المقابر الجماعية فى غزة.. مسمار جديد فى نعش الكيان الصهيونى.. قيادى بحركة فتح: دليل موثق أمام العالم على ارتكاب مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني
لم يعد الإنكار يفيد شيئا، الحقائق تكشفت على الأرض، وجرائم الاحتلال فى حرب غزة أكبر من محاولة طمسها، هكذا باتت المقابر الجماعية المكتشفة الواحدة تلو الأخرى، بحق الأطفال والنساء والشيوخ، شاهد إثبات لا يقبل الشك على السلوك الهمجى والعدوان البربرى الذى مارسته تل أبيب بحق المدنيين.
وكالعادة اكتفت الولايات المتحدة الراعى الرسمى للاحتلال الإسرائيلى، بإطلاق بيانات تنديد ممهورة بجملة «التقارير المزعومة» وهى مفردات استخدامها فى عالم السياسية يكفى لنسف الأدلة.
الدكتور جهاد الحرازين، القيادى فى حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية، يرى أن المقابر الجماعية التى تم اكتشافها فى قطاع غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال من عدد من المناطق تدل على أن هذا الكيان يرتكب المجازر بشكل متواصل بحق الشعب الفلسطينى، لافتا إلى أن هذا ليس بالجديد على الكيان الصهيونى الذى دأب على ارتكاب كافة الجرائم التى منعها القانون الدولى ضد الفلسطينيين.
وأضاف القيادى فى حركة فتح خلال تصريحاته لـ«فيتو»: “دولة الاحتلال مارست هذه الجريمة فى أكثر من مناسبة كلما اتيحت لها الفرصة، مضيفا: بعد النكبة التى حلت بالشعب الفلسطينى فى 48 تم ارتكاب العديد من المجازر ضد المدنيين، وتم دفنهم داخل مقابر جماعية فى محاولة لطمس الجرائم التى حرمتها جميع القوانين والأعراف الدولية.
وتابع الحرازين: “عندما يتم اكتشاف مقابر جماعية فى أى دولة يتم محاسبة نظامها الحاكم وملاحقتهم قضائيا حتى بعد مرور السنين، مطالبا بضرورة اتخاذ موقف حقيقى من المجتمع الدولى لمحاسبة قادة الاحتلال والمتورطين فى ارتكاب هذه الجرائم ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال فى قطاع غزة”، مشددا على أن هذا المطالب تأتى فى إطار انصاف العدالة والقانون الدولى والإنسانى، ولا يمكن التغاضى عنها ولا تسقط بالتقادم.
وأشار القيادى فى حركة فتح إلى أن الجثامين التى تم العثور عليها داخل المقابر الجماعية فى غزة، كان بعضها مكبل اليدين ومعصوب العينين، بالإضافة إلى أن هناك جثث تم اكتشافها وليست مصابة بأى طلق نارى أو رصاص، ما يدل على دفن بعض الشهداء أحياء داخل هذه المقابر الجماعية.
وأوضح الحرازين أن الاحتلال يلجأ إلى المقابر الجماعية، على أمل أن تتحلل جثث الشهداء وتختفى جرائمه ضد الإنسانية دون عقاب، مضيفا: “دولة الاحتلال تسرق أعضاء وجلود الشهداء، وهذا الأمر ليس بالجديد، فهناك جثث اكتشفت فى غزة خلال الأيام القليلة السابقة داخل هذه المقابر الجماعية دون رءوس ودون جلود”، مستشهدا بامتلاك دولة الاحتلال الإسرائيلى أكبر بنك للجلود البشرية على مستوى العالم.
وشدد القيادى فى حركة فتح على أن إسرائيل تسعى من خلال المقابر الجماعية إلى إخفاء كل هذه الجرائم سواء الإعدامات من مسافة صفر، أو سرقة الأعضاء، أو إخفاء عمليات التعذيب والتنكيل بحق المدنيين العزل فى قطاع غزة.
واستطرد القيادى فى حركة فتح: “ندرك أن العالم بأسره شاهد جرائم الاحتلال وفيديوهات المقابر الجماعية فى قطاع غزة، ولكن الولايات المتحدة تقول إنها بحاجة لدليل رغم أن الوقائع موجودة ولا يمكن إنكارها وليس من الصعب إثباتها”، مشيرا إلى أن واشنطن تحاول التقليل من قيمة هذه الجريمة أو القفز عليها كما حدث مع جرائم الاحتلال الأخرى منذ بدء عدوانه الأخير فى قطاع غزة والتى تمثلت فى قصف المستشفيات وقتل نحو 35 ألف فلسطينى وإصابة نحو 75 ألف آخرين أغلبهم من النساء والأطفال.
وأكد جهاد الحرازين أن الولايات المتحدة ستبقى الداعم الأساسى لدولة الاحتلال والمدافع عنها فى كافة المحافل الدولية وستقدم لها الدعم المتواصل لضمان تفوقها بشكل كامل، مضيفا: “الشعب الفلسطينى يقتل على مدار 75 عاما، ويرتكب بحقه العديد من المجازر، ولم نر تحرك أو انتفاضة من قبل المجتمع الدولي”، مشددا على أن القيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان تداس تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية وقصف الطائرات والمدفعية والاحتلال يدير ظهره لكل المبادئ والقرارات الشرعية الدولية.
وأشار القيادى فى حركة فتح إلى أن المواطن الفلسطينى يرغب فى العيش كبقية شعوب الأرض فى سلام واستقرار داخل دولة مستقلة، كاشفا عن أن دولة الاحتلال لم تترك جريمة إلا وارتكبها بحق الشعب الفلسطينى، وأشار إلى أن العالم بدأ خلال الشهور القليلة الماضية فى رؤية وحشية الكيان الصهيونى، كما تغير المزاج الدولى وانقلب لصالح الشعب الفلسطينى وحقوقه وهناك سقوط كامل للرواية الإسرائيلية وصعود واضح لصالح الرواية الفلسطينية التى بدأ العالم فى تصديقها والتضامن والتعاطف معها.
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القدس، أن المقابر الجماعية التى يتم اكتشافها يوميا فى مناطق مختلفة من قطاع غزة وأكبرها فى محيط مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر، يعطى دلالة على طبيعة جرائم الاحتلال، لافتا إلى أن هذه الجريمة لم ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فقط، فقد ارتكبتها ضد العديد من الدول العربية أيضًا أثناء حروبها معهم.
وأوضح الرقب أن عمليات تشريح الجثامين التى تم اكتشافها داخل المقابر الجماعية فى غزة، أشارت إلى أن عددا كبيرا من الشهداء كانو أحياء أثناء دفنهم فى هذه المقابر، مضيفا: للأسف الشديد رغم أن هذه المقابر التى تؤكد على حرب الإبادة الجماعية التى مارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، إلا أن الموقف الدولى حتى الآن ما زال سلبيا ولم يتغير.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن المجتمع الدولى لم يطرح حتى الآن فكرة تشكيل لجنة تحقيق لاستبيان صدق ما قيل عن هذه الجرائم، ولم يتخذ إجراءات فعلية بشأن هذا الصدد، لافتا إلى أن الموقف الأمريكى بعد اكتشاف المقابر الجماعية فى غزة هو إعلامى فقط ولم تتخذ واشنطن أى خطوات على الأرض.
واختتم الرقب حديثه قائلا: “للأسف التجارب الماضية كشفت أن كل ما يتعلق بدولة الاحتلال يجعل مؤسسات المجتمع الدولى بلا قيمة أو تأثير أو مواقف جادة”.