هانى شنودة: نفسى أعمل أغنية لـ«نجاة» قبل ما أموت.. وأتمنى التعاون مع شيرين وأنغام ومى فاروق ( حوار )
>> فاتن حمامة كانت الباب الملكى لعبورى نحو الموسيقى التصويرية.. ونجيب محفوظ وصفنى بـ«زوبعة فى فنجان»
>> جميع مطربات «ما تحسبوش يا بنات أن الجواز راحة» تزوجن واعتزلن الغناء
>> هذه حكايتى مع الكينج.. وفرقة ”المصريين” لن تعود مجددا
>> رفضت أشتغل مع عبد الوهاب لأن معاملاته هتتسبب فى خراب بيتي.. وهذا ماحدث بعد ذلك
>> عزفت وراء العندليب فى إحدى حفلاته بعدها توفى والقدر حرمنى من تقديم ألحانى له
>> أوكا وأورتيجا سرقا لحن شمس الزناتى.. وأرقام المشاهدات تؤكد نجاح حسن شاكوش
>> لم أكن أستطيع العزف لأم كلثوم 5 دقائق ثم لا أتحرك لمدة ساعة باقى الأغنية
>> إدخال الأورج مع أم كلثوم لم يكن فى صالحها ولا فى صالحى،
>> لا أفكر فى الشهرة والمال بقدر حاجة العمل لى
>> منتج كاسيت سخر من مظهر عمرو دياب وبعد عامين وقع معه عقدا بمليون و200 ألف
>> الهضبة كان يعانى عيبا جسيما يكمن فى اللهجة البورسعيدية ونصحته بالتخلص منها سريعا
هو الحريف فى «الشوارع حواديت»، والأفوكاتو الذى ينتصر لموسيقى الشعب وغول الأغنية المصرية والصديق الوفى للقيمة الغنائية والخُط الذى تحترس من نزوله الملعب، الموسيقى وابن الأصول المبتسم للقمر ومدرسة الحب والبهجة، هو الأمل المتبقى فى مولد العشوائية والابتذال، هو شمس الزناتى وأحلامنا الحلوة والقلب وما يعشق والأصيل فى السيرك الكبير وحلم الغلبان والحالة الخاصة فى تاريخنا الموسيقى، إنه الموسيقار الكبير هانى شنودة الذى رسم بألحانه وجمله الموسيقية على مدار 6 عقود من البهجة والفرحة وخلق بأغانيه حالة مميزة داخل كل بيت مصر، ليحفر اسمه بحروف من ذهب فى عالم الموسيقى.
"فيتو" التقت عراب الموسيقى فى منزله بمنطقة الهرم وأجرت معه حوارا إمتد لأكثر من ساعتين، تحدث فيه عن ذكرياته الأولى قبل احتراف الموسيقى، ثم ملابسات تكوين فرقة المصريين، وعلاقته بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والعندليب عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وأحمد عدوية ومحمد منير وعمرو دياب والزعيم عادل إمام وأديب نوبل نجيب محفوظ، كما كشف لنا قصصا وحكايات وأسرارا مثيرة تروى لأول مرة فى نص الحوار التالى:
*نود فى البداية أن تطمئننا على حالتك الصحية؟
الحمد لله، أنا بصحة جيدة، وأمارس حياتى بشكل طبيعى.
*لو عدنا بالزمن للوراء، كيف كانت طفولة هانى شنودة؟
لم أخطط لمستقبلى بقدر البحث عن لحظة سعادة وبهجة، سواء وسط فريق الموسيقى بالمدرسة أو بالنادى أو بمحيط العائلة. كنت أنا وشقيقى بطلى سباحة بوسط الدلتا.. وأتذكر أن أبى وأمى شيدا أمامى حائطا لحمايتى من كل شيء سيئ فى العالم؛ لذلك لم تكن هناك فرصة لأقرر أو أفكر فى كيانى أو وظيفتى عندما أكبر.
*هل رفض الوالد دخولك مجال الموسيقى؟
عندما كبرت شعرت بانجذاب رهيب نحو عالم المزيكا، وقررت ألا أغادر غرفة الموسيقى، وأن أظل بداخلها حتى آخر لحظة بحياتى، لذلك قررت الالتحاق بكلية التربية الموسيقية، ولكن أبى رفض. والدى كان صيدلانيًا، وعندما علم برغبتى طلب منى الحضور للصيدلية فى وجود أعمامى الأطباء وشرح موقفى. وعندما ذهبت للصيدلية قلت لهم حرفيًا: “سوف أوفر عليكم الحديث، أنا مستعد أدخل صيدلة، وآخد صيدلية أبويا، وأمشى فى السكة دى، ومستعد أبقى موسيقى ولو بقيت موسيقى هاقوم بنفسى وهاعرف أصرف على نفسى وأعرف أتجوز وأجيب أولاد وأربيهم، لكن لو بقيت صيدلى هابقى فاشل، ولو كل واحد كتب لى فدانين من عنده علشان أسند ضهرى عليهم مش هيكفوا”.
*وكيف كان رد فعلهم؟
(يضحك).. حينها صمت الجميع، وتركوا الصيدلية، وفى الليل قال أبى لأمى: “أنت خلفتى حتة ولد؛ ده خلى أعمامه سكتوا معندهمش أى نفس وخلاص يدخل تربية موسيقية”. وقتها أدركت أنه وافق بدون حاجتى لسؤاله، وبالفعل التحقت بكلية التربية الموسيقية.
*بصمة ألحانك الأولى ظهرت من خلال محمد منير، حدثنا عن تجربتك مع الكينج؟
تعاونت معه بنهاية عام 1976، وحكايتى معه كانت لطيفة؛ الشاعر العظيم شوقى حجاب ضمير أخلاق الماضى أخبرنى بأنه سيزورنى وسيقدم لى الشاعر عبد الرحيم منصور ويرافقهما الشاب محمد منير، وأخبرونى بأنهم يبحثون لمنير عن أسلوب جديد؛ لأنه قضى فترة طويلة مع بليغ حمدى، ولم يفلح تعاونهما وتائه معه، وبليغ يأخذه فى طريق العندليب، وهو ليس عبد الحليم حافظ، فاقترحت عليهم توليفة موسيقية من صناعتى تليق بصوت محمد منير.
*ما الذى اقترحته على محمد منير؟
قلت له أحضر دفًا نوبيًا، وفرقتى موجودة، وبالفعل استجاب لطلبى، وقمنا بتسجيل مقطوعة موسيقية بصوته، وطلبت منه أن يتركنى يومين؛ حتى أتأكد من نجاح التوليفة، بعدها أبلغت شركة الإنتاج باستعدادى العمل مع منير، وقدمت له 4 ألحان فى الألبوم الأول “أمانة يا بحر”، ووزعت كل الأغانى، والألبوم نزل ولم ينجح؛ لأن الأسطوانات كانت هى الرائجة فى ذلك التوقيت، والمبيعات كانت 200 أو 300 نسخة.
*انطلاقة فرقة المصريين جاءت بعد التعاون الأول مع منير؟
تشكلت فرقة المصريين يوم 8 ديسمبر 1977، وشريط “بحبك لا” اكتسح السوق، حينها شركة محمد منير تواصلت معى وأبلغونى برغبتهم فى تجديد التعاون معى وقدمت للكينج ألبوما ثانيا بعنوان “بنتولد”، وحقق نجاحا كاسحا بالسوق، ومحمد منير يدين بالفضل لفرقة المصريين لأنها هى من كانت توفر له الظهور المتكرر بالحفلات وساهمت فى صناعة نجوميته.
*هل حدث الانفصال مع منير بعد شريط “بنتولد”؟
قدمت لمنير ألبومين فقط، وبعد ذلك عندما تعجبه أغنية يحصل عليها منى، وطوال عمرى لم أشترط على مطرب تقديم الألبوم الغنائى بالكامل.
*محمد منير صرح بأن المنتج الراحل عاطف منتصر كان سببا فى انفصاله عنك أو كما قال: “اتطلقنا”، ما هو تعليقك؟
“ده المفروض يعلق صورة عاطف منتصر فى صدره؛ لأنه كان عايز يدخل فرقة المصريين، وعاطف قال له: لأ؛ أنت تبقى مطرب لوحدك؛ لأنك أنت حاجة لوحدك، وهو اللى زقه أنه يبقى الكينج، وهو اللى خلاه محمد منير”.
*ما الذى تمثله لك فرقة المصريين؟
مشروع حياتى، ولدت ناجحة، ولا تزال ناجحة؛ بدليل أنها تصدرت التريند فى عالم السوشيال ميديا بعد استخدام أغانيها فى مسلسل “حالة خاصة”. وأصدقك القول: إن هدف الفرقة كان من أجل إسعاد الناس بعيدا عن الشهرة وكسب المال، بعكس الوضع الآن حيث نجد الفرق الشبابية تهتم بالشهرة على حساب الموسيقى والقيمة اللحنية والغنائية.
*ما السر فى توقف فرقة المصريين عن نشاطها نهاية الثمانينيات؟
تعاقب علينا مطربات تركن بصمة وأثرا كبيرا، بدءًا من إيمان يونس صاحبة صوت الذهب، والتى قررت الزواج وترك الغناء، بعدها استعنا بالمطربة راندة التى غنت “الصبحية” و”لما كان البحر أزرق”، وابتعدت هى الأخرى عنا وتزوجت وتركتنا، ثم جاءت منى عزيز التى غنت “ماشية السنيورة” وتركتنا وتزوجت أيضًا. وبالتالى وجدنا صعوبة فى الاستمرار. جميع من شاركن معنا أغنية “ما تحسبوش يا بنات إن الجواز راحة” تزوجن بعدها وتركن الفرقة.. (..يدخل فى نوبة من الضحك)!
*هل نتوقع عودة فرقة المصريين للساحة من جديد؟
صعب، بل مستحيل؛ لوفاة اثنين من أعضاء الفرقة.
*ماذا عن أول لقاء جمعك بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب؟
بعد نجاح أغنية “أنا بعشق البحر”، ذهبت إليه الفنانة نجاة الصغيرة، وطلبت منه غناء ألحانه القديمة، فاشترط عليها أن أقوم بإعادة توزيعها من جديد، فجاءت نجاة وأخبرتنى بشرط عبد الوهاب، وفى الحقيقة كانت لدىّ فكرة سيئة عن عبد الوهاب ومعاملاته، وتخوفت من التعامل معه؛ حتى لا يضعنى فى مأزق مالى مع فرقتى؛ خاصة أنه كان كثير الاعتذار عن البروفات ويقوم بتأجيلها لأسباب مختلفة، وأن لا أقدر على ذلك ماليا، فاعتذرت لنجاة عن التعامل معه.
*وماذا كان رد فعل نجاة؟
اندهشت واستغربت من موقفى وقالت لى: “حد يرفض يشتغل مع عبد الوهاب؟!”، فقلت لها: “أنا؛ لأن معاملاته هتتسبب فى خراب بيتي”! وبالفعل نجاة أبلغته باعتذارى، ولكنها عادت لى وأبلغتنى بأن عبد الوهاب يصر على التعاون معى، وقال لها نصا: “أصل هانى شنودة أقرب الخواجات لينا”، حينها دخلت فى نوبة ضحك وفهمت ما يقصده؛ أى أننى أمتلك موهبة مثل محمد فوزى وسيد مكاوى، ولكننى أصقلت الموهبة بالدراسة، وقتها قررت التعاون مع عبد الوهاب وقدمت لنجاة “يا مسافر وحدك” و”يا ناسية وعدي” و”ماكنش على البال تشغل بالي” و”محلاها عيشة الفلاح”.
*كيف كان رد فعل عبد الوهاب بعدما وافقت على التعاون معه؟
دعانى على الغداء، واكتشفت أنه بخيل مع نفسه فى الأكل، كريم معنا. “بخيل على نفسه”؛ من باب حرصه على صحته؛ لدرجة أننى فوجئت به يخرج كيسًا من جيبه به ردة يضعها على أى أكل!
*وهل أخبرك بالسر وراء ذلك؟
(يضحك..) قال لى: “هو أنت مبتحطش ردة على الأكل ليه؟”، ثم استطرد: “أنا أى أكل بحط عليه ردة علشان مباكلش عيش”. وسألنى: أنت بتمضغ كام مضغة؟ فقلت له: والله.. مبعدش، فقال لى: “تمضغ 40 مضغة فى كل ناحية بالتبادل”.. “الراجل ده كان ينفع يشتغل دكتور باطنة ومفيش حاجة فى طب الباطنة ميعرفهاش وده اللى خلاه يكمل وعمره يبقى طويل”.
*هل تخوفت نجاة الصغيرة من توزيعك لأغانى عبد الوهاب التى غنتها؟
كانت تثق بى، ولكنها كانت قلقة من ردود أفعال الجمهور، وكنا نعمل البروفة ثم تتصل بعبد الوهاب وتسمعه التسجيل دون أن يأتى للبروفة، ونجاة هى من كانت تتولى إعطاء الأجور لفرقة المصريين بعد كل بروفة.
*بعد ظهور الأغانى للنور.. هل كان لعبد الوهاب أى ملاحظات؟
امتدحنى كثيرًا، وأثنى على التوزيع الموسيقى لها، وأنصح كل الناس بعد يوم عمل شاق أن يطلبوا من الإذاعة تذيع لهم أغانى نجاة من ألحان عبد الوهاب وتوزيعى؛ كونها تحفا وكنوزا غنائية.
*تردد أن كمال الطويل نصح نجاة الصغيرة بعدم التعاون معك؟
بالعكس، الطويل كان رجلا عادلا، ووقف معى؛ حبا فى الله، وعندما سمع أنا بعشق البحر” و”بحلم معاك” من توزيعى، قال لنجاة: “الواد ده أعاد لك شبابك وعامل لك حاجة تحفة، أنت لازم تنزلى الأغنيتين فورا، فيه حد يبقى عنده اللؤلؤتين دول وميوريهمش للناس؟!”، ولكن هناك ملحن -لا داعى لذكر اسمه- حذرها من طرح الأغنيتين، بزعم أنه انتحار فنى لها وجنون!
*قدمت لنجاة 6 ألحان لم ترَ النور حتى الآن، ما السبب؟
الألحان الستة بالفعل فى حوزتها، ولا نستطيع الحصول عليها، الشرائط موجودة، ولكن لا توجد تقنية حديثة يمكنها تشغيل التسجيلات، وكان نفسي ألحن لها أغنية قبل ماأموت.
*لماذا لم تلحن للعندليب عبد الحليم حافظ؟
عزفت وراءه فى إحدى حفلاته بعدها توفى، والقدر حرمنى من تقديم ألحانى له، كان معجبا بأدائى والموسيقى المتطورة التى نقدمها وتجذب الشباب، وهو كانت لديه نظرة مستقبلية، وبالفعل شخصية أعجوبة سبق بها عصره.
*هل كنت تتهرب من العندليب؟
كان يعزمنى على الغداء وأتهرب منه لانشغالى مع شلة الأصدقاء سواء فى السينما أو على البحر وبالحفلات، وفوجئت به يتصل بى وأخبرنى بأنه اشترى جهازا موسيقيا جديدا من لندن، فذهبت إليه مسرعا لاستكشاف الجهاز، وأخبرنى الراحل مفيد فوزى بأن عبد الحليم حافظ أطلعه هو ومحمد حمزة ووجدى الحكيم على رغبته الملحة فى التعاون معك، وطلب منى عبد الحليم تكوين فرقة، وبالفعل جمعت الفرقة واستعنت بعمر خورشيد وواصلنا البروفات فى منزل العندليب لمدة 15 يوما، وقدمنا معه حفلة بنادى الجزيرة، وبعد الحفل قال لى: “بص يا هانى، احنا هنلف العالم العربى ونوريهم أد إيه مزيكتنا حلوة”، ولكن للأسف محصلش؛ علشان هو توفى سريعا.
*هل رفضت العمل مع أم كلثوم؟
ليس رفضا لكوكب الشرق، ولكن لأننى لم أكن أستطيع أن أعزف لها 5 دقائق، ثم أظل ساكنا صامتا لا أتحرك لمدة ساعة باقى الأغنية، كما أن إدخال الأورج مع أم كلثوم لم يكن فى صالحها ولا فى صالحى، لا أفكر فى الشهرة والمال بقدر حاجة العمل لى.
*يدين عمرو دياب لك بالفضل فى اكتشاف موهبته.. احكِ لنا عن موقف مؤثر فى قصة الهضبة؟
اصطحبته لمنتج كاسيت، وأخبرته بأن “عمرو” سيكون مطرب العرب الأول فرفضه دون أن يستمع لصوته، وسخر من مظهره وملابسه، وبعد عامين من الواقعة تواصل معى نفس المنتج وأخبرنى بأنه وقع مع عمرو دياب عقدا بمليون و200 ألف جنيه!
*ما النصيحة التى قدمتها لعمرو دياب وتفاعل معها؟
كان يعانى عيبا جسيما يكمن فى اللهجة البورسعيدية، ونصحته بالتخلص منها سريعا؛ لأنها كانت تؤثر على صوته الغنائى، وعمل بنصيحتى، وكذلك الانتقال للقاهرة، وأؤكد لك أننى منذ رأيته أول مرة توقعت نجاحه ونجوميته من نظرة عينيه؛ لأن العين مرآة الروح؛ عيناه كانتا تظهران إصراره ورغبته فى أن يكون نجما.
*هل انقطع التواصل مع عمرو دياب؟
أقدر انشغاله، وأنا أيضًا منشغل بشكل دائم، ولكنه دعم عودة فرقة المصريين التاريخية مجددا بمشاركتها بـ5 أغان فى مسلسل حالة خاصة وهذا كان بترشيح من الهضبة.
*هل تتذكر نصيحة نجيب محفوظ لك فى بداية مشوارك؟
كنت عضوا فى فرقة “لى بيتيشاه” التى اشتهرت فى أواخر الستينيات، كنت ألعب بيانو، وعمر خيرت درامز، وعمر خورشيد الجيتار، ووجدى فرانسيس مطرب فرنساوى، وصبحى بدير مطرب إنجليزى، ولوكاس على آلة الساكس، وجميع أعضاء الفرقة لم يقرأو لنجيب محفوظ ولا يعرفون عنه شيئا، فقط أنا الوحيد الذى كنت أقرأ أعماله، فجلس معى أديب نوبل وقال لى نصا: “إنتو إيه اللى بتعملوه؟ إنتو زوبعة فى فنجان”! فقلت له: “لو احنا زوبعة فى فنجان مكنتش حضرتك جيت من القاهرة لحد هنا، علشان تعمل معانا حديث صحفي”، ليسألنى عن سبب عدم لعب الفرقة موسيقى عربية، فأخبرته بأن الأغنية العربية مقدمتها تحمل 3 أغانى من الأغنية التى نغنيها، واسترسلت فى الحديث بشكل فلسفى لأظهر أمامه بأننى مثقف، فقاطعنى قائلا: “لا تستبدل شهوة الكلام بشهوة العمل”، فلم أفهم ما الذى يقصده من الجملة، ليوضح لى بأن تنفذ الفرقة الأغنية التى تراها مناسبة، وهذه كانت بذرة زرعت فى عقلى، وأنصح كل الشباب بالعمل دون التنظير والكلام بلا فائدة.
*فاتن حمامة.. هل كانت بوابتك الأولى للموسيقى التصويرية بالأعمال التمثيلية؟
سيدة الشاشة العربية كانت بمنزلة الباب الملكى لعبورى نحو الموسيقى التصويرية، وأتذكر أول لقاء جمعنى بها، حيث طلبت منى إحضار ورقة وقلم وكتبت معها الموسيقى التصويرية للفيلم كله فى جلسة واحدة، والعمل حقق نجاحا كبيرا.
*وكيف كان تعاونك مع عادل إمام؟
عندما سمع المخرج سمير سيف الموسيقى التصويرية التى قدمتها فى فيلم “لا عزاء للسيدات” بطولة فاتن حمامة، تواصل معى لتقديم موسيقى فيلم “المشبوه” للفنان عادل إمام، وقال لى: “أنا عايزك تعمل الفيلم الجديد بس فيه مشكلة، عادل بيقلب لأول مرة من كوميدى لأكشن، فلو أنت أد الأكشن قول لنا، لو مش أد الأكشن عرفنا”، فقلت له: “أنا هاعمل معاك اتفاق جنتلمان، هعملك التتر لو عجبك نكمل الفيلم، معجبكش منكملش”، وانتظر سمير سيف لمدة 3 أيام بعد سماعه للتتر انتظارا لرأى عادل إمام، وبعدها طلب منى تسجيل موسيقى الفيلم، الدليل على إعجاب عادل إمام بموسيقى الفيلم أننى قدمت له الموسيقى التصويرية فى 17 فيلما آخرها فيلم شمس الزناتى، وكانت حسن الختام، وأخبرنى بأن موسيقى “المشبوه” من كلاسيكيات السينما المصرية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
