فيلم السرب
بدأت دور العرض المصرية في عرض الفيلم السينمائي السرب، هذا الفيلم لا أعتبره فيلما سينمائيا كباقي الأفلام السينمائية التي امتلأت بها قاعات العروض السينمائية، أظن أن هذا الفيلم الذى لم أشاهده بعد، هو وثيقة تجسد حالة لم تتكرر في التاريخ المصري القريب والبعيد، الفيلم يوثق خروج وحدات من الجيش المصري إلى خارج الحدود لأول مرة منذ عشرات السنين ثأرا لـ 21 مصريا تم نحرهم في ليبيا أمام الشاشات في وقت السيولة الإرهابية التي كانت سائدة.
الحقيقة وبمناسبة عرض الفيلم لم أجد سوى كلمات كنت كتبتها قبل ما يقرب من عامين عن ذات الموقعة التي يجسدها الفيلم، أعيد نشرها هنا في هذه المساحة اعتزازا وتقديرا بجيش مصر وقائد جيش مصر.
يتبارى كثيرون من المؤيدين والمعارضين والرافضين والكارهين، في التشابك والتشاجر، وأحيانا الخناق، حول إنجازات الرئيس السيسي بعد سنوات من توليه مسئولية الحكم في البلاد. الجدل عنيف حول المشروعات القومية وجدواها والفوائد التي عادت من ورائها علي الشعب المصري بكافة فئاته.
كل فريق وحسب نظرته له أسانيد يقول بها في مسألة جدوى وفوائد هذه المشروعات من عدمه، وكما أشرت فهناك المؤيد علي الإطلاق، وهناك المعارض علي الإطلاق أيضًا، وهناك المعارض المُحب كما أن هناك الرافض والكاره.
والحقيقة أني لست معنيًا في هذا المقام بالتعقيب علي هذه المشاحنات، وبيان مدى انحيازي لأي من الفرق المتنازعة حول جدوي المشروعات القومية، هذا ليس تقليلًا أو هربًا من التماس مع هذه القضية.. مطلقًا.. أنا فقط أجنب الإفتاء بما أعتقده في هذه القضية إلى حين وربما أتناوله في مقالات أخرى.
ما أرغب الإشارة إليه والتأكيد عليه، هو تلك الإنجازات التي أداها الرئيس السيسي، وتحسب ضمن كشف حساب رئاسته وتوليه مسئولية البلاد.
أيضا أود الإشارة إلى بعض الإنجازات التي تحسب خالصة ضمن كشف حساب الرئيس السيسي، واتفق الجميع المؤيدون والمعارضون، على السكوت عنها وعدم الالتفات إليها رغم اعتقادي أنها إنجازات ضخمة ولا توصف بكلمات قليلة أو أوصاف تعبيرية.
أظن إن الإنجاز الأبرز المسكوت عنه في كشف حساب الرئيس السيسي، هو ذلك الإنجاز غير المسبوق في إزالة حاجز التفرقة والانقسام بين عنصري الأمة، ذلك الحاجز الذي استجد منذ عقود وكان يتضخم يومًا بعد يوم، وكان ينذر بتدمير هذا المجتمع من الداخل.
السيسي.. وإحقاقا للحق، وليس نفاقًا ولا رياءً قضي تمامًا علي ذلك الحاجز وأوجد بدلًا منه أرضية صلبة من التكاتف والتراحم بين كل أبناء مصر دون التفرقة بين فئة أو جماعة. السيسي.. هو الرئيس المصري الوحيد وبصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي خرجت في عهده وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة إلى خارج الحدود للثأر من قتلة المصريين الـ 21 الذين تم ذبحهم بأيدي إرهابيين عملاء في ليبيا، بهدف شق الاستقرار في مصر.
خرج نسور الجو المصريين بتوجيه السيسي، يحملون أبطالا من أسلحة مختلفة في الجيش المصري للإغارة علي مصاجع قتلة أبنائنا الأقباط، ونجحت قواتنا في تدمير ملاجئ ومخابئ أولئك الفئران.
السيسي المصري الأصيل، ذهب بعد تلقي تمام تنفيذ مهمة الأخذ بالثأر من قتلة أبنائنا، ذهب إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليقدم واجب العزاء، لقداسة البابا ولقادة الكنيسة، وهو يقول: «إحنا ما بناخدش العزاء إلا بعد الأخذ بالثأر من قتلة ولادنا».
قواتنا المسلحة لم تكتفِ بالثأر من قتلة أولادنا، بل وبتوجيه السيسي، أعادت جثامين أبنائنا لتدفن في ثرى قراهم لتهدأ قلوب ذويهم وأهليهم في صعيد مصر. أبطال قواتنا المسلحة كذلك، واصلوا مطاردة كل متورط في هذه الجريمة البشعة، ونحجوا في النيل ممن نجا منهم في الغارة الجوية إما بالإجهاز عليه وإما بالقبض عليه وإحضاره للمحاكمة هنا في مصر.
السيسي، وضمن هذا الإنجاز الذي أكرر أنه إنجاز مسكوت عنه، هو الرئيس المصري الوحيد الذي جعل من زيارة الكنيسة ليلة عيد الميلاد من كل عام، عادة سنوية أوجدت مشاعر الحب والترحاب والإعجاب، ليس في قلوب شركاء الوطن فقط، ولكن في قلوب كل أبناء الشعب المصري، لتنقضي بعد كل ما فعله الرئيس غمة ثقيلة، كان يستغلها بعض ضعاف النفوس لتزكية التفرقة بين أبناء الشعب.
أكرر وبكل ثقة أن كشف حساب الرئيس السيسي، مليء بالجهود والإنجازات، وكثير منها مسكوت عنه بما يُشكل ظلمًا للرجل وعدم إيفاءه ما يستحق.