ما حكم الاقتراض لأداء فريضة الحج؟ أمين الفتوى يجيب
أحكام الحج 2024، مع اقتراب موسم الحج يبحث الكثير من القراء عن أحكام الحج وفي ذلك السياق ورد سؤال لدار الإفتاء يقول فيه صاحبه "قد حججت بيت الله تعالى وأخذت في طريقي لذلك من أخي خمسمائة ريال سعودي، ولم أردها حتى الآن، ولم أذهب إلى المدينة المشرفة على ساكنها الصلاة والسلام، وقد توفي أخي، فهل حجي صحيحٌ؟ وكيف أردُّ دَيْن أخي؟
رد أمين الفتوى بدار الإفتاء
وقال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجوز الاستدانة أو الحصول على سلفة لأداء فريضة الحج؛ بشرط أن يكون الفرد قادرًا على ردها دون أن يخل ذلك بالتزاماته تجاه أسرته التي يعولها.
ما حكم الاستطاعة في الحج
الاستطاعةُ شرطُ وجوبٍ في الحجِّ، لا شرطٌ في صِحَّته؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: ٩٧]، وما كان شرطًا للوجوب لا يَلْزَم المكلَّفَ تحصيلُه لكونه مِنْ خطاب الوضع، إذ «مَا لَا يَتِمُّ الوُجُوبُ إِلَّا بِهِ فَلَيْسَ بِوَاجِبٍ»، ومِنْ جهةٍ أخرى فإنَّ المتقرِّر في القواعد العامَّة أنَّ «كُلَّ عِبَادَةٍ اعْتُبِرَ فِيهَا المَالُ فَإِنَّ المُعْتَبَرَ مِلْكُهُ لَا القُدْرَةُ عَلَى مِلْكِهِ»، وإذا كان غير قادر على الحجُّ فليس واجبًا فإنَّ الشَّرعَ لا يُلزِمُهُ بالاقتراض له،فيما وَرَد مِنْ حديثِ ابنِ أبي أَوْفَى رضي الله عنه أنه لمَّا سُئِلَ عن الرَّجل يستقرض ويحُجُّ قال: «يَسْتَرْزِقُ اللهَ وَلَا يَسْتَقْرِضُ»، قال: «وَكُنَّا نَقُولُ: لَا يَسْتَقْرِضُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ وَفَاءٌ».
وعليه، فإِنْ كان المكلَّفُ غيرَ واثقٍ مِنْ قدرته على الوفاء بما استدانه فلا يجوز له أَنْ يتكلَّف أمرًا يسَّره اللهُ رأفةً بالنَّاس ولم يُوجِبْه، ولا يترتَّب عليه إثمٌ إِنْ مات ولم يحجَّ، ولا يوجد لوم عليه؛ بخلاف ما إذا كانَتْ ذمَّتُهُ مشغولةً بالدَّين الذي اقترضه وجاءه الموتُ، فيبقى مُطالَبًا به لأنه حقُّ العباد؛ ولا يخفى أنَّ حقَّ الله تعالى مبنيٌّ على المسامحة، وحقَّ العبد مبنيٌّ على المُشاحَّة والمضايقة؛ لأنه يَنْتَفِعُ بحصوله ويَتَضَرَّرُ بِفواته دون البَارِي تعالى، فلا يَتَضَرَّرُ بفوات حقوقه ولا يَنْتَفِعُ بِحصولها، غيرَ أنه إِذا استقرضَ وَحَجَّ ـ وهو على هذه الحال ـ فحجُّه صحيحٌ، وتَبْرَأ ذِمَّتُه منه، وتبقى مشغولةً بقضاء دَيْنه.
أمَّا إذا كان واثقًا بقدرته على الوفاء بدَيْنه فيَلزَمُه الحجُّ مع توثيق القرض برهنٍ أو شخص يكفله، أو وصيَّةٍ بتسديد المبلغ المُقترَضِ في حالةِ ما إذا حَصَل له مكروهٌ يمنعه مِنَ الوفاء به.
آراء الفقهاء في حكم الاقتراض للحج
واستدلت دار الإفتاء بقول الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في "المجموع شرح المهذب"، أنه "لا يجب عليه استقراض مالٍ يحج به، بلا خلاف"، لكن لا مانع مِن أن يقترض ويحج إذا اطمأن إلى أنه سيرد القرضَ دون تأثيرٍ ضار على من تجب عليه نفقتُه.
وقد ورد عن بعض السلف النهي عن الاقتراض للحج، فروى الإمام الشافعي، وابن أبي شيبة في "المصنَّف"، والبيهقي في "السنن الكبرى"، عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه موقوفًا عليه، أنه سُئِلَ عن الرجل يَستقرض ويحج؟ قال: "يَسْتَرْزِقُ اللهَ وَلَا يَسْتَقْرِضُ"، قال: وكنا نقول: "لا يَستَقرِضُ إلا أَن يَكُونَ له وَفاءٌ"
وأسند ابن عبدالبر في "التمهيد"، عن سفيان الثوري أنه قال: "لا بأس أن يحج الرجل بدَينٍ إذا كان له عُرُوضٌ إن مات ترك وفاءً، وإن لم يكن للرجل شيءٌ ولم يحج فلا يعجبني أن يستقرض ويسأل الناس فيحج به، فإن فعل أو آجر نفسه أجزأه مِن حجة الإسلام".
وأما عن مذهب الشافعية، أوضحت الإفتاء، أنه إذا كان المقترض سيفي بالقرض ورضى بذلك المُقرِض فلا بأس بالاقتراض.
والحنفية جعلوا الاستقراض واجبًا إذا كان المكلَّف قد وجب عليه الحج وفرَّط حتى فاته وَصْفُ الاستطاعة للحج، أما المالكية فعندهم احتمالان بالتحريم والكراهة إذا لم يكن هناك وفاء بسداد القرض.
حكم الاقتراض من البنوك لأداء فريضة الحج
وفي مايو الماضي، قال أمين الفتوى بدار الإفتاء، الدكتور خالد عمران، إنه لا يجوز الاقتراض من البنوك لأداء فريضة الحج.
وأضاف أن الحج واجب على من استطاع بدنيا وماليا، فإذا لم يستطع سقطت عنه فريضة الحج وهو غير ملزم بذلك، لقوله تعالى “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" [آل عمران:97].
فضل أداء فريضة الحج
الحج والعمرة من شعائر الله من أفضل العبادات عند الله عز وجل ومن يعظمهما له الأجر والثواب، حيث روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ».
وروى النسائي والترمذي في "سننيهما" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ».
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.