رئيس التحرير
عصام كامل

تهديدات واشنطن للجنائية الدولية تفضح المبادئ الأمريكية.. الخبراء: إدارة بايدن تدعم حرب الإبادة في غزة.. وتستخدم حقوق الإنسان للمصالح الشخصية والضغط السياسي

غزة، فيتو
غزة، فيتو

كشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن وجهها الزائف والقبيح من خلال تهديدها للمحكمة الجنائية الدولية بفرض عقوبات عليها حال صدور مذكرة اعتقال بشأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الجرائم التى يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، الأمر الذي كشف النقاب عن الازدواجية فى المعايير لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي تتشدق بحقوق الإنسان ولا تنفذها.

 

الولايات المتحدة الأمريكية

 وقال الدكتور أحمد يوسف، الخبير الاستراتيجى، أستاذ العلاقات الدولية، إن المواجهة الحالية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة فضحت السياسة الأمريكية التى تعاني من ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين من ناحية الدعم الأمريكي لعملية الإبادة التي ترتكبها إسرائيل أمام مرأى ومسمع من العالم كله ضد الشعب الفلسطيني دون إدانة أو شجب أو محاولة وقف المجازر الإسرائيلية بل إن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق الفيتو فى الأمم المتحدة لمنع إدانة إسرائيل.

Advertisements

فضيحة تحدى القضاء الدولى 

وأشار إلى الدعم الاقتصادي الذي تقدمه  الولايات المتحدة الأمريكية الذى بدونه ما كانت إسرائيل تستطيع ارتكاب هذه المجازر، ولفت إلى الأسلحة الأشد تدميرا التي مدت أمريكا بها إسرائيل والتى بدونها ما أحدثت هذا التدمير ولا أسقطت هذا العدد من الضحايا بين قتلى وجرحى أغلبهم من الأطفال هذه الفضيحة الأولى ثم كانت الفضيحة الكبرى بموقفها من القضاء الدولى لدرجة أن الأمر وصل إلى حد قيام الإدارة الأمريكية بممارسة ضغوط على المحكمة الجنائية الدولية لمنع صدور قرارات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الحرب ورئيس الأركان.

تنكر أمريكا لحقوق الإنسان الأمريكى 

وواصل حديثه قائلا: نحن الآن أمام سيناريوهين إما أن تنجح الولايات المتحدة الأمريكية فى ضغوطها وستكون فضيحة لوقفها ضد العدالة الدولية وإثبات عجز الأجهزة الدولية عن مواجهة الولايات المتحدة الامريكية وهذا سيمثل نقلة نوعية وهي تنكر أمريكا لحقوق الإنسان الأمريكى وما تقوم به من اعتداء على حق طلاب الجامعة واعتقالهم فى حين أنها نصبت نفسها حاميا لحقوق الإنسان فى العالم وفى نفس الوقت تفعل ما تفعله بطلاب جامعاتها وبالتالى موقفها يكشف ويفضح السياسة الأمريكية وانتهاكها للمبادئ التى تدافع عنها ونقارن بين موقفها تجاه العملية العسكرية فى أوكرانيا وموقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة.

الدكتور محمد مهران 

 

قال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام، إن التهديدات الأمريكية الأخيرة لـ المحكمة الجنائية الدولية على خلفية التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يعتبر تكريسًا لسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية للمعايير في تطبيق العدالة الدولية واستخدام حقوق الإنسان لتحقيق مصالحها الشخصية ولأغراض سياسية. 

الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية من اختصاص الجنائية الدولية 

وأكد مهران أن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، فتح تحقيق رسمي في الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك جرائم الحرب المنسوبة للقادة الإسرائيليين خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، يدخل في صميم اختصاص المحكمة.

محاولات الولايات المتحدة عرقلة التحقيق

وواصل حديثه قائلا إن محاولات الولايات المتحدة عرقلة التحقيق او اصدار قرارات متعلقة به عبر التهديد بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية  وقضاتها، يهدف إلى التأثير علي موقف المحكمة ويمثل تدخلًا سافرًا في استقلالية القضاء الدولي، ويعد انتهاكًا لأحكام نظام روما الأساسي، الذي يحظر التدخل في عمل المحكمة أو ممارسة الضغوط عليها، رغم عدم توقيع الولايات المتحدة عليه.

وأشار إلى أن نهج التهديد والترهيب ضد الجنائية الدولية، سبق وأن تجلى عام 2020 عندما أصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارًا تنفيذيًا يفرض عقوبات على كل من أعضاء المحكمة وكل من يتعاون معها في أي تحقيق يستهدف مسؤولين أمريكيين أو إسرائيليين، في خطوة أثارت إدانة دولية واسعة.

تقويض ثقة المجتمع الدولي في نظام العدالة الجنائية الدولية

وحذر الخبير الدولي من أن هذا النهج العدائي تجاه المحكمة قد ينقلب على الولايات المتحدة نفسها، حيث يقوض ثقة المجتمع الدولي في نظام العدالة الجنائية الدولية برمته، ويشجع الدول الأخرى على عدم التعاون مع المحكمة أو الامتثال لقراراتها كلما تعارضت مع مصالحها.

وأبدى أمله في ألا تثني التهديدات الأمريكية المحكمة الجنائية الدولية عن أداء مهامها والمضي قدمًا في تحقيقاتها، وقال أن المدعي العام أكد مرارًا أن التحقيق في الحالة الفلسطينية سيتم بنزاهة وموضوعية وبمنأى عن أي اعتبارات سياسية، وأن المحكمة ستدافع عن استقلالها ولن تخضع لأي ابتزاز أو ترهيب، وفقًا للمادة 70 من نظام روما التي تؤكد عدم جواز التأثير على قراراتها، واعتبرت أن التاثير عليها بمثابة جريمة حيث يكون للمحكمة اختصاص على الأفعال الجرمية المخلة بمهمتها في إقامة العدل عندما ترتكب عمدًا علي النحو الذي ورد بهذه المادة.

وأضاف أن المادة 70 نصت في الفقرة (د) على اختصاص المحكمة بجريمة إعاقة أحد مسئولي المحكمة أو ترهيبه أو ممارسة تأثير مفسد عليه بغرض إجباره على عدم القيام بواجباته، أو القيام بها بصورة غير سليمة، أو لإقناعه بأن يفعل ذلك، كما أكدت الفقرة (هـ) أن الانتقام من أحد مسئولي المحكمة بسبب الواجبات التي يقوم بها ذلك المسئول أو مسئول آخر جريمة تدخل في اختصاصها.

وطالب أستاذ القانون الدولي، الدول الأطراف في نظام روما والمنظمات الدولية المعنية، بالوقوف إلى جانب الجنائية الدولية في مواجهة المساعي الأمريكية لتقويض عملها، داعيًا إلى تعزيز آليات حماية استقلال المحكمة وحماية العاملين فيها، وتوفير كل أشكال الدعم المالي والسياسي اللازم لتمكينها من القيام بواجباتها في إقرار العدل ومكافحة الإفلات من العقاب.

وشدد مهران على أهمية أن يكون القانون الدولي فوق الجميع وأن تخضع جميع الدول دون استثناء لمعاييره، بما يضمن عدم إفلات أحد من العقاب مهما علا شأنه، وأكد أن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق في أي بقعة من العالم إلا بتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا دون انتقائية أو ازدواجية.

المحكمة الجنائية الدولية،  قال الدكتور أيمن سلامة خبير القانون الدولي، إن هناك عداء دائما بين الولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدًا استقلالية ونزاهة المحكمة وقضاتها، معتبرا التهديدات الإسرائيلية والأمريكية للمحكمة الجنائية الدولية، التي تحقق في اتهام تل أبيب بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، بلا جدوى.

تهديد المحكمة الجنائية الدولية

وأكد الدكتور أيمن سلامة أن  المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت بيانا يطالب بإنهاء كافة محاولات إعاقة قضاة المحكمة أو تخويفهم، من لإصدار قرارات ملاحقة بحق مسؤولين إسرائيليين متهمين بالإبادة في قطاع غزة، وصدر البيان عقب إعلان نواب في مجلس الشيوخ، عن قلقهم من صدور مذكرات اعتقال بحق مسؤولين في إسرائيل، مشيرا إلى  المحكمة الجنائية الدولية هيئة قضائية جنائية دولية مستقلة، وهي الهيئة الجنائية الدولية الدائمة المستقلة الوحيدة في العالم، ولديها نظام أساسي لا تحيد عنه، ولديها أيضا قواعد للأدلة والإثباتات لا تنحرف عنها.

التهديدات لن تفت عضد قضاة الجنائية 

وتابع أن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، لن تفت عضد قضاة المحكمة الجنائية الدولية، لأن المحكمة غير مسيسة ولا يتطلع قضاتها لأية مطامع شخصية، ويحافظون على استقلالية المحكمة وحيدتها، والقسم الذي أقسموا عليه وعلى شرفهم وحيدتهم وكرامتهم واستقلالية محكمتهم.

الابتزاز الأمريكي للمحكمة الجنائية الدولية ليس بجديد

ولفت  إلى أن، الابتزاز الأمريكي للمحكمة الجنائية الدولية ليس بجديد، حيث أنه  في عام 2002 وبعد دخول النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بساعات قليلة، أصدر الكونجرس الأمريكي تشريعا للرئيس باستخدام القوات البرية والبحرية والجوية الأمريكية، لغزو وفك أسر أي أمريكي عسكريا أو مدنيا في حوزة المحكمة الجنائية الدولية، وصدر أمر رئاسي باعتقال المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية وأي قاض إذا وصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

الإدارة الأمريكية تعتبر المحكمة الجنائية الدولية عدوا لدودا

وواصل سلامة حديثه قائلا: الإدارة الأمريكية تعتبر المحكمة الجنائية الدولية عدو لدود للإدارة الأمريكية والمصالح الامريكية والمواطنين الأمريكيين، وقد وقعت الولايات المتحدة مع 100 دولة في العالم اتفاقيات تحصن الجنود الأمريكيين في أي إقليم من أقاليم هذه الدول، إذا تم ملاحقتهم من المحكمة الجنائية الدولية، في تحد صارخ للعدالة الدولية وحقوق الإنسان وحقوق ضحايا الجرائم الدولية، مثل جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية أو جرائم الإنسانية.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية