طوفان الأقصى، علاقة تحرير بيت المقدس باقتراب الساعة
بيت المقدس، تدور معركة طاحنة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ 8 أشهر واشتدت المعركة في الأيام الأخيرة مع بدء الاجتياح البري لرفح وإغلاق معبر رفح الفلسطيني من قبل جيش الاحتلال الذي يكون بمثابة بدء إعلان تجويع الشعب الفلسطيني ومع تصاعد الأحداث يتساءل الكثير والكثير عن علاقة ما يحدث في غزة بعلامات يوم القيامة وزاد البحث عن ذلك مع بدء الاحتجاجات والاعتصامات في الجامعات الأوروبية فهل لذلك علاقة بنهاية الزمان؟، نسرد لكم ذلك في السطور التالية:
بشرى الرسول بفك الحصار عن المسجد الأقصى
برغم حرب الإبادة التي تحدث تجاه الفلسطينيين وفي ظل الاقتحامات المستمرة لمسجدنا الأقصى، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر في أحاديثه الشريفة بزوال اليهود وعودة القدس إلى المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْه" رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: (٢٩٢١) حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عن ابي هريرة، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قالَ: ” لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنّه مِن شَجَرِ اليَهُود..“.
منزلة القدس في الإسلام
ومدينة القدس بوابة الأرض إلى السماء، وكذلك هي بوابة السماء إلى الأرض، وأن الله رب العالمين قد حباها بعدة مميزات وبركات ومنحها للمسلمين، فهو له مكانة عظيمة عند الله عز_وجل حيث أسري برسولنا الحبيب من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فقال_تعالى " سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".
والمسجد الأقصى: هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”.
علامات الساعة كما وردت السنة النبوية
ثبت بالكتاب والسنة الصحيحة، أن هناك علامات وشروط تسبق قيام الساعة منها: الذي ظهر وانتهى مثل بعثة الرسول ووفاته، انشقاق القمر وغيرها.
ومنها ما زال يظهر ويكثر مثل: البنيان العالية (الأبراج السكنية)، كثرة الهرج والمرج، انتشار الزنا وغيرها.
ومنها ما لم يظهر بعد مثل: نزول عيسى ابن مريم، وخروج المسيح الدجال، وطلوع الشمس من مغربها، والدابة التي تتحدث للناس.
- ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبي (ﷺ) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشيء قد نسيت، فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه. (البخاري، الصحيح الجامع، رقم 6348)
- روى أبو زيد عمر بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه، قال: صلى بنا رسول الله (ﷺ) الفجر، وصعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل، فصلى، ثم صعد المنبر، فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل، فصلى، ثم صعد، فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا. فهذه أدلة صحيحة على أن النبي (ﷺ) قد أخبر أمته بكل ما هو كائن إلى قيام الساعة، فيما يخصهم.
موعد قيام الساعة
موعد الساعة هو في علم الغيب لا يعلمه إلا الله، كما دل على ذلك في الكتاب الكريم، قال تعالى: ﴿يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [الأعراف: 187
وقال تعالى: ﴿يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا*﴾ [الأحزاب: 63] وقال تعالى: ﴿يسألونك عن الساعة أيان مرساها *فيم أنت من ذكراها *إلى ربك منتهاها *﴾ [النازعات: 42-44].
لما سأل جبريل عليه السلام رسولَ الله (ﷺ) عن وقت الساعة -كما في جاء حديث جبريل الطويل- قال النبي (ﷺ): «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» وذلك يدل على أن جبريل لايعلم موعد قيام الساعة ولا النبي صلى الله عليه وسلم.
رد العلماء على سؤال علاقة طوفان الأقصى باقتراب يوم القيامة
قال العلماء إن أحداث فلسطين لا تعني اقتراب الساعة فالفلسطينيين يحاربون اليهود منذ 1948، وعلى الإنسان أن ينشغل بنفسه فقط، لأن القيامة بالنسبة له هي نهاية وجوده في هذه الحياة، فإن كانت القيامة اقتربت ما الذي يضرني أو ينفعني، وعلينا أن نعمل وكأن القيامة بعد ساعة.
نهاية اليهود في السنة النبوية
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة: “أن رسول الله ﷺ قال: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ”
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: حَدَّثَنا أبُو بَكْرِ بْنُ أبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عن ابي هريرة، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قالَ: ” لا تَقُومُ السّاعَةُ حتّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلّا الغَرْقَدَ، فإنّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ.. “.
وفي هذين الحديثين بشرى عظيمة للأمة الإسلامية حيث تكون نهاية اليهود على أيدي المسلمين.
نهاية حتمية لليهود على يد المسلمين
ونهاية اليهود وإبادتهم هذه المرحلة متأخرة وستكون من علامات القيامة الكبرى، حيث سيظهر الدجال وهو يهودي من جهة الشرق، وحيث سيتبعه من يهود أصفهان وحدها من إيران سبعون ألف يهودي كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:” يَتْبَعُ الدَّجّالَ مِن يَهُودِ أصْبَهانَ، سَبْعُونَ ألْفًا عليهمُ الطَّيالِسَةُ ” صحيح مسلم ٢٩٤٤.
والآن لعله لا يوجد فيها خمسة أفراد يهود، ثم يحارب عيسى بن مريم عليه السلام الدجال ومن معه من اليهود، ويقتل الدجال بيده الشريفة عليه السلام، وفيها سيقضي المسلمون على كل يهودي، وفيها سيتحقق قول رسول الله صلى الله عليه سلم: “لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله”، نرى أن هذا الحديث الصحيح، يتكلم عن الجولة الأخيرة من الجولات العديدة، للحرب الطويلة، والتي تنتهي بإفناء كل يهودي، والتي تقوم بعدها الساعة. أما قوله:” فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليتبروا ما علوا تتبيرًا”.
بيت المقدس مع نهاية اليهود
عن بيت المقدس مع نهاية اليهود قال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم” رواه أبو داود وصححه الألباني وفي هذا الحديث إشارة واضحة إلى ارتباط أرض فلسطين بأبو الأنبياء وارتباط المؤمنين بها واتخاذها دار هجرة لهم إلى نهاية العالم كما قال معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال، وخروج الدجال” رواه أبو داود وأحمد وصححه الألباني، والحديث ينص على مستقبل عمراني كبير لبيت المقدس في ظل الإسلام كما أن المدينة المنورة اليوم تشهد نهضة عمرانية ضخمة.
مشاهد احتلال وتحرير بيت المقدس على مر العصور
وشهد بيت لأكثر من تسعين عاما معاناة، وكانت أول معاناة في نوفمبر 1095م -488هـ على يد بابا روما "أوربان الثاني" - الفرنسي الأصل - الذي دعا لأكبر اجتماع للقساوسة والكرادلة والرهبان في تاريخ النصرانية، بالإضافة للعديد من ملوك وأمراء وكونتات أوروبا، لاتخاذ أخطر قرار في القرون الوسطى، وقد بدأ الاجتماع بخطبة حماسية كانت بمثابة "إعلان حرب مقدسة" ضد العالم الإسلامي.
ولعبت كلمات البابا التي كانت خليطًا من الكذب والافتراء والتعصب والكراهية الدينية والتحريض الحماسي على العالم الإسلامي، على أوتار الطمع والعنف، والتعصب الديني، والكراهية التاريخية، والطموح السياسي والعسكري في نفوس الحاضرين؛ فانطلقت الصيحات من كل جانب بحماسة أرادها " أوربان الثاني" منذ البداية؛ "الرب يريدها، الرب يريدها"، وهي ما أطلق عليه" الحروب الصليبية".
والمعاناة الثانية التي تعرض لها بيت المقدس كانت منتصف شهر يوليو سنة 1099م، 22شعبان سنة 492 هـ وهي سقوط مدينة القدس بين يدي الصليبيين بعد حصار استمر خمسة أسابيع، حيث تعرض سكان المدينة للمجازر والنهب والسلب والقتل؛ فقتل سبعون ألفًا من أهلها ومن زوار بيت المقدس، إضافة إلى تخريب بيت المسجد الأقصى ونهب محتوياته، ثم تحويله إلى مستودع لخيولهم.
أما المشهد الثالث يروي كيف تنفس بيت المقدس الصعداء وهذا حدث في 2 أكتوبر سنة 1187م/ 27 الموافق رجب سنة 583 هـ على صلاح الدين الأيوبي الذي دخل بيت المقدس بعد حصاره لعدة أسابيع، حيث أقيمت أول صلاة جمعة في القدس الشريف بعد أكثر من تسعين سنة من المنع والإغلاق، ورحلة تحرير بيت المقدس والتي تم تتويجها بيوم الفتح الكبير في 27 رجب سنة 583، على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي، لم تكن رحلة رجل واحد، بل بدأها عماد الدين زنكي أمير الموصل الذي ظل يجاهد حتى استشهد سنة 541 هـ، وحمل الراية من بعده ولده: نور الدين محمود -الملقب بالشهيد- وعلى يديه عادت كثير من البلدان المسلمة إلى حوزة الإسلام، وكان من أكبر وأخلص رجاله وأعوانه وقادته؛ الأسرة الأيوبية، ببطليها نجم الدين أيوب، وأخوه أسد الدين شيركوه، والابن صلاح الدين الأيوبي الذي تكللت على يديه رحلة تحرير بيت المقدس.
والسؤال هنا وفي ظل الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى هل تتكرر رحلة صلاح الدين الأيوبي بعد عملية طوفان الأقصى التي أحيت القضية الفلسطينية؟ داعيا المولى عز وجل أن يحفظ فلسطين وشعبها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.