هل العاديات هي الخيل أم الإبل؟، الشيخ محمد سيد طنطاوي يوضح
معنى العاديات، أوضح الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لسورة العاديات، بعض معاني كلمات تلك السورة، كما بيّن معنى العاديات والاختلاف حول أنها الخيل أم الإبل.
سورة العاديات
قال تعالى: «وَالْعادِياتِ ضَبْحًا (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحًا (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (٤)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦)».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لمستهل سورة العاديات
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي: العاديات: جمع عادية، اسم فاعل من العدو، وهو المشي السريع، وأصل الياء في العاديات واو، فلما وقعت متطرفة بعد كسرة قلبت ياء، مثل الغازيات من الغزو، والضّبح: اضطراب النّفس المتردد في الحنجرة دون أن يخرج من الفم، والمراد به هنا: صوت أنفاس الخيل عند جريها بسرعة، وقيل: الضبح نوع من السير والعدو، يقال: ضبحت الخيل، إذا عدت بشدة. وهو مصدر منصوب بفعله المقدر، أي: يضبحن ضبحا، والجملة حال من «العاديات».
معنى الموريات
وتابع الشيخ طنطاوي: والموريات: جمع مورية، اسم فاعل من الإيراء، وهو إخراج النار، تقول: أورى فلان، إذا أخرج النار بزند ونحوه، والقدح: ضرب شيء بشيء لكي يخرج من بينهما شرر النار، والمراد به هنا: النار التي تخرج من أثر احتكاك حوافر الخيل بالحجارة خلال عدوها بسرعة، وقَدْحًا منصوب بفعل محذوف، أي: تقدحن قدحا.
معنى المغيرات
وأضاف الشيخ طنطاوي: وفَالْمُغِيراتِ جمع مغيرة. وفعله أغار، تقول: أغار فلان على فلان، إذا باغته بفعل يؤذيه. وصُبْحًا منصوب على الظرفية، وقوله: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا أي: هيجن وأثرن «النقع» أي: الغبار من شدة الجري، تقول: أثرت الغبار أثيره، إذا هيجته وحركته، والنون في «أثرن» ضمير العاديات.
وأكمل الشيخ طنطاوي: وقوله “فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا” أي: فتوسطن في ذلك الوقت جموع الأعداء، ففرقنها، ومزقنها، تقول: وسطت القوم أسطهم وسطا، إذا صرت في وسطهم، والمراد بالعاديات، والموريات، والمغيرات: خيل المجاهدين في سبيل الله، والكلام على حذف الموصوف، والمعنى: وحق الخيل التي يعتلى صهواتها المجاهدون من أجل إعلاء كلمة الله- تعالى-، والتي تجرى بهم في ساحات القتال، فيسمع صوت أنفاسها، والتي تظهر شرر النار من أثر صك حوافرها بالحجارة وما يشبهها والتي تغير على العدو في وقت الصباح، فتثير الغبار، وتمزق جموع الأعداء، وحق هذه الخيل الموصوفة بتلك الصفات... إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ.
الاختلاف في معنى العاديات
وأتم الشيخ طنطاوي: وقد أقسم- سبحانه- بالخيل المستعملة للجهاد في سبيله، للتنبيه على فضلها، وفضل ربطها، ولما فيها من المنافع الدينية والدنيوية، ولما يترتب على استعمالها في تلك الأغراض من أجر وغنيمة، ومن ترويع لجموع المشركين، وتمزيق لصفوفهم، وأسند- سبحانه- الإغارة إليها- مع أنها في الحقيقة لراكبيها-، لأن الخيول هي عدة الإغارة، وهي على رأس الوسائل لبلوغ النصر على الأعداء، وقيل: المراد بالعاديات: الإبل، إلا أن الأوصاف المذكورة في الآيات الكريمة من الضبح والإغارة... تؤيد أن المراد بها الخيل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.