباع الحجاج، ويضبط أخلاقهم؛ ليكون حجهم مبرورًا كما ورد في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قال: «وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ» متفق عليه
- تقرير مبدأ المساواة بين عامة المسلمين؛ ففي اجتماع الحجاج من جميع البيئات والطبقات في صعيد واحد، وبلباس واحد، ووقت واحد؛ لأداء نسك واحد دليلٌ على أنهم جميعًا سواسية؛ فقد ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده".
- تدريب المسلم على علوِّ الهمة وقوة العزيمة وتحمل المتاعب والصبر على المشاق؛ فالقيام بأعمال الحج ومناسكه من انتقال الحاج من بلده إلى مكة تدريب على رفع الهمم وشحنها.
قال الإمام النووي في "الإيضاح" (ص 35): [ففي انتقال الحاج من بلده وسفره إلى مكة، توسيع لدائرة فكره، ومعرفته، وتدريبه على احتمال متاعب الحياة، واكتساب فضيلة الصبر، وفي إحرامه من الميقات ضبط لعزيمته، وسبب لعلو همته] اهـ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.