رقصة الموت الأخيرة لـ«مجرم الحرب» الصهيونى.. خبراء يكشفون لـ«فيتو» فرص نتنياهو فى البقاء بالملعب السياسى.. وقوة البدائل المتاحة على الساحة الإسرائيلية

لا حديث فى الأوساط العالمية المقربة من إسرائيل إلا عن ساعة الصفر لإنهاء مسير مجرم الحرب الصهيونى نتنياهو، وإن كان قادرا على العودة والبقاء فى الملعب أم انتهت سيرة الرجل للأبد وأمامه فرصه لتبييض وجهه فقط حتى انتهاء الانتخابات الأمريكية واتضاح أمر الإدارة الجديدة وموقفها من نتنياهو ورجاله.

ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى، ظهرت العديد من المؤشرات على احتدام الخلاف بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو المتطرفة، إذ تحدث عدد من المسئولين الأمريكيين خلال الأيام القليلة الماضية عن إمكانية تخلى واشنطن عن اليمين المتطرف الإسرائيلى، وهو ما ظهر فى تصريحات الرئيس الأمريكى الأخيرة والتى انتقدت علنا تصرفات تل أبيب بشدة التى تدفع شبح الحرب الإقليمية لإشعال منطقة الشرق الأوسط.

من جانبه، قال الدكتور كرم سعيد، الخبير فى مركز الأهرام للبحوث والدراسات الاستراتيجية، إن حكومة نتنياهو المتطرفة لن يتم الإطاحة بها من قبل الإدارة الأمريكية، ولكن من الممكن تعزيز الضغوط الأمريكية عليها، خاصة فيما يتعلق بتوسيع أمد الحرب فى منطقة الشرق الأوسط، مستشهدا بالضغط الأمريكى الأخير من أجل ضبط رد فعل إسرائيل على الهجوم الإيرانى وتحجيمه.

وتابع: “إدارة بايدن لا تسعى للدخول فى صدام مع حكومة نتنياهو خلال الفترة الحالية خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لاسيما أن هناك تعويل على دعم اللوبى اليهودى لبايدن خلال الانتخابات المقبلة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تلجأ فقط لسياسة الضغط الناعم ولا تستطع إجبار دولة الاحتلال على وقف الحرب فى غزة كما لم تتخذ قرارًا واحدًا صريحًا بشأن العملية العسكرية المرتقبة فى رفح.

وأضاف: “العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ليست استراتيجية فقط، بل لها بعد عقائدى، موضحا أن هناك تيارا دينيا واسعا فى الولايات المتحدة يدعم تل أبيب، كما أن اللوبى اليهودى يسيطر على مفاصل جانب واسع من المصالح الأمريكية ولديه نفوذ قوى وقدرة مناسبة للضغط على الإدارات الأمريكية سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، وبالتالى لن نجد انفصالا بين الطرفين.

وأوضح الدكتور كرم سعيد أنه حال الإطاحة بحكومة نتنياهو المتطرفة، فإن الإدارة الإسرائيلية الجديدة لن تنحرف عن نهج نتنياهو، ربما تختلف فى إدارة مشهد غزة، لكن سيظل العنف هو العنوان الأبرز تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن السياسيات الإسرائيلية ستظل واحدة تجاه قضية فلسطين.

وشدد الخبير فى مركز الأهرام على أن أبرز السيناريوهات التى قد تؤدى إلى سقوط حكومة نتنياهو المتطرفة، هو استمرار الفشل فى الإفراج عن الأسرى داخل غزة، كما أن عملية اجتياح رفح تهدد بإيقاع خسائر بشرية كبيرة من شأنها أن تصعد الانتقادات الدولية.

من ناحيته، قال الدكتور معتز سلامة الخبير فى مركز الأهرام للبحوث والدراسات الاستراتيجية، إنه رغم الانتقادات الأمريكية لحكومة نتنياهو اليمينية التى تتبنى توجهات متطرفة إزاء غزة ودول الجوار، إلا أن الولايات المتحدة تسعى داخل الغرف المغلقة للاستفادة لأقصى مدى من وجود حكومة يمينية متطرفة داخل تل أبيب، من أجل إحداث تغييرات فى المنطقة والملف الفلسطينى دون أي تكلفة كبيرة.

وتابع الخبير فى مركز الأهرام للدراسات: “أمريكا تكتفى بالانتقادات العلنية، ولكن على الأرض بايدن يميل لتحقيق مصالح إسرائيل، وأبرز مثال هو استخدام الفيتو مؤخرا فى مجلس الأمن لرفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية”. مضيفا: نحن إزاء حالة معقدة يصعب تفسيرها.

وأوضح سلامة أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تخرج عن سلوك كل الإدارات السابقة، بل ربما كانت أكثر دعما لإسرائيل من الناحية الواقعية.

وشدد الخبير فى مركز الأهرام على أن إدارة بايدن تريد استهلاك حكومة نتنياهو لأقصى مدى رغم خلافها معها وتوظيفها واستغلال وجودها، مضيفا: “التعنت الإسرائيلى والغطرسة وصلت لأقصى المستويات وهذه الطريقة تساعد إدارة بايدن فى فرض ضغوط كثيرة على المنطقة بشأن فلسطين، وحصد تنازلات، كما تسهم فى رفع آمال واشنطن بشأن استمرار التطبيع العربى والخليجى مع تل أبيب.

وأضاف الخبير فى مركز الأهرام: “أظن أن الاختلافات بين الأطراف فى إسرائيل بسيطة، وليست حول جوهر التوجهات الإسرائيلية فى المنطقة، موضحا أن القرار سيتوقف على الناخب والمجتمع الإسرائيلى الذى يدعم الحكومة فى توجهاتها الحالية باستثناء الضغط بشأن تحرير الأسرى.

وبشأن بحث الولايات المتحدة عن بديل لنتياهو وحكومته، قال سلامة إن الإدارة الأمريكية لم تستخدم قدراتها بشكل كاف من أجل تحقيق هذه الخطوة، مؤكدا أنه لا يوجد تعارض كبير بين البلدين. مضيفا: “دعم إسرائيل وتعزيز ملف التطبيع مع الدول العربية يضعف الصين وروسيا ويقلص قدراتهم على الوصول للممرات الملاحية والبحار والمحيطات وتعزيز وجودهم داخل بلدان فى المنطقة، مشددا على أننا إزاء فكر دولى وأمريكى وغربى جديد لا يسعى لحرب مباشرة إنما حروب غير مباشرة.

وأكد سلامة: “نتنياهو كشخص استنفد غرضه وفى الانتخابات المقبلة سيكون من الصعب عليه الفوز، ولكن اليمين الإسرائيلى سيظل موجودا داخل الحكومات الإسرائيلية القادمة، ولكن ربما يتراجع دوره قليلا داخلها ولن يجد شخص مثيل لنتنياهو يعكس توجهاته فى الفترة الحالية”.

وأضاف الخبير فى مركز الأهرام: “نتنياهو يسعى لإرباك المشهد الإقليمى ومن مصلحته إطالة زمن الحرب، موضحا أن استمرار العدوان على غزة يعطيه فرصة للاستمرار فى الحكم من جديد”، مردفا: “المشهد الإقليمى من المنظور الإسرائيلى قد يحتاج لشخص بقوة نتنياهو فهو لديه أحلام وطموحات لا تنتهى، كما يمتلك قدرات على إرباك المشهد الداخلى داخل إسرائيل، بالإضافة إلى قدرته على إغراء أمريكا بأنه ما زال الشخص محل الرهان فى إسرائيل”.

وتابع: “فى الفترة الماضية نتنياهو لم يتوان من المنظور الإسرائيلى فى الدفاع عن أمن إسرائيل، وإذا وقع فى خطأ 7 أكتوبر لكن من منظور إسرائيلى متطرف نتنياهو استطاع تحقيق مكاسب كبيرة مثل اجتياح غزة وممارسة القتل داخل القطاع لإرعاب الفصائل، كما استطاع فرض خيارات قاسية على حزب الله ولديه قدرات على أن يطول إيران ويستطيع فى النهاية خلق تحالف أوروبى للدفاع عن إسرائيل”.